تُعد مصر من الدول المالكة لأجمل وأعظم قصور في العالم، فقد صممت على طراز معماري فريد، لا نجد مثله فى بلدان أخرى، ومن العجيب أنك لو سألت أحد من المصرين على تلك القصور، تجده لا يعرف إلا قليل منها.
أحد هذه القصور، هو قصر الأميرة فاطمة، بنت الخديوي إسماعيل، والتي تزوجت من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا، والي مصر، وتميزت بحبها للعمل العام والتطوعي، فحرصت على أعمال الخير ورعاية الثقافة والعلم.
وتميز ابنها الأمير عمر بنفس صفاتها لحب الخير، وقد علمت من طييبها أن جامعة القاهرة تعاني من صعوبات، فعملت على التجاوب مع الحركة الوطنية ورعايتها للعمل وتشجيعها للعلماء، بوقف مساحة من أراضيها، وتبرعت بحوالي 6 أفدنة لإقامة مبنى للجامعة الأهلية (القاهرة الآن).
ووهبت الأميرة فاطمة مجواهراتها للإنفاق على تكاليف البناء، وأوقفت 674 فدانًا على مشروع الجامعة، كما تحملت سائر أعمال البناء على نفقاتها الخاصة، والتي قدرت بحوالي 26 ألف جنيه، كما تحملت كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس، الذي كان يُحمّل الجامعة نفقات كبيرة، خاصة أن عباس حلمي الثاني، والأمير أحمد فؤاد، قد أعلنو حضور حفل الافتتاح.
وبعد مشاركتها فى حفل حجر الأساس، توفيت الأميرة فاطمة إسماعيل عام 1920، قبل أن ترى صرح الجامعة ومنارتها التى قدمتها للعمل فى مصر والوطن العربى، وكان وقف الجامعة سبب رئيسى للالتحاق بالجامعة.
ثم تحول القصر إلى متحف من أهم متاحف العالم، ليضيف إلى تاريخها ذكرى تتعاقبها الأجيال، ويعد أول متحف زراعي في العالم، وكان الغرض منه هو التوثيق لذاكرة مصر الزراعية، ونافذة تطل منة الأجيال على حضارة مصر الزراعية، وأقيم المتحف فى سراي الأميرة فاطمة في حي الدقي، وبدأ العمل به عام 1930، وأطلق علية فى البداية متحف فؤاد الأول الزراعي.
ويعتبر هذا المتحف ثمانية متاحف مجتمعة، لا متحف واحد، وتزيد مساحته على ثلاثين فدان، أي ما يعادل 175 ألف متر.