استهلّت الكاتبة سامانثا شميدت مقالها في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بتعريف قرّائها إلى عيد الأضحى المبارك، مشيرة إلى احتمال مصادفة العيد هذه السنة مع الذكرى الخامسة عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.
وقالت إن حبيب أحمد، رئيس المركز الإسلامي في مدينة لونغ آيلاند بولاية نيويورك، قال للصحيفة إنّ بعض الأشخاص يريدون خلق مشكلة بسبب ذلك. وبحسب رأيه سيعمد الجاهلون برمزية الاحتفالات هذه للقول: "أنظروا إلى هؤلاء المسلمين، إنّهم يحتفلون بأحداث الحادي عشر من سبتمبر".
مخاوف أمنية وخطابات كراهية
ولم تخفِ شميدت أنّ إمكانية حدوث هذه المصادفة أثارت مخاوف المسلمين في البلاد بشكل عام، في وقت ساهمت فيه الخطابات السياسية في تأجيج جرائم الكراهية ضد المسلمين. ففي نيويورك، إرتفعت المخاوف الأمنية بعد احتمال وقوع عيد الأضحى في الحادي عشر من سبتمبر، وهي مخاوف كانت موجودة أساسًا بعد قتل إمام ومساعده هذا الشهر، في كوينز، أكبر الأحياء في مدينة نيويورك. وذكّرت الصحافية بأنّ احتمال وقوع العيد في هذا التاريخ بالذات، ما زال غير واضح بعد.
حزنٌ يشبه حزن الآخرين
ولفتت شميدت إلى أنّ عيدًا كبيرًا آخر وهو عيد الفطر السعيد، وقع في الماضي، قبيل هذه الذكرى، لكنّ أيًا من العيدين لم يصادف تقاطعهما مع هذا التاريخ من قبل. وقال روبرت مكّاو، مدير الشؤون الحكومية في مجلس العلاقات الإسلامية-الأمريكية للصحيفة نفسها، إنّ الأسى الذي خلّفته هجمات الحادي عشر من سبتمبر ما زال في ضمير "كل زعيم مسلم في هذه الدولة" مضيفًا: "لقد حزنّا مثل جميع الآخرين. نحن نتذكّر هذا اليوم ليس لأننا مسلمون، لكن لأننا أمريكيون".
مخاوف ذات صدى شخصي
ونقلت شميدت الأجواء الأمنية من داخل مدينة نيويورك حيث كتبت أنّ الشرطة قامت بتأمين إجراءات أمنية إضافية حول العديد من المساجد بعد عملية القتل في كوينز. من جهة أخرى، تحدّث الإمام في المركز الإسلامي الثقافي الألباني في جزيرة ستاتن، تحرير كوكيكي إلى نيويورك تايم، قائلًا إنّ المخاوف بشأن رد فعل محتمل خلال العيد كان له صداه على المستوى الشخصي لديه.
سنصلّي لأرواحهم
في يونيو (حزيران) دخل رجل إلى المسجد الذي يخطب فيه كوكيكي شاتمًا وصارخًا "سأقوم بقتلكم" و"أنتم هنا لكي تحتلّونا". ثمّ أمسك الرجل أنبوبًا من الجدار وهدّد الإمام. وبعدما اتصل الأخير برقم الطوارئ أفلت الرجل الأنبوب وهرب، قبل أن يتمّ لاحقًا إلقاء القبض على مشتبه به حيث واجه اتهامات بجرائم الحضّ على الكراهية. وعن الحادثة قال كوكيكي: "هنالك الكثير من الكراهية في الخارج، وهنالك الكثير من الجهل أيضًا". وتابع قائلًا: "سنصلّي لأجل أرواحهم (ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر). وسنصلّي من أجل رفاهية دولتنا".
يقظة بدون شلل
في مدينة ديربورن بولاية ميتشيغن، المدينة التي تصفها الكاتبة بأنّها موطن واحد من أكبر تجمّعات الأمريكيين من أصول عربية، يقع مركز أمريكا الإسلامي. ويقول إمام هذا المركز إبراهيم كازيروني، إنّ على المسلمين الاحتفال بالعيد كما يحتفلون به عادة، عبر تأدية الصلاة، تقديم اللحوم أو الأموال للفقراء وتقاسم الطعام مع العائلة والأصدقاء. أمّا بالنسبة إلى التاريخ، فأوضح قائلًا: "نحتاج إلى أن نكون يقظين بشأنه، لكن في الوقت نفسه، يجب ألّا نكون مثقَلين إلى درجة شلل المجتمع".
صلاة مشتركة
قال شمسي علي، إمام في المركز الإسلامي الجامايكي في كوينز، إنّ المؤمنين ما زالوا ينوون المشاركة في الصلاة التي يؤديها في الخارج، حيث يتوقّع لها أن تجذب حوالي 20000 شخص، كواحد من أكبر التجمّعات في نيويورك. وتابع الإمام للصحيفة نفسها، إنّه بالإضافة إلى عدد آخر من الأئمة في المدينة، يخطّطون إلى دعوة جيران وقادة دينيين غير مسلمين لحضور الصلاة والتعرّف إلى أهمية العيد، وفي نفس الوقت، الصلاة من أجل ضحايا الحادي عشر من سبتمبر.
ونقلت شميدت عنه قوله: "إذا كان الناس يحولون أن يبنوا الجدران، فنحن نبني الجسور. هذا هو حقًا جميع ما هي عليه نيويورك".