شهدت مصر وليبيا الأسبوع الماضي وحتى أمس أحداث كبيرة وهامة، فعقب التدخل التركي السافر في الشؤون الليبية بموافقة حكومة الوفاق الوطني بقيادة "فايز السراج" والمفترض أنها الحكومة الشرعية إلا أنه اتضح مساندتها للميليشيات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار ليبيا ومصر معاً، كما علمت "أهل مصر" خلال بحثها أن "فايز السراج" تركي الأصل ويمكن مشاهدة التقرير كامل من هنا:
مفاجأة.. فايز السراج ووزير داخليته من أصول تركية.. من هم "الكراغلة" رجال أردوغان في ليبيا؟
وعلى إثر تلك الأحداث جميعاً، ظهرت على الساحة جريمة إرهابية جديدة من تمويل تركيا وتنفيذ عصابات الإرهاب في ليبيا، حيث تم اختطاف 23 عامل مصري في بداية الأسبوع الماضي من قبل ميليشيات مصراتة وتم تعذيبهم، ولكن السلطة المصرية استطاعت حماية ابنائها وانتصرت سيادتها في إنقاذهم من "براثن" الإرهاب وإعادتهم إلى أرض الوطن سالمين من خلال معبر السلوم.
وفي الأمس ظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاب أكد فيه أن ليبيا دول عظيمة وشعبها مناضل ومكافح، مؤكدًا أن مصر مستعدة لتقديم الدعم الكامل للشعب الليبي، والخط اللي وصلت إليه القوات الحالية سواء من جانب المنطقة الشرقية أو الغربية كلهم أبناء ليبيا، وأن تجاوز مدينتي سرت والجفرة على حدود ليبيا خط أحمر، ولكن ما وراء تلك التصريحات التي أرعبت حكومة الوفاق الليبي وتركيا؟ ولماذا في هذا التوقيت بشكل خاص؟، سنعلم ذلك خلال التقرير التالي:
عودة العمال المصريين من ليبيا
ماهى أهمية مدينتي سرت والجفرة لمصر؟
تعتبر تلك المدن الليبية أقرب المناطق من الحدود الغربية المصرية، لذا فإن أي تدخل من القوات الخارجية أو تهديدات، يعتبر تهديد للأمن القومي المصري، كما أن خليفة حفتر أعاد إلى مدينة سرت، ومدينة الجفرة تحت سيطرته، وبها قاعدة عسكرية كبيرة، وليبيا مستمرة في حشد القوات، مطالبة بانسحابه لوقف إطلاق النار بشكل دائم، مشيرًا إلى أن اقتراب القوات الإرهابية بشتى أنواعها وأسمائها إلى تلك الأراضي وتكوين بؤر إجرامية، يعتبر تهديد للأمن القومي لمصر.
اقرأ أيضاً: السيسي: مدينتا سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر
وأعلن الرئيس السيسي،أمس أن مصر اتخذت على مدار الأعوام السابقة عدة مسارات رئيسية شملت الدعم، والاحترام الكامل لكافة جهود وقرارات مجلس الأمم المتحدة والصادرة عن مجلس الأمن الدولي، والدعم الكامل لجهود الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيما يخص الأزمة الليبية.
وأضاف السيسي خلال تفقده المنطقة الغربية العسكرية، أن الأزمة الليبية خير شاهد على ما يحدث في المنطقة العربية، مؤكدًا أن مصر سعت للتقليل من مخاطر وتهديدات تصاعدها، موضحًا أن مصر على مدار عقد كامل سعت إلى دعم كافة جهود التسوية الشاملة وسرعة استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، باعتبارها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي في مصر.
اقرأ أيضاً: السيسي: أي تدخل مصري مباشر في ليبيا باتت تتوافر له الشرعية الدولية (فيديو)
وصرح السيسي، أن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء بحق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب الليبي، مؤكدًا أن الهدف من ذلك هو حماية الحدود الغربية وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية لأنه يعتبر جزءًا من الأمن القومي المصري.
لماذا جاءت تصريحات الرئيس السيسي الآن بهذا الشكل؟
تعتبر تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس رسائل واضحة ومباشرة للإرهابيين في ليبيا وممولهم "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان"، وبالبحث علمت "أهل مصر" أن الرسائل وفقاً لموقع "نورديك مونيتور" السويدي، جاءت لسببين:
السبب الأول: محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفاشلة في إحباط عزيمة العمال المصريين في ليبيا وإهانتهم وتعذيبهم على يد مختطفيهم من قبل الميليشيات الإرهابية مقابل 1000 دولار للإرهابي الواحد ويمكن الإطلاع على التقرير الكامل لتحريض "اردوغان" على خطف العمال المصريين في ليبيا من هنا:
تعذيب المصريين في ليبيا بـ1000 دولار للمرتزق الواحد.. سر اجتماع "أردوغان" بقادة الميليشيات؟
السبب الثاني:
كشف الموقع السويدي المخابراتي، أنه عقب اختطاف العمال المصريين في ليبيا، طلب "أردوغان" من حكومة الوفاق الوطني المماطلة في إعادتهم وذبحهم على يد الميليشيات مثلما حدث للمصريين الأقباط في سرت عام 2015، وكان هذا وشيكاً حتى أن أحد الإعلاميين الليبيين ممن لديهم صلة وثيقة بمصادر داخل تلك الميليشيات سرب له الخبر الذي بدوره نشره على صفحته الشخصية على الفيس بوك ويمكنك مطالعة الخبر من هنا:
أنباء عن ذبح المصريين المخطوفين في ترهونة الليبية
ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقط بل أمر "أردوغان" أبواقه الإعلامية و مؤيديه في بعض الدول والخلايا النائمة من الجماعة المحظورة بحشد أنصارها لمهاجمة الحكومة المصرية في التقاعس عن حق مواطنيها حتى ذبحوا، ولكن السلطات المصرية علمت ما سربه موقع "نورديك مونيتور" والذي جاء هكذا:" كشف نص محادثة هاتفية ، التي تم التنصت عليها كجزء من تحقيق جنائي في شبكة الجريمة المنظمة في تركيا والتي بدأت منذ 2013، أن أردوغان حشد التجمعات وتجاهل المخاوف من أن تركيا قد تُترك وحدها في حملتها ضد القيادة المصرية، كما توضح المحادثة التعصب الإيديولوجي الذي يحفز الرئيس التركي في محاولته لتعزيز طموحاته السياسية ، والمطالبة بقيادة العالم الإسلامي ، وتولي منصب المستفيد من الإخوان المسلمين على حساب المصالح الوطنية التركية، يُظهر نص الشريط المسجل في 30 مايو الماضي الساعة 15:31 ، أردوغان، فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني،أن كل الأشياء الجيدة في حياته طغت عليها التطورات في مصر.
اتصال هاتفي بين اردوغان وفايز السراج
اتصال هاتفي بين اردوغان وفايز السراج
اتصال هاتفي بين اردوغان وفايز السراج
برقية من "أردوغان" إلى وزير داخلية الوفاق الوطني الليبي
عقب تلك المحادثة أكد "فايز السراج" رئيس حكومة الوفاق الوطني للرئيس التركي أنه من الصعب عقب الاتصالات المصرية التي جرت بشأن العمال المصريين والتي جاءت شديدة اللهجة كما وصفها "السراج" أن يتم ذبح الـ23 عامل، لذا تم رفض خطة "اردوغان" الأولى، ومن ثم ارسل الرئيس التركي برقية عاجلة إلى وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبي "باشا آغا" وهو أيضاً من أصل تركي يقول فيها أنه يريده مماطلة الحكومة المصرية لمدة أسبوعين حتي يتثني له الفرصة لحشد مؤيديه في العالم لخروج المظاهرات ضد مصر، وقد وافق الأخير على ذلك، حتى جاء رد الفعل المصري الصارم بعد تدخل الرئيس السيسي في الأزمة بشكل مباشر حينها اضطر "باشا آغا" للرضوخ للأوامر المصرية وإعادة العمال خاصة بعد أن أرسلت مصر إحداثيات مكان تواجد العمال للحكومة الليبية "الوفاق الوطني" مطالبة إياهم بتحرير العمال المصريين وإعادتهم من خلال معبر السلوم أو أن السلطات المصرية ستحرر أبنائها بنفسها، ومع هذا الحديث سلم "آغا" العمال المصريين لمصر.
برقية من اردوغان إلى وزير داخلية ليبيا
ويذكر أنه في أغسطس 2013 ، استدعت تركيا ومصر سفيريهما بعد موقف أردوغان الواضح لصالح الإخوان وخفضت علاقاتهما الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال، بعد أن تم طرد حليف أردوغان مرسي من السلطة وسط احتجاجات شعبية في 3 يوليو 2013 ، بدعم من الجيش المصري، في ضربة قوية لعلاقات تركيا المهمة مع مصر ، وهي دولة عربية كبرى ، اصطف الرئيس أردوغان مع الإخوان المسلمين ورفض الاعتراف بالرئيس المصري السيسي وحكومته شرعيًا، قدم ملاذا لقيادة الإخوان المسلمين وحول تركيا إلى مركز إقليمي لشبكة الإخوان المسلمين الدولية.
اقرأ ايضاً: المصريون العائدون من ليبيا: طلعنا من وسط الموت وكنا خايفين مانشفش ولادنا تاني (فيديو)
ردود الأفعال في ليبيا على تصريحات الرئيس السيسي؟
البرلمان الليبي:رحب فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص ليبيا.
وقال فتحي المريمي في تصريحات لفضائية RT الروسية، اليوم السبت، إن البرلمان يؤيد ما جاء في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ورحب بتأكيد السيسي على أن سرت وحقول النفط خط أحمر وأن مصر لن تتردد في التدخل العسكري إذا ما تجاوز المرتزقة والجماعات الإرهابية تلك المنطقة.
ونوه إلى أن أي تدخل مصري سيكون بدعوة من الشعب الليبي الذي تظاهر في عدة مدن دعما لتصريحات السيسي، موضحا أن أي تدخل سيكون تحت إشراف الجيش الليبي وبترحيب شعبي.
الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر:
علق مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي قال فيها إن أي تدخل مباشر في ليبيا سيهدف لتأمين الحدود ووقف إطلاق النار، وأن جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا، وأن مصر تسعى لوضع حد للتدخلات الأجنبية في ليبيا.
وقال المحجوب في تصريحات هاتفية لفضائية "سكاي نيوز عربية"، إن "مصر هي الشريك الحقيقي لتحقيق الأمن في ليبيا، لا تركيا".
وأضاف المحجوب أن تركيا "تسعى لتحقيق أهداف اقتصادية من تدخلها في ليبيا"، فيما أكد على أن "مصر واعية لخطورة التدخلات الخارجية في ليبيا والتهديدات الإرهابية".
وأوضح المسؤول العسكري البارز أن "أعداد المرتزقة في ليبيا تزايدت بشكل كبير لدعم تنظيم الإخوان"، في إشارة إلى المسلحين الذين ترسلهم أنقرة لدعم ميليشيات طرابلس المتطرفة.
حكومة الوفاق الوطني:
نشر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، بيانا للرد على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وجاء في البيان "تؤكد دولة ليبيا بأن التدخل في شؤونها الداخلية والتعدي على سيادة الدولة من خلال التصريحات الإعلامية لبعض الدول كما حدث من قبل الرئيس المصري أو دعم الإنقلابيين والميليشات والمرتزقة، وهو أمر مرفوض ومستهجن ويعتبر عملا عدائيا وتدخلا سافرا وبمثابة إعلان حرب".
بيان حكومة الوفاق الوطني
وأضاف البيان "نذكر الجميع أن حكومة الوفاق الوطني هي الممثل الشرعي الوحيد للدولة الليبية ولها وحدها حق تحديد شكل ونوع اتفاقياتها وتحالفاتها".
رد مصر على تطاول حكومة الوفاق الوطني:
قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم الأحد، إن "مصر تسعى لتعزيز الحل السياسي للأزمة الليبية، وأن أي تهديد للأمن القومي العربي والمصري سيكون له ردا مناسبا".
وأضاف، شكري في مداخلة مع قناة "العربية": "نتابع بشكل وثيق جميع التحركات العسكرية في مدينة سرت الليبية"، موضحا أن "حكومة الوفاق ليست منزهة عن المسائلة ورفضها لخطاب الرئيس السيسي أمس قراءة خاطئة".
وقال إن مصر تسعى لتعزيز الحل السياسي في ليبيا، معربا عن أمله بالتزام الوفاق بولايتها التي نص عليها اتفاق الصخيرات، كما دعا إلى ضبط النفس في ليبيا".
إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية المصري أن "محاولات تركيا توسيع رقعة تواجدها في ليبيا غير مقبول ونهج متكرر"، مؤكدا أن "الخيار العسكري في ليبيا هو الملجأ الأخير حال واجه الأمن القومي المصري أو العربي أي نوع من التهديد".