يرجع أصل إيقاد الشعلة الأولمبية إلى بلاد الإغريق، كما هو الحال مع الألعاب الأولمبية نفسها، حيث يقال أن الإغريق كانوا يؤمنون بقدسية النار التي عرفها الإنسان لأول مرة على يد "بروميثيوس"، الذي سرقها من الإلهه أوليمبس، ومنذ أول العاب أولمبية صيفية نظمت عام 1936 أصبحت الشعلة الأولمبية جزءً لا يتجزأ من الألعاب الأولمبية الحديثة، حينما نظم أول تتابع لحمل الشعلة الأولمبية، وقد سجل التاريخ اسم الطالب الإغريقي كونستانتينوس كونديليس كونه أول من حمل الشعلة الاولمبية.
وكشف موقع "دايلي بيست" البريطاني تاريخ تقليد حمل الشعلة الأولمبية، مؤكدًا أن التفكير السائد بأن الشعلة لها صلة بالديمقراطية، ليس له أساس من الصحة.
ونشر الموقع البريطاني تقريرًا تحدث فيه عن سر الشعلة الأولمبية في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بمراسم إضاءتها بمناسبة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو.
وقال الموقع في تقريره، أن تقليد حمل الشعلة، الذي بدأ في حفل في مدينة أولمبيا اليونانية، مهد الألعاب الأصلية، حوالي 776 سنة قبل الميلاد، كان من بنات أفكار كارل ديم في أوائل الثلاثينات. وديم عداء مسافة طويلة ومؤرخ رياضي ألماني، ورئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب ببرلين.
وقالت سوزان باكراك، المؤرخة في متحف الولايات المتحدة التذكاري للهولوكوست ومؤلفة كتاب "أولمبياد النازية: برلين 1936": "كان ديم يعرف بأن الشعلة كانت تضاء في الألعاب القديمة، ولكن لم يعتمدوا أي شيء يشبه تماما عملية حملة الشعلة".
وذكر الموقع، أن الطقوس التي أضيفت حديثا، توحي إلى أشياء مريبة، مشيرا إلى أن مقبض شعلة برلين الضخم صنع من قبل شركة كروب، الشركة المصنعة للأسلحة التي أنتجت أسلحة للألمان في الحرب العالمية الثانية، والتي صنعت المدافع التي كانت عنصرا أساسيا في معارك النازية الحاسمة.
وفي 2012، كتب ماكس فيشر في مجلة أتلانتيك أن الشركة كانت تقتاد النساء اليهوديات من أوشفيتز إلى مصنع قريب كعمال "عبيد".
وأفاد الموقع أن ديفيد ويلكينسكي، رئيس الجمعية الدولية لمؤرخي الأولمبياد والذي كتب كثيرًا عن الألعاب، لعدة عقود، أشار إلى أن المسؤولين عن الدعاية النازية أظهروا أن العرق الآري الذي يدعو إليه هتلر هو وريث الحضارة اليونانية القديمة. وقد ساعدت يني ريفنستال في تخليد الوصف عن طريق تصوير حمل الشعلة عبر بلغاريا ويوغوسلافيا والمجر والنمسا وتشيكوسلوفاكيا في فيلمها "أولمبيا" حول الألعاب الأولمبية، سنة 1938.
لكن الموقع أوضح أن فضائح حفلات الافتتاح لم تبدأ في برلين بل في مدينة سانت لويس الأمريكية عام 1904، التي بدأت بنقل حشود من الرياضيين حول بعض المباني العامة، فيما يشبه الفوضى التي لا يمكن السيطرة عليها بشكل تام. وعلاوة على ذلك، لم يشارك إلا 12 بلدا في الأولمبياد في المدينة الأمريكية الصغيرة.
كما تجدر الإشارة إلى أن حفل الافتتاح انطلق بعد قرابة خمسة أشهر من بداية المنافسة. وعلى الرغم من أن متتبعي الأولمبياد يعتقدون أن الرياضيين الحاليين هم فقط من يسعون إلى الحصول على الميداليات بطريقة غير مشروعة من خلال تعاطي المنشطات، إلا أن العداء الأمريكي، فريد لورز، ارتكب عملية غش للفوز بالميدالية الذهبية حيث كان أول من عبر خط النهاية في الماراثون، ولكن تم استبعاده عندما اكتشف المسؤولون أنه استقل سيارة في نصف السباق.
ومن جهة أخرى، ذكر التقرير أن الألعاب الأولمبية في ريو، نظمت في بلد أين يتحدر أكثر من نصف السكان من أعراق مختلفة وكذلك من السود. ويؤكد المنظمون أنهم لم ينفقوا أموالا طائلة، على عكس ما تم إنفاقه في أولمبياد سوتشي ولندن. حيث ناهزت تكلفة أولمبياد لندن عام 2012، التي تم إعدادها من قبل داني بويل مدير سلام دوغ مليونير، 42 مليون دولار، كما تميزت بوجود ممثلين وراقصين يجسدون فترات هامة من تاريخ بريطانيا.
علاوة على ذلك، أنفقت لندن 14.8 مليون دولار على حفل الافتتاح، في حين تحاول ريو الحفاظ على سقف 1.8 مليون دولار. مع العلم أن الاقتصاد البرازيلي يواجه صعوبات في السنوات الأخيرة في جزء كبير منه، بسبب تقلص إنتاج النفط، في أكبر أزمة لها منذ الثلاثينات.
وفي الختام، عرج الموقع على ما قاله أحد السياسيين الذي أكد على أهمية هذه الاحتفالات التي تتزامن مع الانقسامات السياسية التي تسود العالم. كما أفاد أن أولمبياد ريو ستبين أهمية الحفاظ على كوكب الأرض، وخصوصا، كيف اتحد البرازيليون لبناء مجتمعهم المتعدد الأعراق.