قال إيهود شنيئورسون، القائد السابق للوحدة 8200 المتخصصة بالتجسس الإلكتروني في الجيش الإسرائيلي، أن على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان ردا إيرانيا على هجوم سيبراني سابق قامت به عناصر مشتركة من الولايات المتحدة وإسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية. وقال "إنني لا أعرف ما الذي حدث في هذا الهجوم العيني، لكن من يدخل إلى معركة تستخدم فيها أدوات افتراضية، مشيرا إلى أن من يقوم بمثل هذا الهجوم عليه أن يخطط لعدة خطوات إلى الأمام، وليس في مجال السايبر فقط. وإيران قد تقرر الرد بأساليب وأماكن أخرى".
وتوقع شنيئورسون أن استخدام السايبر سيستمر في ثلاثة مجالات: استهداف منظومات أسلحة إسرائيلية، مثل تشويش تكنولوجيا "القبة الحديدية"؛ استهداف بنى تحتية إستراتيجية، مثل منشآت المياه الإسرائيلية والميناء الإيراني؛ واستهداف الوعي، بدءا بالتأثير على مضامين وحتى كشف معلومات حساسة.
وأضاف أن "السايبر هو من عائلة الأدوات في ترسانة القدرات لتوجيه ضربات. ولن يحل مكان الحاجة إلى القتال واحتلال مناطق، لكن هذه أداة هامة تضاف إليهم. وتوجد للسايبر قدرات فتاكة أكثر مما تراه العين. وأي شيء يمكن أن يفعله خلل، بإمكان السايبر أن يفعله أيضا. ومثال على ذلك الحدث الذي وقع في مفاعل تشارنوبيل. فهذا كان خلل، ولكن بإمكان هجوم سيبراني أيضا أن يسبب ضررا كهذا"
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة قد شنت عملية سيبرانية أدت إلى تعطيل عم أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في إيران، بداية العقد الماضي، وشنت إيران هجمات مضادة مشابهة ضد منشآت إسرائيلية، ما يدل على أن الفضاء الإلكتروني تحول إلى ساحة معركة فاعلة في السنوات الماضي. إلا أن المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أشار إلى أن تطورا جديدا طرأ على حرب السايبر بين الجانبين، الأسبوع الحالي، بأن "حولتها إسرائيل إلى حرب معلنة" إثر استهداف حواسيب ميناء "الشهيد رجائي" الإيراني في مضيق هرمز الإستراتيجي. وأضاف أنه بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، بالاعتماد على تسريبات إسرائيلية، فإن "إسرائيل لم تقرر استهداف إيران فقط، وإنما اهتمت أن يعرف الجميع عن ذلك".