اعلان

يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا .. كيف أثبت ذكر الأوثان في القرآن صدق الرسالة المحمدية ؟

دعاء ختم القرآن
دعاء ختم القرآن

يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا . ( سورة نوح - 23 ). فما هى قصة ودا وسواعا ويغوث ونسرا ؟ وما دلالة هذه الأسماء ؟ وهل يمكن أن نستفيد من هذه الأسماء في إثبات وجود الله وصدق الرسالة المحمدية ؟ روى البخاريُّ في صحيحه عن ابن عباس-رضي الله عنهما-،قال:(صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد، ثم لبني غُطَيْفٍ بالجرف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان،وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع. أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد،حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخ العلم عبدت). و قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ-رحمه الله-:قوله (صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعدُ) في رواية عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة: كانت آلهةً تعبدها قوم نوح،ثم عبدتها العرب بعد، وقال أبو عبيدة: وزعموا أنهم كانوا مجوساً، وأنها غرقت في الطوفان، فلما نضب الماء عنها، أخرجها إبليس فبثها في الأرض.

أما ما يمكن الاستفادة منه من ورود أسماء هذه الأصنام في القرآن الكريم في إثبات قضية الإيمان هو أن علماء الآثار والحفريات والتراث الإنساني وجدوا أصلا ماديا لهذه الآلهة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وبذلك لا يمكن أن يزعم بعض منكري الأديان أن ما ورد في القرآن الكريم ليس له دليل مادي على وجوده، ومن ذلك أن علماء الحفريات في العراق وجدوا أثرا ليغوث المذكور في القرآن الكريم، وذلك أن الحفريات التي كشف عنها علماء الحفريات في العرااق تحدثت عن المعبود أيا (بالاكدية إنكي En Ki) بكونه إله الأرض والمياه العميقة (البحار) ومعنى اسمه بالسومرية بيت الماء (أصل الحياة) ، وقد أضاف عليه العراقيون القدماء صفة الحكمة فاعتبر الاله المشافي والمعافي من الامراض والمنجي من الهلكات وهو أيضا اله الحكمة . وقد اعتقد السومريون بان هذا المعبود قد اسس للبشرية معالم الحضارة وملأ لهم الأنهار بالاسماك وعلم البشر مهنة الزراعة التي هي مصدر قوت المجتمع آنذاك.ومن ألقابه الواردة في النصوص "إله الحكمة" . "سيد الأسرار" . "حكيم الآلهة" . "ملهم الصناع" . "معلم الحرفيين" وكل هذه النعوت تشير إلى العلاقة النفعية التي عبد على أساسها الإله ( أيا ) عند السومريين لاعتقادهم بأنه أكثر الالهة مساعدة وعونا وغوثا للبشر، وهو دليل مادي على أن ما ورد في القرآن الكريم له أصل مادي يثبت علاقة الإيمان ويدل على صدق الرسالة المحمدية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً