المتعجلون يختتمون مناسك الحج بطواف الوداع.. رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان.. 4.2 مليارات ريال تكلفة جسر رمي الجمرات

مناسك الحج

يختتم اليوم حجاج بيت الله الحرام المتعجلون مناسك الحج من خلال طواف الوداع في ثاني أيام التشريق حيث تدفق جموع الحجيج صباح اليوم على منشأة جسر الجمرات لرمي الجمرات الثلاث، كما رموها أمس اتباعًا لسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة.

ويعرف طواف الوداع بأنه نسك يؤديه الحاج قبل خروجه من مكة المكرمة بعد أداء مناسك الحج، فبعد أن ينتهي الحجاج من رمي الجمرات ومغادرة مشعر منى، وأرادوا الخروج من مكة والعودة إلى بلدانهم بعد الانتهاء من المناسك وجب عليهم أن يطوفوا طواف الوداع، وذلك بأن يطوفوا حول الكعبة سبعة أشواط، ويصلوا خلف مقام إبراهيم- عليه السلام- ركعتين ختاما للمناسك وليكون آخر عهدهم المسجد الحرام قبل مغادرتهم لمكة المكرمة، وذلك لما ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عباس أنه قال: “كان الناس ينصرفون من كل وجه”، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: « لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت»، بمعنى أن طواف الوداع واجب على كل الحجاج، باستثناء الحائض والنفساء. وبعد الانتهاء من الطواف يخرج الحجاج من مكة عائدين إلى بلدانهم.

ويقوم اليوم المتعجلون برمي الجمرات الثلاث في مشعر مِنى، ثم التوجه إلى بيت الله العتيق بمكة المكرمة لأداء طواف الوداع، حيث تدفقت جموع الحجيج على منشأة جسر الجمرات لرمي الجمرات الثلاث، كما رموها أمس اتباعًا لسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة.

وفيما أنهى بعض الحجاج رمي الجمرات منذ الصباح، عاملين بالفتاوى التي تجيز الرمي قبل الزوال، يتوجه غالبية الحجاج إلى رمي الجمرات بعد زوال شمس اليوم (بعد الظهر) لرمي الجمرات الثلاث، وهو الوقت الذي يشهد فيه جسر الجمرات ذروة في عدد الحجاج.

وإذا رمى الحاجُ الجمارَ اليوم (12 من ذي الحجة) "ثاني أيام التشريق"، كما فعل في اليوم الأول، أباح الله له الانصراف من منى إذا كان متعجلًا، وهذا يسمى النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير، بشرط أن يخرج من منى، قبل غروب الشمس، وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.

وبعد رمي الجمرات، يتوجه الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع اتباعًا لقوله تعالى: "فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ".

وسيمكث الحجاج الراغبون في التأخر إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في مشعر منى، ويرمون في ذلك اليوم الجمرات الثلاث، كما رموها في يومي الحادي عشر والثاني عشر مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، يتوجهون بعدها إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع.

ويأتي رمي الجمار تذكيرًا بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.

والجمرات الثلاث في منى هي عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه بها سيدنا إبراهيم عليه السلام.

وجسر الجمرات هو جسر يوجد في منطقة منى في مكة المكرمة وهو جسر مخصص لسير الحجاج لرمي الجمرات أثناء موسم الحج.

وبدأ مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به، الذي تقدر تكلفته بنحو 4.2 مليارات ريال (1.7 مليار دولار) عام 2006، وذلك عقب وقوع حادث تدافع بين الحجيج على جسر الجمرات في يناير من العام نفسه أسفر عن وفاة 362 حاجًا.

ويتكون الجسر الذي يبلغ طوله 950 مترًا وعرضه 80 مترًا من 4 أدوار وطابق أرضي. ووفقًا للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقًا و5 ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً