"يختلف الاحتفال هذا العام بعيد الفطر المبارك بفقدان أغلى الناس، وكل الأحباب، وفقدت الطيب أبو قلب أبيض، فقدت ابنى وفلذة كبدى فقدت من كان ونسى فى المناسبات وأنيسى فى كل اللحظات".. هكذا بدأت الحاجة فاطمة المغربى، والدة شهيد الجيش الأبيض الدكتور أحمد اللواح، حديثها لـ"أهل مصر ".
تقول المغربي: "إن ابنى كان مثالًا للابن البار فلم يقضى عيدًا بدونى وبدون والده ذكريات أول عيد بدونه "صعبة" على قلبى اعتدت انتظاره حتى بعد زواجه أن يأتِ بزوجته وأولاده ويقضى معنا اليوم بأكمله، واليوم يأتى عيد الفطر المبارك بدونه كنت انتظره ليعطينى "العيدية " وكأنه الأب وكأننى مثل أبنائه الصغار، فحنانه كان يغمرنا وطيبته مازلنا نعيش على ذكراها".
وأضافت والدة اللواح، "إننى أصبر قلب والده على فراقه ولكن من يصبرنى، وصبرى الوحيد عندما أجد أبنائه أمام عينى يخلدون ذكراه، حلمت به كثيرًا، وأحلامى كانت تنبأنى بأنه فى مكان أفضل واحتسبه عند الله من الشهداء، وأتمنى أن يدعوا كل أبناء بورسعيد له بالرحمة والمغفرة فهو لم يأذى أحد ولكنه أذى نفسه وهو يؤدى واجبه الإنسانى كطبيب".
إسراء ابنة اللواح: فقدت الضهر والسند
وتقول إسراء ابنة الدكتور أحمد اللواح: "لأول مرة فى حياتى لم أشعر ببهجة العيد فالأب والأخ والصديق لم يكن موجود بيننا ليمنحنا الأمان والحنان كان أبى يصطحبنا فى كل عيد ويذهب بنا إلى بيت جدى وجدتى، لنقضى معهما اليوم ويجتمع أعمامى وأبنائهم معنا هناك، وكان أبى يعطى العيدية للجميع ولكن يختصنى أنا ومحمد أخى بالعيدية الكبيرة".
وتضيف ابنة اللواح: "كنا نجتمع على مائدة الإفطار صباحًا نأكل الكعك والبسكويت ونجلس حوله نستمع إلى بعض حكاياته التى كانت تجذبنا وكنا ننتظر العيد كمناسبة ليجتمع معنا نعتبره "الإجازة" الوحيدة له من العمل والآن يمر أول عيد فى حياتنا بدونه، وافتقدنا كل شىء.
وبحزن تتابع إسراء اللواح: "ألمح الحزن فى عيون والدتى وأخى الصغير محمد بل القهر، وأحاول معهما العبور من تلك الأزمة ولكن الافتقاد شىء صعب للغاية بفقدانه عندما ذهب إلى مستشفى أبو خليفة للعزل هناك فلم أكن أتوقع وفاته ولذا كانت وفاته صدمة كبيرة لى، حتى عندما أصيبت بفيروس كورونا، وذهبت إلى العزل حزنى على والدى أفقدنى حبى للحياة وكان هناك شىء بداخلى يجعلنى أرفض الشفاء فقد كنت أقول لنفسى لمن أعود؟، نعم لوالدتى وأخى ولكن الضهر والسند "راح"، وأجمل شىء فى الحياة أن تكون ذكراه عطرة فقد كنت فخورة به وهو على قيد الحياة، والآن أنا فخورة به أكثر يكفينى شرفًا بأننى ابنة الدكتور أحمد اللواح أول شهيد للجيش الأبيض".
واختتمت اللواح حديثها بالقول: "غدًا عيد ميلادى وسيكون أول عيد ميلاد فى حياتى بدون والدى لذا فلا احتفال بعيد الفطر، ولا بعيد ميلادى بدون أبي، فهو الشمعة التى كانت تضىء حياتى".