استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحضور السيدة فايزة أبو النجا مستشار الرئيس لشئون الأمن القومي، بالإضافة إلى روبير مارديني المدير الإقليمي للجنة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والسيدة كاترين جندر رئيسة بعثة اللجنة الدولية بالقاهرة.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي رحب برئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في زيارته إلى مصر، معربًا عن التقدير لعلاقات التعاون القائمة مع اللجنة ودورها الذي لعبته خلال الحروب التي خاضتها مصر، مؤكدًا اهتمام مصر بدعم أنشطة اللجنة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، كما أشاد الرئيس بالأنشطة التي ينفذها المكتب الإقليمي للجنة في القاهرة.
وأعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر للدور الذي تقوم به اللجنة في مناطق الصراع في الشرق الأوسط لحماية المدنيين وضحايا النزاعات المسلحة وتقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بدول المنطقة التي تشهد أزمات وصراعات، منوهًا إلى حساسية الأوضاع في تلك الدول، وهو الأمر الذي يتطلب التعامل بحيادية تامة لضمان نجاح المهمة الإنسانية للجنة الدولية للصليب الأحمر، وكما أشاد الرئيس بدور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي الفلسطينية، منوهًا إلى أهمية إيلاء مزيدٍ من الاهتمام بالأوضاع الإنسانية، ولاسيما في قطاع غزة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكد حرص اللجنة على التشاور والتنسيق مع مصر إزاء مجالات عمل اللجنة في المنطقة وسُبل الاستفادة بما تتمتع به من خبرات، فضلًا عن أفضل السبل للتعامل مع النزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أخذًا في الاعتبار ما تقوم به مصر من دور محوري على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً في الصراعات القائمة حاليًا في عدد من دول المنطقة والتي تمثل أحد مجالات عمل اللجنة، فضلًا عن عضوية مصر الحالية في مجلس الأمن، وأعرب ماورير عن تقدير اللجنة للتعاون القائم مع مصر من أجل تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني والجهود الإنسانية المبذولة لتدارك آثار تلك الصراعات على المدنيين الأبرياء.
واستعرض الرئيس السيسي مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة، وانعكاسات العمليات العسكرية والصراعات المسلحة في عدة دول بها على حياة المدنيين الأبرياء.
وأوضح أن مصر تضع نصب أعينها حياة المواطنين وحمايتهم أثناء عمليات ملاحقة ومداهمة أماكن تمركز العناصر الإرهابية في منطقة محدودة من شمال سيناء.
كما أكد الرئيس أن مصر نجحت في تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها الوطنية الراسخة بفضل تماسك شعبها وقوة النسيج الوطني، مشددا على أنه لا تفريق ولا تمييز بين المصريين وفقًا لأي اعتبار؛ فالجميع مصريين متساوون في الحقوق والواجبات، منوهًا إلى إصدار قانون بناء دور العبادة الذي تأخر كثيرًا.
كما أكد الرئيس على أهمية تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، وتوفير المسكن اللائق والتعليم الجيد والرعاية الصحية المناسبة لهم باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وذلك جنبًا إلى جنب مع الحريات والحقوق السياسية والمدنية التي يتعين تنميتها وازدهارها.
وذكر السفير علاء يوسف أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعرب عن تقديره لاحترام الدولة المصرية للقانون وتطبيقها له، مؤكدًا أن اللجنة تتفهم احتياج دول المنطقة لتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وتقدر أن لكل دولة خصوصيتها.
وأشار ماورير في ذات السياق إلى حرصه على القيام بزيارات إلى الدول التي تعاني من أزمات للتعرف على حقائق الأوضاع على الأرض وتكوين رؤية صحيحة حيالها، مؤكدًا أن اللجنة تباشر مهامها بشكل مجرد وتحرص على تنفيذها بالتنسيق والتشاور مع الدول المعنية.