"لم أكن أتخيل أن فيروس كورونا المستجد يصل إلينا بهذه السرعة، كنت فقط أشاهد تزايد الأعداد في التلفاز، وأستمع إلى حكاوي الجيران على سرعان ما التهم هذا المرض العديد من الأشخاص فقط في مدن المحافظات، حتى الجميع اصطدم عندما ظهرت عليا أعراض حمى شديدة".. هكذا روت أول مصابة بفيروس كورونا المستجد في إحدى القرى التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة تفاصيل رحلتها مع مرض كورونا حتى تعافت، مضيفة أنه بعد أيام من ظهور الأعراض عليها ذهب والدها لإجراء الفحوصات الطبية التي أثبتت إيجابية إصابته بالفيروس، ومن هنا تغيرت حياتهم و حياة جميع أهالي القرية.
فترة العلاج من الكورونا في الحجر المنزلي
وأضافت: "كنت لا أتخيل إصابتي بفيروس كورونا، بسبب عدم خروجي من المنزل، أول خروج لي كان يوم عيد الفطر المبارك عندما ذهبت إلى منزل والدي الذي بجوار منزلي مباشرة، عقب عودتي إلى منزلي ظهرت أعراض برد شديدة بدأت بارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة واستمرت الحرارة في الارتفاع رغم تناولي أدوية خافضة للحرارة، وعلى الفور ذهبت إلى طبيب في عيادة خاصة في القرية، طلب إجراء فحوصات طبية، لكن قبل إجراء الفحوصات ظهرت فحوصات والدي التي أكدت إصابته بالفيروس أثناء عمله خارج القرية".
فترة العلاج من الكورونا في الحجر المنزلي
و تابعت في حديثها لـ "أهل مصر"، أنه على الرغم من صدمة الخبر إلا أنهم جميعاً مؤمنون بقضاء الله وقدره، متابعة: "تم حجز والدي في مستشفى الحميات بدمنهور، وأثناء فحص لجنة من مديرية الصحة المخالطين و تعقيم منزل والدي، تم تسجيل اسمي ضمن المخالطين التي تم ظهور أعراض الإصابة بالفيروس، و على الفور تم إجراء التحليل في المستشفى، و التي أكدت صحة إصابتي بالفيروس بسبب مخالطة والدي".
فترة العلاج من الكورونا في الحجر المنزلي
و استكملت: "رغم شدة الألم كان ما يشغلني بعد إجراء التحاليل أن النتيجة لم تصل إلى والدتي، خوفاً عليها من عدم تحمل خبر إصابتي بعد معرفة خبر إصابة والدي قبلي بساعات قليلة، وبالفعل ظل خبر إصابتي سر بين أهل زوجي فقط لمدة أسبوع، وظلت والدتي في منزلها في حالة عزل منزلي وتقوم بالاتصال يومياً للاطمئنان علي صحتي متوقعة أنها نزلة برد شديدة، لأنها توقعت بعد عدم ظهور أعراض عليها هي وباقي أخواتي أنني لم أصاب بالمرض".
تعقيم منزل مصاب كورونا
وأوضحت أن مكتب الصحة تواصل تلفونيا لإخبراها بنتيجة التحاليل وتحديد المكان، للبدء في عملية تعقيم وتطهير المنزل والشارع، وعلى الفور حضرت لجنة التعقيم وبعد إجراء عملية التطهير ذهبت دون إخبارها ماذا تفعل أو إعطائها أدوية مخصصة لعلاج كورونا، وعند سؤالهم كان الرد أنها في بداية المرض ولا داعي للخوف ولا يوجد مكان للحجر الصحي غير للحالات الحرجة، مضيفة: "بدأت رحلة علاجي مع كورونا منذ ذهاب لجنة التعقيم التي لم تفعل سوى أنها أغرقت الشارع ومنزلي بالمطهرات وأنا لا أستطيع تنظيف المنزل حتى من شدة التعب".
وأشارت إلى أن منزل زوجها يتكون من ٣ طوابق، بعد إصابتها ترك زوجها الشقة لإجراء الحجر المنزلي وأخذ ابنتها التي لم تكمل ٧ شهور وذهب إلي والدته للعيش معها، وتم شراء أدوات التعقيم وتوفيرها بجوارها لإجراء عملية التعقيم أثناء استخدام الحمام أو أي غرفة في الشقة رغم "تكسير" جسمها وعدم قدرتها على التحرك بسهولة من التعب، بالإضافة إلى شراء أطباق ذات الاستعمال الواحد لحرقها بعد تناولها الطعام الذي كان يترك لها على باب الشقة من والدة زوجها.
ولفتت إلى أن رحلة علاجها بدأت قبل إجراء التحاليل أثناء كشفها عند طبيب القرية، عندما تأكدت من الإصابة توقفت عن أخذ المضاد الحيوي واستكملت باقي العلاج، وكانت أكثر الأعراض في البداية سخونة شديدة والشعور بتكسير في الجسم وألم خفيف في الحلق، ولكن بعد فترة انخفضت الحرارة وقل وجع الجسم والحلق، ولكن زادت الكحة، متابعة: "كنت لا أستطيع النوم أو الجلوس بسبب شدة الكحة، من شدتها كانت كل أجزاء جسمي تتألم، قمنا بشراء نوع قوي لتهدئة الكحة، وظلت حالتي على هذا الوضع منذ بداية الأسبوع الثاني من فترة العلاج".
وأكدت أنه رغم تعبها الشديد، كانت تقوم بخدمة نفسها و تنظيف مكان الحجر يومياً بالديتول و مواد التنظيف المختلفة، و تهوية المكان صباح كل يوم، و قياس درجة الحرارة و تسجيل الدرجة يومياً لمعرفة مدى التحسن و تناول الأكل الذي كان يترك لي أمام الباب ولا أشعر بنكهاته في فمي ولكن مجبرة عليه، بالإضافة إلى التواصل الدائم مع والدتها لعدم معرفة خبر إصابتها، لكن ما أحزنني يومياً أثناء الحجر عدم استطاعتها على التواصل مع ابنتها عبر فيديو الماسينجر لرؤيتها حتى تخفف وجعها خوفاً من بكائها على بعدها عنها.
و أضافت: " رغم إصابة والدها وحجزه في المستشفى كان دائم التواصل معها للاطمئنان على صحتها وإعطائها كل الإرشادات الصحية التي يحصل عليها في المستشفى لكي تتابعها في الحجر المنزلي، وكان يخبرها بأنواع الأطعمة المقدمة له، وكيفية التعامل ولكن كان لا يستطيع إخبارها بنوع الأدوية لعدم معرفته لأنها تقدم له أقراص فقط".
وأردفت: "ظل الوضع كما هو حتى انخفضت شدة الكحة واختفت الأعراض، وبعد استكمال ١٤ يومًا تواصل معي مكتب الصحة أخبرني أني أستطيع التعامل مع أفراد الأسرة وإن فترة حضانة المرض انتهت، كأنه خبر تحديد رؤية العيد، كنت سعيدة جدا، قد لا أستطيع وصف إحساسي بعد خروجي من الشقة التي أصبحت تضيق عليا من الوحدة و شدة التعب يومياً بعد يوم، و كنت أظن أنني لم أخرج منها حية، كنت سعيدة لرؤية أفراد العائلة مرة أخرى واحتضان بنتي و بكيت من الفرحة والشوق، بكيت إلى الله أنه أعاد إلي الحياة مرة أخرى وتعافيت من هذا المرض أنا ووالدي أيضا الذي خرج من المستشفى وعاد إلى المنزل، استطعت أن أخبر والدتي أنني تعافيت من المرض، واستطعت أن أشكر والدة زوجي التي كانت تعُد لي الطعام يومياً وتعتني بطفلتي أثناء فترة العلاج، وزوجي الذي كان لا ينام خوفاً علي، أحمد الله علي العافية وأدعي لكل مصاب أن يخفف الله عنه".