يعتقد البعض أن الجيش الأبيض الذي يواجه جائحة فيروس كورونا المستجد، يقتصر على الأطباء البشريين والصيادلة والتمريض، لكن كانت المفاجأة التي توصلت لها "أهل مصر"، أن هناك أطباء مجهولون يواجهون جائحة فيروس الكورونا ولا أحد يعلم عنهم شيئا، وهم أطباء وأخصائيو العلاج الطبيعي، وهم يقومون بدور كبير، سواء كان في التشخيص، أو الترصد، أو الطب الوقائي، أو الإدارة بالمستشفيات.
"أهل مصر"، تواصلت مع أطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي، بمستشفيات وزارة الصحة، لرصد الدور الذي يقومون به في مواجهة جائحة فيروس الكورونا، ورأيهم في التحامهم مع الجيش الأبيض لمواجهة هذه الجائحة.
قال الدكتور أحمد فراج أخصائى العلاج الطبيعي، إن أطباء وأخصائي العلاج الطبيعي يقومون بدور كبير في مواجهة أزمة فيروس كورونا، ضمن الجيش الأبيض، وليس كما يعتقد البعص أنهم بعيدون تماما عن هذه المواجهة.
وأضاف لـ"أهل مصر"، أن أطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي يعملون في أكثر من محور لمواجهة هذه الجائحة، وعلى سبيل المثال بعض المستشفيات بها تخصص " chest physiotherapy "، والذي يتعامل مباشرة مع المرضي، خاصة في غرف العناية المركزة، حيث تلاحظ تحسن كبير في حالة المرضي ممن يقومون بعمل جلسات العلاج الطبيعي أثناء وجودهم بالمستشفيات، وارتفاع نسبة الأوكسجين في الدم ورفعهم من علي أجهزة التنفس الصناعي.
وتابع: هناك من أطباء العلاج الطبيعي بمستشفيات وزارة الصحة من يقومون بعملية فرز مصابي فيروس الكورونا، وهو دور مهم في التشخيص، لتحديد بروتوكول العلاج سواء ذلك كان في المستشفيات أو العزل المنزلي، أو نزل الشباب، كما يوجد فريق كامل من العلاج الطبيعي بالطب الوقائي وفرق الترصد التي تعمل علي اكتشاف الحالات ومتابعتها، وكذلك متابعة المخالطين وتوصيل الأدوية لهم في النزل.
وفي السياق ذاته، قال أحمد فياله، طبيب العلاج الطبيعي بمسشتفي كفر الدوار العام للحجر الصحي: "في البداية عند سماع خبر اختياري للعمل في مستشفى كفر الدوار العام للحجر الصحي انتاب الأهل بعض القلق، ولكن الحمد لله لم يستمر طويلا، وأنا بعتبر هذا العمل شرف لي وواجب وطني وأهلي، خصوصا أننا نقوم بدور الإشراف، ومتابعه مشاكل المرضى والتمريض بشكل يومي لنتمكن من إيجاد حلول سربعه لهذه المشاكل، وربنا يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم".
أما أحمد محمد الشرقاوي، أخصائي العلاج الطبيعي بمسشتفي كفر الدوار العام للحجر الصحي، فقال إنه منذ انضمامه للعمل في مكافحة جائحة فيروس الكورونا، وهو وزملاؤه التسعة، وهم يشعرون بالمسئولية الوطنية والإنسانية في مواجهة هذا الوباء، ولم يتردد أحد من الفريق الطبي، ولم يرفض أي منهم قبول تلك المهمة.
واستطرد قائلا لـ"أهل مصر": "ليس بالهين دخول مستشفى حجر صحي والوقوف في مواجهة المرض وجها لوجه، وهذا يعني الابتعاد عن الأهل والأصدقاء وكل المجتمع فترة تصل للشهر أو أكثر، وعند الخروج من المستشفى لابد من العزل المنزلي لمدة أسبوعين، وذلك يسبب قلقا وخوفا للأهل والأسرة، ولكن هذا دور وطني وإنساني".
وترى الدكتورة مني طارق، مستشفي الأحرار التعليمي، أن الظروف الصعبة التي يواجهها كل الكوادر الطبية فرضت عليهم الوقوف معا يد واحدة لمواجهة فيرس الكورونا والتخفيف من حدة انتشاره، وزيادة الوعى لدى المواطنين.
وأضافت لـ"أهل مصر"، أن هناك الكثير من الكواد الطبية قاموا بعزل أنفسهم حفاظا على أسرهم، لحين الانتهاء من هذه الفترة، والحد من انتشار الفيروس، أو ظهور له علاج فعال وآمن.
وترى روفيدا محمد بكري نائب مدير مستشفى أبوكبير المركزي، أن الفترة الحالية من أصعب الفترات التي نمر بها على الصعيد النفسي والجسدي، وأنه لا يوجد وقت كاف للراحة، ويتم مواصلة العمل ليلا ونهارا.
وأكدت لـ"أهل مصر"، أنها لم تلتق بأهلها منذ عيد الفطر المبارك، حيث قامت بعزل نفسها في منزل منفصل بعيدا عنهم، وذلك خوفا عليهم من العدوي في حال إصابتها، قائلة: الوضع سيئ في المستشفي والحالات كثيرة وأحتك بهم يوميا، وأتعامل معهم، وأكثر الأشخاص اللي بتعامل معهم يوميا تم تأكيد إصابتهم بالفيروس، موضحة أن مكتبها الذي كان في اعتقادها أنه أكثر مكان آمن بالمستشفى لم يعد كذلك، وأنها ترتدي الواقيات الشخصية طوال الوقت.
وأوضحت أنها تمارس العمل الإداري بجانب تخصصها، لمواجهة فيروس كرورونا المستجد، وتتمني أن يشعر كل مواطن بما يواجهه الأطباء وجميع العاملين بالمجال الطبي، قائلة: "لدينا أسر مثلكم ونخاف عليها من المرض، ولكننا أبينا الهروب وفضلنا المواجهة".
بينما الدكتور عمار خالد عبد المنعم "علاج طبيعي، ومسئول الترصد الوبائي والأمراض المعدية بمنطقة مدينة نصر الطبية"، فيرى أن كل من يعمل حاليا في مواجهة جائحة فيروس كورونا لا ينظر إلى مرتبه، ولكن يعمل من أجل مواجهة الوباء القاتل، سريع الانتسار.
وقال لـ"أهل مصر": "مش هنوقف شغل غير لما ننتصر على فيروس كورونا بإذن الله بأقل الخساير، وحاليا بحس بنفس الإحساس والشعور بالواجب اللي لازم أقدمه لبلدي وأهلي بالظبط زي ما كنت بخدم بلدي في جيشي بسيناء".
وأضاف أنه يقوم بعملية الترصد الوبائي بالمنظقة الطبية بجانب تخصصه، حيث يتم متابعة ورصد الحالات، والمخالطين.
ولم يختلف عنهم كثيرا الدكتور محمد علي السيد عبدالله، نائب مدير مستشفى ههيا المركزي، قائلا، إنه يبذل كل جهده لمكافحة جائحة فيروس الكورونا، والعمل على تخفيف آلام المرضى، وتقليل العقبات أمامهم، وتيسير أمورهم.
ليس هؤلاء فقط من العلاج الطبيعي من يعملون ضمن الجيش الأبيض لمواجهة جائحة فيروس الكورونا، بل هناك الكثير، ومنهم علي سبيل المثال في مستشفيات "حميات بنها، ومستشفى الأحرار التعليمي، مستشفي أبوكبير المركزي، عين شمس العام، الشيخ زايد المركزي، كفر الدوار للحجر الصحي، مستشفي نبروه المركزي، أبوالمطامير للحجر الصحي، روض الفرج العام للحجر الصحي، كفر الشيخ العام، كفر الدوار العام، إدارة الصف الصحية، مستشفي أبوخليفة، الشروق العام، الحسينية المركزي، أبوحمص المركزي، أسنا للعزل الصحي".