ما بين الحين والآخر، يظهر بوجهه على الساحة السياسية حمزة نجل "أسامة بن لادن" مؤسس تنظيم "القاعدة" من خلال رسالة له عبر موقع "سايت" الأمريكي.
وحرض حمزة بن لادن الشبان السعوديين و"القادرين على القتال" إلى الانضمام لتنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب في اليمن المجاور "لامتلاك الخبرة الضرورية" في القتال، وذلك في تسجيل صوتي لا يحمل تاريخاً، نقله الموقع الأمريكي المتخصص في رصد المواقع الإسلامية المتطرفة.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يخرج فيها "نجل تنظيم القاعدة" ليهدد أحد، ولكنه هدد في السابق بالانتقام من الولايات المتحدة لقتل أبيه، وفقا لما ورد في تسجيل صوتي بث عبر الإنترنت مدته 21 دقيقة بعنوان "كلنا أسامة".
وذكرت مواقع متخصصة في رصد التنظيمات المتشددة، أن حمزة بن لادن وعد في تسجيل صوتي، بأن يواصل التنظيم العالمي القتال ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
وقال "حمزة" في تسجيل صوتي بث عبر الإنترنت: "سنستمر في ضربكم واستهدافكم في بلادكم وخارجها، رداً لظلمكم لأهل فلسطين وأفغانستان والشام "سوريا" والعراق واليمن والصومال وسائر بلاد الإسلام التي لم تسلم من ظلمكم".. "إن انتقام الأمة الإسلامية للشيخ أسامة رحمه الله، ليس انتقاما لشخص أسامة ولكنه انتقام لمن دافع عنها وعن إسلامها ومقدساتها".
وزعمت وثائق صدرت من المجمع الذي كان "بن لادن" يعيش فيه ونشرتها الولايات المتحدة العام الماضي، أن مساعدي "أسامة" حاولوا لم شمله مع ابنه "حمزة" الذي كان قيد الإقامة الجبرية في إيران.
وبحسب دراسات معهد "بروكنجز"، فأن "حمزة" في منتصف العشرينات من العمر كان يعيش مع أبيه في أفغانستان قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأمضى معظم الوقت برفقته في باكستان بعد أن دفع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان الكثير من قادة القاعدة البارزين للرحيل إلى هناك.
ويرى "بروس ريدل" من معهد "بروكنجز"، أن "حمزة يقدم وجهاً جديداً للقاعدة على صلة مباشرة بمؤسس التنظيم إذ هو عدو واضح وخطير".
وقدم زعيم القاعدة الحالي "أيمن الظواهري"، "حمزة" في تسجيل صوتي العام الماضي، واعتبر صوتاً شاباً للتنظيم الذي يجد قادته المتقدمون في السن صعوبة في إلهام متشددين في مختلف أنحاء العالم تحمسوا لتنظيم "الدولة الإسلامية".
وكان "حمزة" النجل المفضل لوالده الذي كان يرغب في أن يرثه على رأس تنظيم القاعدة، بحسب وثائق رفعت عنها السرية بعدما تم ضبطها أثناء الغارة الأمريكية بباكستان في 2011، وراسل "حمزة" والده لتأكيد رغبته في القتال.
وفي هذا السياق، علق "أحمد عطا" الباحث في الشئون الإسلامية، أن المملكة العربية السعودية هدف حيوي، للتنظيمات الإرهابية برعاية إيران وتنظيم القاعدة، لافتاً إلى أن "طهران" تدعم جناحها العسكري في اليمن لاستهداف وتهديد أمن المملكة لفرض المذهب الشيعي بأرض الحجاز الآن.
وأوضح عطا، "أن تهديد نجل بن لادن لا يخرج عن إطار المساومة للمملكة، بعد أن قلمت أظافر التنظيم، ولم يعد له عناصر قتالية تنتشر في دول الخليج والشرق الأوسط، وبالتالي يسعى التنظيم لاسترجاع قوته وعناصره كما كانت.
أضاف الباحث الإسلامي، أن مايحدث الآن يجعل المجتمع السعودي، هدف للتنظيمات والأفكار التكفيرية، وذلك من خلال تعاون إيران مع تنظيم القاعدة باختلاف الإيدلوجية، فهي التي دفعت حمزة بن لادن بالخروج بهذا التصريح.