ألقى الدكتور علي محمد الخوري مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، محاضرة نظمتها كلية الدفاع الوطني بمقرها في أبو ظبي، بحضور اللواء الركن طيار رشاد محمد السعدي قائد كلية الدفاع الوطني، وأعضاء هيئة التوجيه بالكلية وبمشاركة عن بعد، لعدد كبير من القيادات والمسؤولين الحكوميين الملتحقين ببرامج الكلية.
واستعرض الخوري خلال كلمته، الموضوعات المرتبطة بأزمة "كوفيد 19" والمأزق الاقتصادي الذي يواجهه العالم اليوم، مؤكدا أن الحكومات ستتجه إلى إحداث تغيير على أرض الواقع وبسرعة لإعادة دوران العجلة الاقتصادية في بلدانها، وذلك لخطورة استمرار نهج الإغلاق وتواجد نسبة كبيرة من السكان بلا عمل ولا مصدر رزق، مشيرًا إلى أن أزمة كورونا أظهرت ضعف النظام الاقتصادي العالمي وهشاشته في التعامل مع الأزمات الحادة، بالإضافة إلى أن الأنظمة الحكومية في الدول الكبرى لم تتعامل مع كثير من الملفات الاستراتيجية بشكل يتناسب مع الميزانيات الهائلة المرصودة لها مثل الأمن الغذائي وسلاسل التوريد، والأمن الصحي والبنى التحتية الرقمية.
وتطرق مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، إلى أنه وفق تقارير المنظمات الدولية فإن نسب الانكماش التاريخية التي يشهدها العالم اليوم وحالة الركود الاقتصادي، قد تكون أسوأ مما شهده العالم في الثلاثينيات من القرن الماضي.
وتوقع أن يستمر تفشي الأمراض الخطيرة في المجتمعات الإنسانية، ليكون لها آثار اقتصادية وسياسية كبيرة، مشيرًا إلى أن الاقتصاد العالمي الجديد بدأت تتبلور ملامحه وبدأت تظهر بعض من سماته، وهو ما يتطلب من الدول تعزيز التعاون لمزيد من التكامل الاقتصادي لضمان تحقيق مصالحها الوطنية، والاستفادة من تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة والتي حتماً ستعمل على إعادة تصميم وتمكين الاقتصاد العالمي الجديد، مبيناً بأن النجاح في العبور لمرحلة جديدة في النظام العالمي مرتهن بمدى قدرة الحكومات على تحدي الفكر التقليدي وتبني عقلية أكثر ابتكارًا، مرتكزة على تحقيق النتائج وقياس الأثر.