عادت بصحبة زوجها الأسبوع المنقضى، من دولة خليجية، لقضاء إجازة العيد فى مدينة "شرم الشيخ"، استأذنها زوجها للسفر إلى محافظته الصعيدية لتهنئة والدته المُسنة وأختيه بالعيد، الزوجة القادمة من حياة فقيرة بائسة كانت اشترطت على زوجها ألا تسافر معه إلى الصعيد فى فرح أو ترح، والأخير وافق صاغرا، أذلّه جمالُها الطاغى، ولم ينتبه إلى عقلها المتواضع، وظروفها الاجتماعية المتدنية، انتهزت غياب رجلها الذى نقلها من الفقر المدقع، إلى مستوى متميز من الحياة، تجاذبت الحديث مع صديق قديم على "فيسبوك"، كان بينهما حب مكتوم قبل زواجها، لكنه حب لم يبصر النور، بسبب رفض والده، طالت المحادثات بينهما، وتحولت من العبارات والألفاظ المتحفظة فى بادئ الأمر إلى ما سواها، تواعدا، تناولا العشاء فى أمسية لطيفة فى أحد المطاعم بـ"مول كبير" على أطراف القاهرة، بعدها طلبت منه دخول حفلة الواحدة صباحا لمشاهدة فيلم أجنبى، القاعة كانت شبه خاوية، ولكن مشاهد الفيلم ساخنة، سقطت خلالها كثير من الحواجز، الصمت سيد الموقف، المشاعر أقوى من الكلام، لم يكملا الفيلم، نظراتهما اتفقت على مغادرة القاعة، الساعة تدنو من الثالثة صباحا، استقلا سيارته، تمددت بجسدها الغض فى المقعد الأمامى، وغاصت فيه، وكشفت عن ساقيها وأعلى صدرها، تفوقت على "بلقيس" فى إغواء "يوسف"، صديقها يتململ، يحاول لمّ شتاته المبعثرة حتى يتمكن من قيادة السيارة، لم يكن يحلم بأكثر من لقائها والحديث معها، الآن غدت الفرصة مُتاحة لأبعد من ذلك، الزوج المنكوب لن يعود قبل ثانى أيام العيد، الفريسة تترقب، الصديق ينطلق بسيارته إلى شقته، وفيها عانقا الرذيلة حتى مطلع الفجر، استيقظت بعد سُبات عميق دام ساعات، والتقطت هاتفها المحمول الذى اشتراه لها زوجها قبل أيام بمناسبة عيد ميلادها، وجدت منه أكثر من 10 مكالمات، عاودت الاتصال به على مضض، بينما كان صديقها عاريا بجوارها لم يستيقظ بعد، قالت فى غضب: خير فيه إيه كل دى مكالمات، إيه اللى حصل؟ فأجاب الزوج الصعيدى المهذب: "معلهش يا حبيبتى.. مش هقدر آجى تانى أيام العيد، أمى تعبت جدا، ونقلتها المستشفى، وهتعمل عملية صعبة فى القلب، ولازم أكون جنبها"، فتظاهرت بالغضب، وأردفت: "ما أنا بنت البطة السودا، بالذمة مش مكسوف من نفسك، يعنى أنا أعمل إيه دلوقتى، مش إحنا حاجزين فى شرم، خلى أمك وأخواتك ينفعوك"، ثم أنهت المكالمة، استيقظ صديقها على صوتها العالى، دنا منها فتدلى، واستأنفا رحلتهما البائسة مع الضياع، ولما قضى منها وطرا، استلقى على ظهره، وفى لحظة عابرة، استدعت ذاكرته دون استئذان حيثيات رفض والده الزواج منها، قبل نحو 4 سنوات، عندما كان يردد عليه حديثا ضعيفا يُنسب فيه إلى الرسول الكريم نصه: ” إيّاكم وخضراءَ الدِّمن” قالوا : وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال:” المرأة الحَسناء في المنبِت السوء” ؟
كتب : مختار محمود