جاءت جائحة كورونا لتكون بمثابة مصباح إنذار لكثير من الشباب المسلم في مصر وفي دول عربية أخرى للعودة مرة أخري للدين بعد أن أظهرت مؤشرات دراسات ميدانية أن الأعوام الماضية شهدت زيادة في أعداد الملحدين بين الشباب العرب، وهى ظاهرة استرعت انتباه بعض الدعاة وهو ما سبق وأن حذر الدكتور غانم السعيد عميد كليه الإعلام بجامعة الأزهر الذي قال في حينه ، إن ظاهرة الإلحاد ظهرت بشكل كبير في هذه الأوقات، وهذا يرجع إلى عدة أسباب وأقوى هذه الأسباب هي «السوشيال مديا» ، محذرا في نفس الوقت من أن البيوت الإسلامية امتلئت بالعديد من الملحدين ولكن يخفون هذا عن أهلهم. كما كشف مركز "وين/جيا غالوب" (WIN/Gallup International) البحثي على أن 5% من السعوديين ملاحدة؛ أي أن هناك ما يقرب من 300.000 ملحد في السعودية وحدها، ما جعلها في المركز الأول عربيًا وفقًا للتقرير. كما كشفت دراسة أعدّها "مركز بيو للأبحاث" (Pew Forum) الأميركي أن الشرق الأوسط وحده يحتوي على مليونين ومئة ألف ملحد، وكان من الواضح تمدد ظاهرة الإلحاد في الفترة التي سبقت ظهورفيروس كورونا .
ووفقا لمتابعين فقد أعادت جائحة كورونا كثير من الشباب الملحدين لدائرة الإيمان من جديد بعد أن أيقنوا أن فيروس لا يري بالعين المجردة يهزم دولا كبري ويقف العلم المادي أمامه عاجزا، وهو يؤكده البروفيسور الأميركي فيليب جونسون، فإن الإنسان الذي يشكك في مجموعة من العقائد هو في الحقيقة مؤمن حقيقي بمجموعة أخرى من العقائد، مهما ادعى غير ذلك. ووفقا لجونسون فإن الإلحاد كفكرة مجرّدة معزولة عن أية سياق أيديولوجي أو تاريخي، وإنما تصاحبه عدّة مقولات إيمانية ومضامين ثقافية وأيديولوجية تمثل ركائز نظام اعتقادي (Belief system) مثله مثل أي نظام اعتقادي "ديني" آخر، يتفرّع من هذا النظام الاعتقادي رؤية كونية (Worldview) تقدّم الإجابات النهائية على الأسئلة الكبرى في الحياة مثل "من نحن؟ وما هي الحقيقة؟ ما معنى الحياة؟ كيف يمكننا المعيشة؟ وهى الرؤية التي تتعرض لاختبار وجودي قاسي في حالات الكوارث الكونية وحالات الحروب الشاملة والأوبئة كما هو الحال في حالة انتشار فيروس كورونا.