سادت حالة من الغضب بين بعض من أطباء مصر من عدم توفير إمكانيات لوقاية أنفسهم، خاصة بعد وفاة أحد الأطباء، إثر إصابته بفيروس كورونا، وإصابة 350 طبيب، ووفاة 19 حالة بين الأطقم الطبية، ما أدى إلى زيادة خوفهم وقلقهم على أنفسهم وعلى أهليهم، خاصة في تزايد أعداد المصابين يومًا بعد يوم.
قال الدكتور فنجري غلاب، نائب مدير مركز الحداثة لدرسات الاجتماعية والتنموية، إن استقالة بعض الأطباء، تأتي لعدة أسباب، أهما الضغوط النفسية، الاجتماعية، وقلة الإمكانيات المتوفرة لديهم، وتعد تلك الأسباب مصدر قلق وخوف دائم إليهم، حيث أنهم
يواجهون الموت زاته، خاصة بعد وفاة أكثر من 19 حالة، وإصابة 350 حالة، من بين صفوفهم، ووفاة أحد الأطباء، الذي لم يتم إجراء تحليل ولا مساحات له.
وأضاف غلاب، في تصريحات خاصة ل"أهل مصر"، أن كل هذه الأسباب لم تكن مبرارًا لاستقالة الأطباء في هذا الوقت الحرج، حيث أننا نعيش حالة أصعب من الحرب الذي يتم فيها القتال، نعيش حربًا عدوها مجهول لا يرى، نعيش حربًا ربما تقضي علينا جميعًا، وأن استقالة الأطباء في هذا الوقت هو هروب الجندي من ساحة المعركة، وهروب من الواجب الوطني.
ويضيف الدكتور محمد صابر أستاذ علم الاجتماع بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بسوهاج: أن هناك دورًا من الأطباء اتجاه المجتمع، هو الوقوف بجانبه في محنته، وأن لا يتخلى عنه في آلامه واوجاعه، لأن الطب رسالة الرحمة والإنسانية، وهناك أيضًا دور من المجتمع اتجاه الأطباء، وهو دعمه معنويًا، ونفسيًا، وتوفير جميع الامكانيات، وكل ما يلزم من توفير الاجرات الاحترازية.
وأوضح صابر: أنه يجب الوقوف بين الأطباء، والتماس الأعذار لهم، فهم يخشون على أنفسهم وأبنائهم كما يخشى الجميع منا، خاصة بعد ووفاة محمد نادي بكورونا، وإهمال طبي وتركه بدون علاج، وإصابة 350 طبيب، ووفاة 19 حالة بين الأطقم الطبية، ما أدى، وليس ذلك مبرارا لهم فى تقديم استقالتهم، لأن يصح أن يتم زيادة العبء على الدولة في هذا الوقت الحرج، بل نريد أن نضع لمن يقوم بعلاج المصاب منا في وضع آمن ومطمئن لهم، إضافة إلي أنني ضد من كل من يتهم أطبائنا ب"الخيانة".
وكانت نقابة أطباء مصر قد طالبت فى ببان لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قالت "نقابة أطباء مصر تطالب جميع الجهات التنفيذية والتشريعية والرقابية بالقيام بدورها فى حمل وزارة الصحة على القيام بدورها فى حماية الطواقم الطبية، وسرعة توفير مستشفيات عزل خاصة لأعضاء الطواقم الطبية لضمان سرعة علاجهم لأن هذا حق أصيل لهم وأيضا حتى يعودوا لتحمل المسئولية فى الدفاع عن سلامة الوطن، وتحذر النقابة من تزايد وتيرة الغضب بين صفوف الأطباء لعدم توفير الحماية لهم الأمر الذى سيؤثر سلبا على تقديم الرعاية الصحية، كما تحذر من أن المنظومة الصحية قد تنهار تماما وقد تحدث كارثة صحية تصيب الوطن كله حال إستمرار هذا التقاعس والإهمال من جانب وزارة الصحة حيال الطواقم الطبية".