تعذيب المصريين في ليبيا بـ1000 دولار للمرتزق الواحد.. سر اجتماع "أردوغان" بقادة الميليشيات؟

تعذيب المصريين في ليبيا
تعذيب المصريين في ليبيا
كتب : سها صلاح

انتشرت فيديوهات ظهر فيها عمال مصريون في ترهونة الليبية وقد أجبروا على الوقوف حفاة على قدم واحدة ورفعوا أذرعهم للسماء وجرى إهانتهم وإذلالهم، الفيديوهات أثارت غضباً شديداً بمصر على المستويين الرسمي والشعبي، مما يعيد الأذهان لأبشع الجرائم الإرهابية التي ارتكبها تنظيم "داعش الإرهابي" خلال فترة سيطرته على بعض المناطق في ليبيا، بإعدامه لـ21 من المصريين الأقباط في 15 فبراير 2015، وعقب تلك الجريمة المروعة بدأت الميليشيات الليبية في اصطياد العمال المصريين بأمر من تركيا انتقاماً لعزل الرئيس الراحل محمد مرسي وإهانة المصريين والضغط على الدولة للتراجع عن حماية حدودها الليبية، وفقاً لتقرير نشره موقع "نورديك مونيتور" السويدي المخابراتي.

اقرأ أيضاً: أنباء عن ذبح المصريين المخطوفين في ترهونة الليبية

لماذا يعذب مرتزقة أردوغان المصريين في ليبيا؟

منذ اللحظات الأولى للاحتلال التركي لمدينة ترهونة الليبية، شن مرتزقة رجب طيب أردوغان من السوريين ومليشيا حكومة الوفاق، حملات واسعة من أعمال السلب والنهب وتدمير أموال الليبيين.

كما أقدمت مجموعات مسلحة من مليشيات حكومة فايز السراج ومرتزقة تركيا على حرق أشجار النخيل والزيتون والسرول وقتل الحيوانات في مدينة ترهونة، الواقعة جنوبي العاصمة طرابلس.

وبقول موقع "نورديك مونيتور" أن تركيا عقب تجنيدها لمرتزقة في طرابلس وترهونة أمرت بعضهم بالبحث عن المصريين في ليبيا وخاصة العمال ومحاولة ترهيبهم وإهانتهم للضغط على الدولة المصرية مقابل 1000 دولار للمرتزق الواحد الذي يقوم بخطف أو إهانة مصري.

اقرأ أيضاً: مراسلات جديدة تكشف وضع "أردوغان" للدستور في 2012.. كيف ساعد "مرسي" تركيا في حكم مصر؟

وأضاف الموقع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال أجتماع له مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني ورئيس ميليشيات مصراتة وأحد قيادات داعش في 2016 تناقشا في أن مصر يجب أن تدفع ثمن عزلها الإخوان من الحكم المصري بعد ثورة 30 يونيو، مشيراً إلى أنه يجب إهانة المصريين في ليبيا أو محاولة استقطابهم.

ذبح الأقباط المصريين في سرت- فبراير 2015

الجريمة التي جرت ملابساتها على شواطئ مدينة سرت الليبية، وبثت عبر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي كانت مثالا للبشاعة التي هزت الضمير الإنساني العالمي بقوة ولا تزال آثارها باقية حتى اليوم تذكر العالم بوحشية الإرهاب والتطرف.

مقاطع الفيديو التي بثها التنظيم الإرهابي أظهرت عناصره الملثمين وهم يقومون بذبح الـ21 مصريا أمام الكاميرا بعد أن أجبروهم على ارتداء ملابس الإعدام برتقالية اللون، قبل أن يلقوا بجثثهم في مياه البحر.

وعبر خطاب اتسمت لهجته بالحزم، أكد السيسي عدم التهاون في القصاص لشهداء مصر، معلنا الحداد 7 أيام على أرواحهم وتقديم جميع أشكال الدعم نحو أهالي الضحايا.

ملابسات الحادث الإرهابي الذي ارتكب في الـ 15 من فبراير 2015 تم التوصل إليها بعد نحو عامين، بعد التوصل إلى أحد عناصر التنظيم الذين كانوا شهودا على الجريمة المروعة.

وفي سبتمبر 2019، أعلن رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي المكلف، الصديق الصور، القبض على منفذ ومصور واقعة ذبح الأقباط المصريين في ليبيا، والتي جرت خلف فندق المهاري في سرت.

اقرأ أيضاً: بعد إعلان القاهرة 2020.. تقرير سري يكشف كيف مولت تركيا الميلشيات الليبية الإرهابية ولماذا؟

شهادة الداعشي، أوضحت أن أحد العناصر طلب منه تجهيز سيارة والتوجه بمعدات الحفر إلى منطقة السبعة بسرت الليبية المطلة على الشاطئ، وبعدها وصل عدد من الدواعش يرتدون زيا موحدا أسود اللون ونحو 21 آخرين تبين له أن هؤلاء الضحايا مسيحيون مصريون وتم اختطافهم في وقت سابق.

وأشارت رواية الداعشي إلى استخدامهم تقنيات حديثة في التصوير، ورفضهم لظهور مقاومة الضحايا للدواعش أثناء ارتكاب الجريمة، ما دفعهم لإيقاف التصوير عدة مرات وضربهم للضحايا ردا على محاولات الدفاع عن أنفسهم.

وبعد انتشار هذا الاعتراف، تمكنت السلطات الليبية من التوصل إلى مكان دفن الجثث، جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر، وانتشال الجثث وتسليمها إلى السلطات المصرية.

بينما نجحت الداخلية الليبية مؤخرا في تحديد موقع استشهاد المسيحيين المصريين، بعد تحرير الجيش الليبي لسرت ودخوله للمدينة في يناير/كانون الثاني الماضي.

وحرص رئيس الشرطة الليبية على محو آثار الإرهاب التي ارتبطت بهذه المدينة، عبر إلقاء كلمة تحمل رسالة الأمن والسلام إلى العالم من سرت، وتؤكد زوال خطر داعش عن المدينة الليبية.

إهانة جديدة لاستاذ مصري على أيدي ميليشيات ليبية- مارس 2013

خطفت الميليشيات الليبية الإرهابية أستاذ عربي مصري يعمل في ليبيا واهانته بشكل بالغ وقامت بالسخرية منه أثناء وقوفه وأجبرته على رواية حكايته لهم.

بكاء أحد العمال المصريين العائدين من ليبيا- اغسطس 2018

قال أحد العاملين المصريين في ليبيا الذي ساعدت قوات الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الليبي في إعادتهم لمصر بمساعدة الدولة المصرية، أن ينصح الشباب ألا يذهبوا إلى ليبيا فالحرب هناك تؤذي المصريين بشكل خاص، مضيفاً نحن ذهبنا للقمة العيش ولكننا "حسبنا حسبة خطأ"، كما أن المصريين أصبحوا يهانوا بشكل كبير هناك خاصة بعد عزل الإرهابي مرسي،وطالب الشباب بتعمير مصر وعدم الذهاب إلى دول أخرى تهينهم.

إهانة عامل مصري إطفاء السجائر في رأسه- مايو 2020

داول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لتعذيب عامل مصري على صفحة "ليبيا العربية"، حيث قامت الميليشيات الإرهابية بتعذيب المصري في غرب ليبيا من خلال توجيه "الشتائم" له وربطه بحبل وجره على الأرض وجعله يقوم بأفعال مسيئة لتسليتهم، مما أسفر عن بكائه، بعد أن طفوا سجائر في رأسه.

حلق رأس عامل مصري- فبراير 2017

قام الميليشيات الليبية بخطف أحد العمال المصريين في طرابلس 2017 قاموا بإهانته وحلق رأسه بطريقة مهينة.

تعذيب عمال مصريين في ترهونة- يونيو 2020

كانت ميليشيات قوات الوفاق عشرات العمال المصريين في مدينة ترهونة، وقامت بتعنيفهم وتعذيبهم بتهمة دعم الجيش الليبي والعمل في صفوفه،وأظهر مقطع فيديو وصور متداولة على مواقع التواصل الإجتماعي، مشاهد صادمة لعمليات تعذيب وحشي وإهانة تعرّض لها العمال المصريين بعد اعتقالهم من قبل ميليشيا مسلّحة تابعة لقوات بركان الغضب.

وتم إجبارهم على الوقوف تحت أشعة الشمس حفاة، وعلى قدم واحدة ورفع أيديهم إلى الأعلى، كما تم إجبارهم على ترديد ألفاظ نابية والهتاف والإشادة بمدينة مصراتة.

اقرأ ايضاً: مصر أحبطت مخططاته في سوريا والسودان فاتجه إلى ليبيا.. ما هدف أردوغان من دخول طرابلس؟

الرد المصري على تعذيب المصريين في ليبيا

في واقعة ذبح المصريين في سرت 2015 عقدت مصر اجتماع مجلس الدفاع لاتخاذ رد سريع ضد الحادث الإرهابي،وأصدر الرئيس المصري قرارا للقوات الجوية بشن غارات ضد معسكرات أسلحة وذخيرة ومناطق تمركز تابعة لتنظيم داعش في ليبيا.

كما أرسل وزير الخارجية سامح شكري إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر دولي ضد الإرهاب، والتأكيد على أن كيان داعش الإرهابي يمثل خطرا يهدد جميع دول العالم وليس مصر فقط.

وفي واقعة تعذيب المصريين الأخيرة،قال رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، عن فيديو تعذيب مصريين في ليبيا، إن رسالة الرد ربما تكون "عملية".

وشنت هالة أبو السعد عضو مجلس النواب، هجوماً حاداً ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد انتشار فيديوهات تعرض بعض العمالة المصرية للتعذيب في ليبيا.

وأضافت أبو السعد، خلال الجلسة العامة المنعقدة برئاسة الدكتور عبد العال: "المصريون ليسوا 100 مليون مواطن، بل 100 مليون جندي مصري، وعليه (أردوغان) أن يعي أنّه أمام شعب بأكمله يدافع عن أولاده".

من جانبه، رد رئيس مجلس النواب، قائلا: "انتظري، ربما الرسالة ستكون عملية".

وأعلنت الحكومة المصرية، الاثنين، أن واقعة الاعتداء على العمال المصريين على يد ميليشيات الوفاق في ليبيا "لن تمر مرور الكرام".

وقالت السفيرة نبيلة مكرم عبيد وزير الهجرة المصرية، ردا على طلبات إحاطة في البرلمان المصري بخصوص الواقعة، إن مصر لن تصمت على أي تجاوزات أو اعتداءات على عمالها في الخارج وستتخذ موقفا عمليا للرد، مضيفه أنه أثناء الأزمات تزداد شراسة الحرب الموجهة ضد مصر من جانب بعض المتربصين الذين يحاولون الإساءة وإشعال الفتنة بينها وأشقائها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مدبولى يدعو رجال الصناعة إلى تعميق الصناعة في مصر.. ويؤكد: "شاغل الحكومة الأول"