اتخذت الحكومة المصرية، عددًا من القرارات المتعلقة بفيروس كورونا، لعودة الحياة مرة أخرى بضوابط معينة، أهمها أن تبدأ مواعيد حظر التجول الجديدة من الساعة 12 مساءً حتى الرابعة فجرًا، وإعادة فتح المطاعم والمقاهي والأندية الرياضية الخاصة بنسبة 25% من نسبة استيعابها، غلق المحلات التجارية 9 مساءً والمقاهي 10 مساءً مع حظر الشيشة، وإعادة فتح دور العبادة لأداء الشعائر اليومية يوم السبت المقبل مع استمرار تعليق الصلوات الرئيسية مثل صلاة الجمعة للمسلمين، أو صلاة الجمعة والأحد للأقباط، واستمرار تعليق دور المناسبات المتواجدة داخل دور العبادة.
يأتي ذلك مع استمرار غلق الشواطئ العامة والمتنزهات العامة، مد ساعات عمل وسائل النقل الجماعي حتى الساعة 12 منتصف الليل على أن تعود للعمل من الرابعة فجرًا، فتح المنشآت الثقافية كالسينما و المسرح بـ 25 % من قدرتها الاستيعابية، مخالفة تطبيق الإجراءات الاحترازية يعرض المنشأة للغلق الفوري، لذلك عاد تساؤل حول ارتداء الكمامات القماشية في المواصلات والأماكن العامة ومدى فعاليته في الحماية من نقل عدوى فيروس كورونا في ظل ارتفاع في عدد الإصابات والوفيات.
طبية مكافحة عدوى: الكمامات القماشية لها مواصفات خاصة.. والأفضل الجراحي
قالت الدكتورة سوزي محفوظ مدير مكافحة العدوى بأحد مستشفيات وزارة الصحة، إن الماسك القماشي يعمل على احتواء ميكروبات وفيروسات الشخص الخاصة به، وبالتالي تقليل فرصة نقل العدوى للأخرين المحيطين به وليس بشكل كامل، ومن هنا أهمية ارتداء الكمامات لحماية بعضنا البعض لافتة إلى أن الماسك الجراحي به نسبة حماية للطرفين حماية للشخص الذي يرتديه والأخر.
وأضافت لـ "أهل مصر"، طالما يوجد انضباط في ارتداء الكمامات القماشية بشكل سليم في المواصلات والأماكن العامة فيؤدي ذلك إلى تقليل فرصة نقل العدوى، موضحة أن الكمامة القماشية يجب أن تكون مطابقة للمواصفات وليست المصنوعة بالمنزل، وهي من حددتها وزارة الصناعة ومسموح ببيعها ومن ضمن معاييرها نوع القماش المستخدم، والطبقة الداخلية تكون قطنية والخارجية تكون غير منفذة للسوائل وبينهم طبقة تقوم بدور الفلتر تزيل الميكروبات أكثر من 5 ميكرو، وبها دعامات وتغطي الأنف والفم بشكل كامل وهي بذلك تكون مطابقة للمواصفات.
وأشارت مديرة مكافحة العدوى إلى أهمية عدم شراء الكمامات القماشية من المترو أو المواصلات، وبجميع المقاييس فالكمامات تقوم بعمل احتواء للكمية التي تخرج من الشخص والسرعة، ولكن الأساس هو عدد الأفراد المحيطين الذين سيتم نقل العدوى لهم.
عز العرب: أرفض الكمامات القماشية تمامًا.. والتي تُباع في المترو غير مطابقة للمواصفات
في حين أوضح الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن الكمامات لها مواصفات معينة كما أن وزارة الصناعة والتجارة وضعت عددا منها بالتعاون مع وزارة الصحة، حيث إن الكمامات القماشية التي تباع على الأرصفة والشوارع وفي محطات مترو الأنفاق غير مطابقة للمواصفات تماما، موضحًا أنه يرفض الكمامات القماشية تمامًا.
وقال عز العرب في حديثه لـ "أهل مصر"، إنه طالما كانت الكمامات القماشية مطابقة للمواصفات التي وضعتها وزارة الصناعة خاصة بخامة التصنيع وعدد الطبقات، ويجب أن تكون معلومة المصدر وبها إرشادات معنية لاستعمالها منها عدد مرات غسيلها مثلا 20 مرة، وعدم الكي في بعض الأحيان لأنه يتسبب في فتح النسيج وزيادة المسمات، ولكن إذا كان الفرد في مقدروه شراء الكمامات الطبية فهذا أفضل، ولكن في حالة عدم قدرته يمكن شراء القماشية ولكن من أماكن معينة والبعد عن التي تُباع على الأرصفة، ويجب التنبيه على شركات قطاع الأعمال بإنتاج كمامات قماشية طبقا للمواصفات والإعلان عن اماكن تواجدها، قائلا "يجب البعد تماما عن التي تباع في الشوارع ومحطات المترو وعلى الأرصفة فهي تحتوي على ميكروبات وجراثيم وغير مطابقة لأنها تتسبب في عمل نفاذ للفيروسات".
ونبه المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، على أهمية الارتداء الصحيح للكمامة بطريقة ارتدائها وخلعها وعدم لمس الكمامة من hلأمام والخلف، والكمامة الطبية من 4-6 ساعات استخدام فقط مع أهمية اتباع الاجراءات الاحترازية الأخرى، مثل غسيل اليدين والتباعد الاجتماعي وغيره من إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
منى مينا: الكمامة القماشية لا تعطي حماية لمرتديها إلا بوضع منديل ورقي بالداخل
ومن جانبها، قالت الدكتورة منى منيا، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، إن الكمامات القماشية يمكن ارتدائها في الشارع ولكنها غير طبية ولا تقي من العدوى في المستشفيات كما أن الكمامات الطبية الجراحية لا يمكن ارتداؤها في العزل ولكن يجب حينها ارتداء الكمامات N95 ، موضحة أنه يوجد كمامات شبيهة بالكمامات الطبية منتشرة شعبيا بدون فلتر ورديئة جدا، بشكل يجعل الكمامات القماشية أفضل منها كما أن استخدام بعض المرفهين كمامات طبية عالية جدا في الشوارع في ظل غيابها عن المستشفيات، سفه لا يمكن احتماله في ظل الأزمة.
كما شددت مينا على أهمية التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامة، بحيث إنه يقلل من الخطورة إذا في حالة اللجوء إلى مواصلات عامة أو لقضاء مصلحة ضرورية في مكان مزدحم، ولكن يجب أن ننتبه أن الكمامة القماش لا تعطي حماية لمرتديها، إلا إذا كان بها مكان لوضع "منديل ورقي" كفلتر بداخلها، حيث إن مسام القماش أكبر من قطر الفيروس.
منظمة الصحة العالمية: الأدلة محدودة وجديدة عن الكمامات القماشية
كما قال الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن كثير من الدول ألزمت مواطنيها بارتداء الكمامات في الأماكن العامة، سواء كان الكمامة الطبية للعاملين في القطاع الصحي أو الكمامات غير الطبية لباقي أفراد المجتمع في أماكن الانتشار المجتمعي لمرض كوفيد 19 وغير قادرين على تطبيق التباعد الاجتماعي، مؤكدًا أن الكمامة وحدها لن تحمي الشخص من انتقال العدوى، ويجب أن تكون ضمن حزمة متكاملة من الإجراءات الوقائية لتقليل انتقال العدوى وإنقاذ الأرواح منها: تطبيق البعد الجسدي مسافة متر على الأقل بين الأفراد، غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا مدة لا تقل عن 20 ثانية، عدم ملامسة الوجه والكمامة، والتزام آداب الكحة والعطس واستخدام الكوع وعند ظهور الأعراض يجب استشارة الطبيب المختص وعزل الشخص في المنزل، وأما بالنسبة للحالات المشتبه يتم فحصها ويتم عزل الحالات المؤكدة ويتم عمل الحجر الصحي لكل المخالطين لهذه الحالات.
وأضاف ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: أهمية ارتداء الكمامات الطبية للعاملين في المجال الصحي، والأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الكوفيد 19 حتى الأعراض البسيطة، ومن يعتنون بالأشخاص المرضى المصابين بفيروس كورونا خارج المنشآت الصحية، ومن يتجاوز عمره 60 عام، ومن يعانون من أمراض مزمنة.
وعن مواصفات الكمامات القماشية، أوضح أن منظمة الصحة العالمية طالبت من مجموعة بحثية من خلال اجتماع البحث والتطوير إجراء هذه الدراسة لتحديد نوع الأقمشة وعدد الطبقات التي تتكون منها الكمامة القماشية: "طبقة داخلية من مادة ماصة مثل القطن- طبقة ماصة متوسطة لمادة غير المنسوجات مثل البروبوبلين- طبقة خارجية من مادة غير ماصة مثل مزيج من البوليستر أو البوليستر وحده، كما أن هناك مواد لا يجب استعمالها في تصنيع الكمامة القماشية مثل الحرير، والمواد القابلة للتمدد والمسامية، ويجب أن يعطي القناع القدرة على التنفس أثناء التحدث والمشي السريع.
ونصح بارتداء الكمامات بشكل سليم من خلال، ألا يرتديها أكثر من شخص ولمرة واحدة، عدم مشاركتها مع الأخرين، لا يجب ارتداء الكمامة القماشية في حالة كانت غير نظيفة أو مبللة، عدم ارتدائها لفترة طويلة، أهمية غسل الكمامة القماشية بشكل سليم أقلها مرة واحدة بالنهار لتجنب نقل العدوى، موضحًا أن الكمامات القماشية غير الطبية فالأدلة محدودة وجديدة ولكن ارتدائها بشكل صحيح يشكل حاجز وخاصة عند المصابين ولم يظهر عليهم الأعراض حتى لا ينقلوا العدوى للآخرين.