أمراء حرب ولصوص.. تقرير يفضح "مؤسسات" النظام السوري.. بشار يستعين بـ"الأكثر وحشية" للحفاظ علي الكرسي.. وقوات النمر وصقور الصحراء الأبرز

بشار
كتب :

دحض الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية الشرق-أوسطية توبياس شنايدر ما يردّده الغرب عن ضرورة "الحفاظ على مؤسسات الدولة" السورية، معتبرًا أنه لم يعد هنالك أصلًا مؤسسات أو نظام كي يتمّ الدفاع عنهما.

وفي مقاله ضمن موقع "وور أون ذا روكس"، كتب أنه بعد خمس سنوات على الحرب، باتت قوات النظام اليوم "غير مختلفة كليًا" عن باقي التنظيمات المسلحة.

ويرى الباحث أن القوات الحكومية تتألف من ميليشيات شديدة الانتماء المحلي ومتحالفة مع فصائل مختلفة، ورعاة داخليين وخارجيين بالإضافة إلى أمراء حرب محليين. لكن عددًا قليلًا من بين كل تلك الميليشيات ما زال قادرًا على شنّ عملية هجومية بحسب شنايدر. أمّا مكوّنات النظام الأحادي في سوريا، أكانت "طائفية، ريعية أو ببساطة متوحّشة" فقد اكتسبت "درجة مذهلة من الإستقلال السياسي والإقتصادي عن دمشق".

الأسد يقحم الأكثر وحشية في السلطة

وينتقد شنايدر وجهة النظر القائلة إن الأسد اِستطاع أن يعقد نوعًا من الصفقة مع قسم كبير من سنّة المدن. "بدلًا عن ذلك، لقد رفع إلى السلطة أكثر العناصر الوحشية في البلاد" مراهنًا على "التوجهات الطائفية والقبلية والعصابية لقاعدته".

يؤكد شنايدر أن فرقتي قوات النمر وصقور الصحراء هما أبرز الفرق القتالية إلى جانب الأسد، علمًا أنّ "تقفي ميليشيات النظام أصبح حقًا تمرينًا في علم التصنيف – غالبًا (على مستوى) الطيور والقطط الكبيرة" بحسب شنايدر. ويكتب عن سهيل الحسن قائد قوات النمر "التي يقال عنها إنها أكثر قوة نخبوية للحكومة" فيشير إلى أن الحسن هو مهندس الأرض المحروقة وحملات البراميل المتفجرة.

دمشق.. لا حول لها ولا قوّة

قوات النمر قصتها "أقل بريقًا" بحسب الباحث الذي شدّد على أنّ هذه القوات استخدمت في قمعها للمظاهرات، وهي "مجموعة من بلطجيين عاديين، وضباط قوات جوية وزعماء قبائل محليين". ووجدت فعالية الحسن جذورها في "قدرته على حشد الدعم المحلي عوضًا عن الاتكال على مؤسسات الدولة المتداعية بالفعل". بحسب مقابلاته التي أجراها يؤكد شنايدر أنّ أمراء الحرب الموالين لحسن يقومون بعمليات التهريب إلى مناطق داعش والمعارضة، "لكنّ الحكومة المركزية ليس لديها الخيار سوى أن تنظر إلى ذلك بلا حول ولا قوة. قد تسألون لماذا. الإجابة بسيطة نوعًا ما: ليس هنالك قوة موالية لدمشق اليوم قوية بما فيه الكفاية للقبض على هؤلاء اللصوص". وأشار شنايدر إلى إشاعات راسخة عن أنّ واحدة على الأقل من بين عمليات الاغتيال التي استهدفته نشأت في مقارّ الاستخبارات العسكرية".

قوات صقور الصحراء وحكم اللصوص

ونشأت قوات صقور الصحراء على يد الأخوين محمّد وأيمن جابر "اللذين يجسدان صعود المهرّبين إلى السلطة". وفي سنة 2013، أصدر الأسد مرسومًا يسمح لرجال الأعمال في القطاع الخاص بتأسيس ميليشياتهم للدفاع عن أموالهم، بحسب شنايدر. "بجرّة قلم، سلّح النظام كليبتوقراطيّيه خواصّه". (كليبتوقراط: حكم اللصوص). ومع أنهم يعلنون ولاءهم لدمشق إلا أنّهم عمليًا "مستقلون" عن سلسلة الأمر والتمويل والتجنيد المرتبطة بدمشق. "هذا القدر من الاستقلالية يمكن أن يؤدي إلى احتكاك على أرض المعركة"، كما حصل في مارس(آذار) الماضي في تدمر حيث اتهم جابر قوات النمر بإطلاق النار عمدًا على موقع له، حيث قُتل تسعة من مقاتليه وجُرح عشرات آخرون، بحسب الباحث.

كيفية إبقاء الأسد على مقاتليه.. سعداء

وكتب شنايدر عن استغلال موالي الأسد لحصار المدن وفرض خوات على المحاصَرين، حيث يشير إلى أنّ هؤلاء يحصلون على ملايين الدولارات شهريًا. "محاصرة المدنيين وفرض الخوات عليهم هما حاجة اقتصادية للنظام كي يبقي العديد من قواته الموجودة على أهم الجبهات، مموّنًا وسعيدًا".

خليط فضفاض من أمراء الحرب

بغض النظر عمّا تشير إليه الألوان الحمراء (سيطرة النظام) على الخرائط، "يحتفظ بشار الأسد بسلطة ذات معنى ضئيل على معظم المناطق التي يُقال إنّه يحكمها". ومن هنا، سيكون هنالك تناقض في المصالح بين المقاتلين المحليين المؤيدين للنظام، كما بين دمشق وداعميها الخارجيين". ولفت شنايدر إلى أنّ "انتخابات" أبريل(نيسان) البرلمانية في سوريا، شهدت "تحولًا هيكليًا من دولة مركزية إلى خليط فضفاض من أمراء الحرب" حيث خسر بعثيون مقاعدهم لصالح مهرّبين مغرورين، وقادة ميليشيات وزعماء قبائل".

سؤال ورسالة إلى الغرب

ويثول شنايدر: "في حين أنّ إزاحة الطاغية قد يشعل صراعًا داخليًا بين أمراء الحرب الناجين، لن يعني ذلك على الأرجح إنهيارًا لقواتهم وذبحًا (لسكّان) قراهم. اللاذقية لا تُحمى من قبل الفرقة الرابعة الوهمية بمعظمها (والتابعة) للجيش العربي السوري، بل من محمّد جابر" ومقاتليه.

وإذا لم يكن هنالك طبقة عسكرية قد تنعش الدولة، وإن كانت الميليشيات الموالية تعتمد على نفسها في التمويل، "إذًا الوضع ليس كما يفترض صنّاع القرار الغربيون". وردًّا على الدعوات الغربية في الحفاظ على مؤسسات الدولة يتساءل شنايدر متعجبًا: "كلّ هذه المعاناة – للحفاظ على ماذا تحديدًا؟"

ويتوجّه الباحث إلى الأمريكيين كاتبًا: "الدولة السورية ذهبت إلى الأبد. عند هذه النقطة، قطع رأس سريع قد يكون مفضّلًا على الإنفجار الداخلي المطوّل".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً