"النور مكانه في القلوب".. طفل أسواني يتغلب على فقدان بصره بحفظ القرآن الكريم وقيادة الدراجة

 الشاب الكفيف ابراهيم مهلل
الشاب الكفيف ابراهيم مهلل

"ليس الكفيف الذي أمسى بلا بصر.. إنّي أرى من ذوي الأبصار عميانا"، قد تنطبق كلمات إيليا أبو ماضي على أحد أبناء قرية كلح جبل بمركز إدفو محافظ أسوان، إبراهيم جمال مهلل، البالغ من العمر 15عامًا، وُلد كفيفًا، لكن الله أنارَ بصيرته بالتقرب إليه، بحفظ كتابه.

كفيف اسوان يجنى البرسيم مع والده

قرر إبراهيم وهو عمره 5 أعوام بحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ خالد صادق هلالي، واستمر معه 6 أعوام حتى توفاه، وكان لفراق شيخه ومعلمه أثرًا عليه حيث لقب موعد وفاته بعام الحزن، فكان مرتبطًا به ارتباطًا شديدًا، إضافة إلى أنه لم يكن قد ختم كتاب الله بعد، وبعد فترة ظل الطفل فيها صامدًا شعر أنه سوف يضيع حلمه ومجهود شيخه بعدم الاستمرار في الحفظ، فقرر استكمال المسيرة على أيدي شيخًا أخر، وهو الشيخ محمود عبد النعيم سلطان، بعدها بعام استطاع ختم القرآن الكريم وهو في الصف الثاني الإعدادي ليُحقق حلم شيخه ويُحقق حلم أسرته.

كفيف يقود الدراجة بمنطقته

الشاب الكفيف يقود الدراجة

فذاع صيته بسبب صوته الكرواني في قراءة القرآن والمديح في رسول الله، وعندما ترى ما يفعله إبراهيم لن يأتي بذهنك أنه كفيف؛ فهو يعلم منطقته شبرًا شبرًا، وإذا طالبته أن يأخذك إلى مكان في قريته، يُلبي سريعًا، فقد لا يأتي في مخيلتك أنه كفيف بسبب أفعاله، يمكن أن تراه وهو يقود دراجته، وتندهش عندما تعلم أنه لعب "بلاي ستيشن" مع أصحابه، ويُمارس حياته كأنه يرى ما لما نستطيع أن نراه، فهو يثبت دومًا أنه يرى بقلبه ما لم يراه الإنسان بنور بصره.

قال إبراهيم: "تعلمت القراءة والكتابة في البدايه لتساعدني على حفظ القرآن، ودخلت المعهد الازهري بالقرية من مرحلة الإبتدائي، وكنت أتعلم القراءة باستخدام طريقة برايل التي ساعدت في تأقلمي سريعًا مع زملائي في المعهد".

الشاب الكفيف ابراهيم مهلل

وأشار إبراهيم إلى أنه منذ طفولته لا يتعامل مع أهله أنه كفيًا، فيقول" دائمًا أبي يُطالبني بالتأقلم على الوضع الذي خُلقت عليه، وساعدتني هذه الكلمات على حفظ القرية المتواجد بها عن طريق حفظ المنطقة بعدد الخطوات التي أسير بها".

وكانت أحلام إبراهيم مثل باقي الأطفال، فهو يرغب في اللعب واللهو مع أصدقائه، ولكن حقيقة أنه كفيف كانت دائمًا عائقًا، حتي طلب من أهله، أن يتعلم قيادة الدراجة على الرغم من عجزه، وسرعان ما استجاب له أخيه ليقوم بتعليمه، حتي تعلم سريعًا، وأصبح يسوق الدراجة دون تدخل أحد، ويقود دراجته في الشوارع التي يحفظها؛ ليكون في أمان.

وأضاف إبراهيم: "تعلمت لعب البلاي ستيشن، على يد شاب كفيف مثلي، وألعب على صوت المعلق، أو على وصف أحد الأصدقاء الذي يتبرع لشرح المباراة لي، وأفضل، بيس عن فيفا لسهولتها".

ابراهيم مهلل و الطفل عبدالله الكلحاوى

ويرى والد إبراهيم أن ابنه تغلب على عجزه بأنه كفيف؛ وذلك لقربه من الله وصوته العطر بقراءة القرآن الذي يشيد به كل من يسمعه، موضحًا أن ابنه دائمًا يسرع في المناسبات وخاصة واجبات العزاء بقراءة القرآن، وصوته يلفت انتباه جميع الحاضرين، متمنيًا أن يرى ابنه من كبار القراء في العالم ويحلم أن يشاهده يقرأ القرآن في المسجد النبوي .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً