طرح الصحفى والروائى النابه "محمود الغول" سؤالا مباغتا، على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى، نصُّه: "هو ليه نادر لما تلاقي بنت دمها خفيف"؟.. وهذا سؤال، لو تعلمون، عظيم، فالمرأة المصرية، بكرا كانت أو ثيّبا، هى أكبر مصنع للنكد والكآبة والأحزان فى الكون، لا أعتقد أن أيا من قارئى هذه السطور، التقى فى حياته فتاة خفيفة الظل، تلقى "إيفيها ساخرا"، أو على الأقل تضحك على "إيفيه ساخر"، أو حتى تفهمه، ظلها الثقيل سيد الموقف دائما، إن ضحكت، فلا تضحك إلا على توافه الأمور، أو تضحك نكاية فى صديقة ألمّت بها مصيبة، أو شماتة فى رئيسها فى العمل، لأن "دمه تقيل على قلبها البغيض، أو تشفيا فى عروس لم ينته حفل زفافها على خير، الدراسات العلمية أثبتت أن المرأة ثقيلة الظل دوما، وأرجعت ذلك إلى هرمون يدعى " الأركوسترآ "، الذى يتوافر بكثرة لدى الرجل وينعدم لدى المرأة، وهذا الهرمون يفرز أنزيمات للمخ، ينتج عنه تلقائية السخرية لدى الرجل، ولو لم يخلق الله هذا الهرمون، لظلت المرأة المصرية على الأقل الأثقل ظلا، ليس من الرجال فقط، ولكن من الثعابين والحيات والأمراض المعدية والمزمنة، وساء أولئك رفيقا، المرأة المصرية تتغذى فى بطن أمها على "تقل الدم"، على الكراهية البغيضة، على العنجهية الكدابة"، و"الغرور الوهمى"، وعندما تبصر النور، يتضاعف ثقل ظلها، مع إشراقة شمس كل يوم، هناك فتيات ونساء، يفوقهن الغرابُ جمالا وبهجة، ولكنهن يؤمنّ إيمان أهل قريش بالأصنام، بأنهن أجمل من القمر فى ليلة التمام، النساء وراء كل مصيبة، فمن بين صفوفهن خرجت من قتلت والديها، ومن مثلت بزوجها، ومن باعت فلذات أكبادها من أجل عشيقها، ومن ملأت الدنيا غدرا وخيانة وقبحا، وليس هناك دليل على "تقل دم" المصريات، من أن الفن المصرى لم يعرف طوال تاريخه عددا وافرا من فنانات الكوميديا، فخلال فترة الخمسينيات والستينيات ومطلع السبيعينيات، لم يكن هناك سوى "مارى منيب"، وهى لبنانية، و"زينات صدقى" فقط، وحاليا ليس من بين فنانات مصر فنانة كوميدية قادرة على الارتجال والسخرية والنقد اللاذع، إلا إذا اعتبرنا "نشوى مصطفى" و"لقاء الخميسى" من أهل الكوميديا، لا سمح الله، أو صنّفنا الممثلة "انتصار" كوميديانة، وهى التى عندما ارتجلت بغرض الإضحاك يوما ، قالت: إنها كانت ولا تزال تشاهد أفلاما إباحية، ومن أجل ذلك، أقول لك يا غول: لن تجد بنتا دمها خفيف إلا فى حالة وحيدة فقط، وهى عندما يدخل الجملُ فى سمّ الخياط.
كتب : مختار محمود