"لدينا حالات اشتباه كورونا ..عفوًا ممنوع الزيارات" كلمات على لافتة صغيرة مُعلقة على باب خشبي، منذ عدة أيام شغلت مواقع التواصل الإجتماعي عبر السوشيال ميديا، حيث عبرت اللافتة على مدى التقدم والوعي والثقافة والمواجهة لفيروس كورونا، وأشاد الجميع بهذا السلوك الحضاري في الوقت الذي يستخبى معظم المصابين من المرض كونه وصمة عار عليهم وعلى عائلتهم، ولكن نظرًا لإقامة صاحبها في محافظة الأقصر ظن الجميع أن موقعها داخل المحافظة ولكن المفاجأة أن اللافتة كانت في قرية صغيرة تسمى دراو في مركز نقادة جنوب محافظة قنا.
معاناة صيدلي
تطرقت " أهل مصر" لسرد قصة اللافتة كاملة وتوضيح مدى معاناة صاحبها ومدى الإهمال والتقاعس واللامبالاة من قبل المسئولين في قنا لمساعدة المرضى ليس فقط في التعامل معهم بعد إصابتهم بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بل وتوضيح الإهمال الناتج من الوحدة المحلية لمركز نقادة في تراكم المخلفات على جوانب الترع دون التحرك في إزالتها معلقين "هذا ليس من اختصاصنا".
الدكتور عبدالباسط إدريس صيدلي من قنا
"لدينا حالات كورونا..ممنوع الزيارات"
قال الدكتور عبدالباسط إدريس، طبيب صيدلي، وكاتب اللافتة الشهيرة " لدينا حالات اشتباه كورونا..عفوًا ممنوع الزيارات ..اتصالكم يكفينا..نسألكم الدعاء" إنه كان مدير سابق لمستشفى القرنة في الأقصر وحاليًا مدير قسم الجودة في إدارة القرنة، ومتزوج ومقيم في محل عمله مع زوجته وأطفاله، بينما عائلته تسكن في نقادة، جنوب محافظة قنا، وقد علم بإصابة شقيقه بفيروس كورونا بعد عيد الفطر المبارك، لذلك اضطر للحصول على إجازة من العمل وترك زوجته وأطفاله في بيت والدها وعلى الفور عاد لقنا ليكون بجانب أسرته في هذه المحنة مُعلقًا اللافتة خوفًا على عدوى الآخرين والذي اتخذها أصدقائه وقام بنشرها على صفحات السوشيال في محافظة الأقصر دون التوضيح بموقعها وأنها في قنا.
معاناة صيدلي مع كورونا والمسئولين
صيدلي يعلق لافتة بعد إصابة 12 شخص من أسرته بكورونا
أضاف الدكتور إدريس بأن لديه 6 أشقاء وأطفالهم ووالدته المُسنة، في منزل خاص بهم مكون من 4 طوابق، مباشرة قام نقل شقيقه المصاب إلى مستشفى العزل في قنا، بعدها قسم المسكن لغرف لعزل الحالات المخالطة الإيجابية، وغرف لعزل المشتبه بهم، مع شراء الأدوية الخاصة ب بروتوكول العلاج الذي خصصته وزارة الصحة والسكان مع شراء أداة للرش وبدأ تعقيم المسكن صباحًا ومساءً لمحاربة فيروس كورونا، ولكن تفاجأ بتدهور في حالة والدته وشقيقه الآخر بعد إصابتهم بالفيروس وبعد معاناة مع المسئولين تم نقلهم إلى مستشفى الحجر الصحي في إسنا.
كورونا تظهر على 12 فرد من أسرة الصيدلي
تابع إدريس في سرد معاناته بأنه ظل مع بقية أفراد أسرته المكونة من 28 فرد بينهم 12 عليهم أعراض كورونا إضافة لزوجات أشقائه الحوامل بمفرده، حيث لجأ للصحة كثيرًا لمساعدته أو نقلهم المستشفى ولكن لم ينظر إليه أحد سوى مرة واحدة ذهبو إليه بزجاجة تعقيم ورفضها الطبيب مع شكرهم، حيث أنه لا يحتاج إلى معقمات بل يحتاج إلى طبيب حميات يفحص عائلته ويتم نقل الحالات الخطيرة للمستشفى لإنقاذ حياتهم ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن، مستمرًا في مراعاتهم بمفرده والإهتمام بإعطائهم الأدوية في موعدها مُعبرًا عن مشاعره بأن القلق والخوف يقتله لكثرة أفراد عائلته التي بدأ يظهر عليهم أعراض فيروس كورونا فجميعهم مخالطين.
إزالة مخلفات كورونا مسئولية من يا ترى؟
كما ذكر أيضًا أن هذه الأزمة لم تكن مأساته الوحيدة بل أنه لا يتحمل الرائحة الكريهة التي تنبع من مقالب القمامة أمام مسكنه على جوانب الترعة، والتي تعرض حياة المواطنين لخطر فيروس كورونا، وعندما اتصل هاتفيًا بالوحدة المحلية في نقادة كان الرد" نحن لا نحمل مخلفات فيروس كورونا فهذا ليس اختصاصنا" وهنا طرح عليهم سؤالًا مسئولية من يا ترى؟ وبعد مشادة كلامية قالو له تحدث إلى رئيس القرية الذي لم يتحرك حتى الآن والقمامة تتراكم يومًا عن الآخر.
رغم كورونا تراكم القمامة بنقادة في قنا
صيدلي يستغيث بمحافظ قنا
لذلك يستغيث الدكتور عبدالباسط إدريس باللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، لإنقاذ أفراد أسرته بإرسال طبيب حميات لفحصهم ونقل الحالات الخطيرة لمستشفى العزل الصحي، وإنقاذ قرية بأكملها من الإهمال في تراكم المخلفات في قرية دراو، وإهمال مسئولين مركز نقادة في مساعدة المواطنين.
رغم كورونا تراكم القمامة بنقادة في قنا