فوجئ الرأى العام خلال الفترة الاخيرة بظهور شخص يزعم أنه المهدي المنتظر، ومن وقت لآخر يظهر شخص أو أشخاص يزعمون أن أحدهم هو المهدي المنتظر. فهل المهدي المنتظر حقيقة ثابتة في الدين الإسلامي؟ وهل يوجد أى ذكر للمهدي المنتظر في القرآن الكريم أو السنة المطهرة ؟ وإذا كان المسلمون لديهم عقيدة ثابتة بأن المهدي المنتظر سوف ينزل إلى الأرض فلماذا نكتفي بالقبض على من يدعي أنه المهدي المنتظر ولا نسمع لحجته الشرعية إن كان له حجة ؟ ولماذا نسارع لتكذيب من يدعي أنه المهدي المنتظر ونكتفي بسجنه بدلا من الاستماع له ؟ جاءت الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي، وهذه الأحاديث منها ما جاء فيه النص على المهدي ومنها ما جاء فيه ذكر صفته ، ومن هذه الأحاديث ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحاً، و تكثر الماشية، و تعظم الأمة، يعيش سبعاً، أو ثمانياً، يعني حججاً).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل, فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً, يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, يقسم المال صحاحاً. فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله, حتى يأمر منادياً فينادي، فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: ائت السدان يعني الخازن فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: أحث, حتى إذا جعله في حجرة وأبرزه ندم, فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً، أو عجز عني ما وسعهم، قال: فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أوقال: لا خير في الحياة بعده)
أما الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن المهدي المنتظر يسمي عند أهل السنة بالمهدي فقط. فيقول أن المهدي لا ينتظر علامة تدل عليه؛ فبمجرد ظهوره يلقي الله بمحبته في قلوب الناس كما ذكرت رواية الحديث وليس المسلمين فقط، وهذا يعني أنه لن يهاجمه أحد فسيطيعه الناس جميعًا بلا تردد. وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن المهدي يستمر في الوحدة والعطاء وما إلى غير ذلك كما أفاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- برواية أكثر من عشرين صحابيًا، حتي يفيض المال، فياتي احدهم ويقول له: " أعطني فيعطيه الخازن حتى يقنع.." .