شهدت الفترة الأخيرة ارتفاع عدد مصابي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 بين المواطنين وبينهم الأطباء، مع زيادة الوفيات مما تسبب في خوف الكثيرين، خاصة أن هناك عدد كبير يخضع للعزل المنزلي في حين لا تسمح حالتهم الاجتماعية لذلك، وأهمية وجود بدائل وحلول للخروج من أزمة زيادة أعداد الإصابات بكوفيد 19.
في البداية، أوضحت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن من المهم زيادة عمل مسحات لفيروس كورونا لأن بروتوكول وزارة الصحة والسكان الجديد يكشف عدم إجراء مسحات أو تحاليل إلا للحالات الخطيرة الحرجة وبالتالي فأي شخص مصاب بفيروس كورونا وتكون أعراضه بسيطة أو متوسطة يتم تحويله للعزل المنزلي، وهنا تزيد أزمة وجود إصابات كبيرة سواء بين المواطنين أو الأطباء، لافتة إلى أنه لا يمكن معرفة الأعداد الحقيقية لمصابي فيروس كورونا من الأطباء حتى الآن ولكنهم عدد كبير.
وفي حديثها لـ "أهل مصر، قالت الدكتورة منى مينا، إنها انتقدت منذ فترة طويلة موضوع العزل المنزلي لأن كل المنازل والأسرة ليست بالطبع أن تكون قادرة على إجراء العزل المنزلي، لأنه يقتضي توفير غرفة مستقلة بحمام جيدة التهوية مع توفير قدر كافي من الثقافة الصحية وهو متوفر من ناحية الأطباء ولكن ليس لجميع المصريين، فحتى قبل أن يرسل المريض للعزل المنزلي فلا يسأله أحد عن منزله وعدد الغرف الموجودة فيه، متسائلة إذا كان أفراد الأسرة 8 كيف يتيسر تخصيص غرفة كاملة لفرد واحد، ومستوى الثقافة الصحية للفرد والأسرة لاتباع التطبيقات المفترضة الخاصة بمكافحة العدوى وطريقة تنظيف الغرفة وطريقة التعامل مع المصاب وعدم نقل العدوى منه.
وأشارت إلى أن العزل المنزلي يمكن أن يكون مناسب للبعض وغير مناسب للكثيرين من الأسر، وفي هذه الحالة يسبب مزيدًا من انتشار عدوى فيروس كورونا، لأننا نترك المريض بدون ظروف مواتية ومناسبة أي نساعد على نشر العدوى، لذا طالبت نقابة الأطباء في أكثر من خطاب لها بتوفير أماكن عزل للأطباء فهناك عدد من الأطباء المصابين أو المواطنين تكون أعراضهم متمثلة في ارتفاع درجة الحرارة لـ 38 وسعال بسيط أو متوسط وألم في الجسم، فلا يحتاج مكان مجهز أو رعاية مركزة أو أكسجين ولكن كل ما يحتاجه مكان نظيف جيد التهوية وبه تغذية جيدة ويتم عزله عن عائلته.
واقترحت الدكتورة منى مينا استخدام المدن الجامعية وبيوت الشباب والنوادي ومراكز الشباب والفنادق تحت إشراف طبي بسيط لأنه قد تتطور الحالة المتوسطة إلى شديد، ومتابعته فعندما تتحول حالته إلى سلبي يخرج وفي حالة – لا قدر الله- تدهورت حالته يتم نقله للمستشفى لأن هناك مدن جامعية بالفعل فتحت ولكن ليس بالكم الكافي، ولم تستوعب الأعداد والأغلبية الكاسحة بدأ يتم تحويلها للعزل المنزلي، فظروف المريض السكنية والاجتماعية يجب أن تتناسب مع العزل المنزلي قبل تطبيقه.
في حين قال الدكتور محمد عبد الحميد، أمين صندوق نقابة الأطباء، أن روشتة الخروج من أزمة ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا بين الأطباء؛ لابد من توفير جميع وسائل مكافحة العدوى بجميع المستشفيات التي تم تحويلها لاستقبال مصابي كورونا لأن حالات الاشتباه نسبة كبيرة منها ستكون كورونا، فكل مستشفيات العزل تأخذ احتياطاتها الكاملة لأن كل ما يتم تحويله لها مصابين مؤكدين يدخلون العزل لتلقي العلاج، لكن الـ 320 مستشفى التي تم تخصيصها من الصحة تستقبل حالات الاشتباه اي غير مؤكدة، لذا يجب أن يكونوا مستعدين لذلك بتوفير كافة وسائل مكافحة العدوى مما يترتب عليه حماية الفريق الطبي والمخالطين لهم وحماية المرضى من كورونا وهم المواطنين المصريين.
وأضاف عبد الحميد لـ "أهل مصر"، وثانيًا أن أي طبيب خالط حالة مصابة بكورونا يتم عمل مسحة له لأنه لو ظهر إيجابي يتم عزله فورًا حتى لا يكون وحده وسيلة نقل العدوى وبؤرة لانتشارها سواء بين اهله والمخالطين له والكارثة هم المرضى الذين يوجد بينهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، كما أن الطبيب يمكن أن يكون حاملاً لعدوى فيروس كورونا وهو موجود في المستشفى نتيجة مخالطة حالة ايجابية وبالتالي يجب عمل مسحة له لحماية الفريق الطبي الذي يعالج المصريين وحماية المصريين من نقل العدوى لهم.
ولفت أمين صندوق نقابة الأطباء إلى أن الفريق الطبي هو خط الدفاع الأول، وكما قالت منظمة الصحة العالمية بأنه إذا أصيب الكثير من الفريق الطبي سيموت الكثير من الناس، وبالتالي يجب توفير أعلى سبل الرعاية للأطباء والفريق الطبي بالكامل قائلا "مع كامل الاحترام الطبيب مش حد على راسه ريشة ومش فنان عشان نعالجه كويس لأ عشان يخف ويرجع الميدان تاني يعالج الناس أومال مين هيعالج الشعب المصري" مؤكدًا أهمية توفير الرعاية والعلاج والدواء لهم.
وتابع أنه من ضمن وسائل العلاج توفير أماكن للعزل المنزلي في حالة عدم وجود مكان مناسب للأطباء بأن يتم توفير مكان مخصص للأطباء لعزل أنفسهم وليس الأطباء فقط فالأمر ينطبق على كل المواطنين لحمايتهم من نقل العدوى حيث يمكن تخصيص المدن الجامعية ونزل الشباب وغيره، لأن عند إصابة الأطباء لن يحتاج جميعهم مستشفيات ويمكن أن يظهر تقدير وزارة الصحة للأطباء، من خلال تخصيص الفنادق لأن السياحة حاليًا لا تعمل ويمكن فعل ذلك وهناك المدن الجامعية.
وكان الدكتور إبراهيم الزيات عضو مجلس نقابة الأطباء، أعلن اليوم الأربعاء، عن ارتفاع عدد الأطباء المتوفين بفيروس كورونا إلى 74 طبيب حتى الآن وهناك حوالي 450 طبيب مصاب بفيروس كورونا.