في الوقت الذي يتسابق فيه صانعو الأدوية في جميع أنحاء العالم، لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا الذي قتل أكثر من ربع مليون شخص، وأصاب أكثر من 4 مليون حول العالم بعد خروجه من مدينة ووهان الصينية التي أعلنت عن المرض في يناير الماضي، ظهرت تقارير جديدة مخيبة للآمال بشأن الفيروس، فقالت منظمة الصحة العالمية أمس، أنه يمكن عدم الوصول إلى لقاح أبدًا ودعت الدول للتعايش مع الفيروس، ومن جهة أخرى صرح المستشارالصحي البيت الأبيض بأن إنتاج لقاح يمكن أن يكون كعدم إنتاجه، حيث إنه لن يؤثر في علاج هذا الفيروس، فمن هذا المستشار ولماذا قال ذلك؟
من هو مستشار الصحة للبيت الأبيض
في فبراير الماضي، قال عمدة نيويورك السابق "رودولف ويليام لويس جولياني" في تصريحات خاصة لصحيفة هندية، إن الدكتور "أنثوني ستيفن فاوتشي"، اختصاصي أمريكي في علم المناعة، ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وعضو في فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا، مول تجارب فيروس كورونا في مدينة ووهان التي حظرتها الحكومة الأمريكية لكونها خطيرة عندما اكتشفتها الحكومة الفيدرالية الأمريكية أثناء تمويلها للمختبر المذكور أعلاه، فأوقفت التمويلات وطالبت بإعدام كل الاختبارات والتجارب إلا أن الدكتور "فاوتشي" أعطى 3.7 مليون دولار لمختبر ووهان لاستكمال التجارب على الفيروس، عبر شركة تخضع حاليًا للتحقيق الفيدرالي، وتم استخدام دولارات الضرائب الأمريكية لتمويل أبحاث قاتلة.
ممول فيروس كورونا يكشف عن أسرار جديدة
قال المستشار الصحي للبيت الأبيض الدكتور أنتوني فاوتشي، الذي أتهمه عمدة نيويورك السابق بتمويل فيروس كورونا، إنه: "ليس هناك ما يضمن أن يكون اللقاح فعالًا بالفعل، وقال أيضا إن اللقاح قد يأتي بنتائج عكسية وعلى العكس يقوي الفيروس نفسه، وفي الوقت نفسه، على الرغم من وجود مخاوف على أعلى المستويات من أن لقاح "كوفيد 19" قد لا يعمل بالفعل، فإن برامج التطعيم الإلزامي تفرض على الدول النامية.
اقرأ أيضاً: فيروس كورونا تحور في طفرة جديدة.. هل تجدي اللقاحات نفعاً معه؟
وفي هذا السياق سلم "فاوتشي" هذا التحذير يوم الثلاثاء للجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات في مجلس الشيوخ خلال جلسة استماع حول الطريق إلى إعادة فتح الأعمال التجارية في جميع أنحاء البلاد، حسبما ذكرت قناة سي إن بي سي، وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى تطوير لقاح كنقطة تحول رئيسية في جائحة كورونا، على الرغم من أن الأمر سيستغرق ما بين 12 إلى 18 شهرًا على الأقل.
كما أن إنشاء اللقاحات التجريبية، سيحتاج أيضًا إلى إنتاجها بكميات كبيرة لتزويدها لأكثر من 7.6 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وفي غضون ذلك لا توجد علاجات مثبتة للفيروس.
لقاح تجريبي يباع للدول النامية فقط
وفي الوقت نفسه، على الرغم من وجود مخاوف على أعلى المستويات من أن لقاح COVID-19 قد لا يعمل بالفعل، فإن برامج التطعيم الإلزامي تفرض على الدول النامية، في الآونة الأخيرة، استنادًا إلى تقرير استخباراتي أمريكي تم منع الإعلان عنه، وفقاً لصحيفة هندية مخابراتية اندلع جدل في نيجيريا، حيث تم الكشف عن أن "بيل جيتس" قدم 10 ملايين دولار رشوة لبرنامج تطعيم قسري لفيروس كورونا إلى مجلس النواب النيجيري.
اقرأ أيضاً: الصين ترد على 7 اتهامات بشأن "كورونا".. هل تكفي الردود لوقف الادعاءات الدولية ؟
منظمة الصحة العالمية تدعو للتعايش مع المرض
قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايكل ريان، الأربعاء 13 مايو، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) "قد لا ينتهي أبداً"، و"قد ينضم إلى مزيج الفيروسات التي تقتل الناس في جميع أنحاء العالم كل عام"، بحسب وصفه.
ريان نبه إلى احتمال عدم اختفاء فيروس كورونا من العالم، حيث ثمة إمكانية بأن يبقى إلى الأبد قائلاً: "ثمة احتمال بألا يزول هذا الفيروس أبداً"، مشيراً إلى أن عدد المصابين بكورونا في العالم ما زال منخفضاً نسبياً.
أما عن اللقاح فقال ريان إنه لا يزال هناك أمل في أن يتم تطوير لقاح فعال، منوهاً بأن الأمر بحاجة إلى بذل الكثير من الجهود، ولكن "كل خطوة في هذا الطريق محفوفة بالتحديات".
من جهتها، لفتت عالمة الأوبئة المعدية من منظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريا فان كيرخوف، إلى وجود بعض الأشخاص "تتملكهم حالة من الشعور باليأس إلى حد ما"، في إشارة إلى زميلها الدكتور ريان.
فان كيرخوف أكدت، خلال مداخلة لها في المؤتمر الصحفي ذاته، أنه من الممكن كبح الفيروس حتى من دون تدخلات طبية، قائلة: "إن مسار هذا التفشي في أيدينا"، مضيفة: "لقد شاهدنا بلداناً تسيطر على هذا الفيروس. لقد رأينا البلدان تستخدم تدابير الصحة العامة".
وتأتي تصريحات المسؤول الرفيع في منظمة الصحة العالمية في وقت وصلت فيه أعداد الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد حول العالم إلى أكثر من 294 ألف حالة وفاة، فيما بلغت أعداد المصابين بالمرض نحو 4 ملايين و313 ألف شخص، وفقاً لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية.