استنكر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، قيام مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة بنشر صورة على غلاف عددها الأخير يظهر فيه رجل ملتحٍ وزوجته المحجبة وهما يجريان على أحد الشواطئ دون ارتداء ملابس تستر عوراتهما، كما صحبت الصورة الكاريكاتورية عنوان "إصلاح الإسلام.. المسلمون"، وهو ما يمثل إساءة موجهة للإسلام والمسلمين وتشويهًا متعمدًا لصورة الإسلام والمسلمين في فرنسا.
وأكد المرصد على أهمية احترام القيم الدينية والخصوصيات والحريات الفردية المرتبطة بالعقائد والإيمانيات، التي لا تشكل أي تهديد على ثقافة المجتمع الفرنسي وقيم الجمهورية، واحترام المعاهدات والمواثيق الدولية المستقرة الخاصة بالحريات الفردية وحرية الإيمان والاعتقاد، وحرية ممارسة الشعائر الدينية، والتي وقَّعت عليها الجمهورية الفرنسية على المستويين الإقليمي والدولي.
وحث المرصد التابع لدار الإفتاء مسلمي فرنسا بشكل خاص، والمسلمين بشكل عام، إلى التعاطي مع تلك الإساءات بما يعكس الصورة الصحيحة للإسلام والمسلمين، وعدم الانجرار وراء الأعمال الاستفزازية، واستغلال تلك الحوادث في التعريف بالقيم الإسلامية السامية والمبادئ العليا في الإسلام، لتتحول محن المسلمين في الغرب إلى منح تسهم في تصحيح الصورة وتنقية المفاهيم المغلوطة والمشوهة عن الإسلام والمسلمين.
كما دعا المرصد إلى تفويت الفرصة على الجماعات والتنظيمات المتطرفة والمترصدة لتلك الإساءات التي تحسن توظيفها في ممارسة أعمالها الإرهابية التي تدعي أنها تمثل انتقامًا للإسلام والمسلمين ضد من يسيء إليهم أو ينال من مقدساتهم، وذلك بالرغم من أن تلك الأعمال التي تمارسها جماعات العنف الديني هي العامل الأهم والسبب المباشر لما لحق بصورة الإسلام من تشويه وتضليل في السنوات الماضية، وانتشار الخوف المرضي من المسلمين (الإسلاموفوبيا) واعتبارهم مصدر تهديد وخطر على مجتمعاتهم المحلية.
وأوضح المرصد أن الكثير من الصحف والمجلات ووسائل الإعلام وحتى الأفراد الذين يقومون بنشر تلك الإساءات يعتبرونها ردًّا وانتقادًا للمتطرفين والتنظيمات الإرهابية ونقدًا لأفكارهم ومعتقداتهم، دون أن يدركوا أن تلك الإساءات تتخطى المتطرفين لتطال أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في مختلف دول العالم، ومن ثم، يجب أن يدرك المسلمون أن التعاطي الأمثل مع تلك الأزمات إنما يكون بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولا يجوز بحال من الأحوال التطرف في الرد بما يلحق الأذى بالغير، حيث نهى الإسلام عن الإساءة للغير لما يجره من ردود أفعال مسيئة تطال المسلمين ومقدساتهم، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 108].