كتاب الحب

كتب : ندى حفظي

"يارب قلبي لم يعد كافيا.. لأن من أحبها تعادل الدنيا.. فضع في صدري واحدا غيره.. يكون فيه مساحة الدنيا".. كلمات بسيطة تغنى بها قيصر الغناء العربي كاظم الساهر بعد أن كتبها الشاعر الكبير نزار قباني، ورغم البساطة في التعبير إلا أنها كلمات ترصد عواطف جياشة وأحاسيس إنسانية تفوق الوصف وتتخطى كل الحواجز العقلية.

لم يتوقف القيصر يوما عن التغني بحبه لفتاته وحبيبته التي تكفيه عن باقي نساء العالم وتعتبر هي كل الحياة، عبر كتابات الشاعر السوري نزار قباني الذي أفرد مساحات شاسعة للحديث عن الحب بكل جوانبه الجميلة وكذلك الحزينة، ولكن نزولا على أرض الواقع لا نجد قصص العشق الكامل بهذا الشكل متواجدة في وقتنا الحالي وإن وجد تتخبطه مشاكل الحياة اليومية ومتاعبها الكثيرة.

لم يعد لهذا الحب الأصيل وجود وسط واقع مصري يعيشه شباب فقد الأمل في الحصول على كفايته فقط من العيش وليس العيش الكريم الذي يمكنه في النهاية من الزواج بحبييته، بل اكتفى الشباب والبنات ببعض المشاعر الباردة والباهتة وأغلبها عبر الهاتف المحمول أو الرسائل النصية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يمكن لوم أي من الطرفين.

200 قتيلا راحوا ضحية آخر مركب للهجرة غير الشرعية، شباب قادهم فكرهم لركوب البحر بطرق خاطئة ليتوجهوا إلى مصير مجهول على أمل الحصول على المال اللازم لهم كي يعيشوا كبشر وليس مجرد "ترس في آلة" ولو بحثت ستجد كثيرًا من هؤلاء الشباب كانوا يبحثون عن هذا المال لاكمال نصف دينهم بالزواج من حبيباتهم ولكن الفرح تحول إلى مأتم.

وعن البقية من الشباب فهم يلفون في دائرة مفرغة مكونة من ضغوط العمل غير الجيد – إن وجد- والذي يمنح أغلبهم القليل من الأموال التي لا تتناسب مع المجهود المبذول وكثير منهم يتوجهون للعمل في أكثر من جهة، وظروف اجتماعية واقتصادية لا توفر الأساسيات للاستقرار النفسي، مما يترتب عليه شخص مكون من مجموعة ضغوط بلا رفاهية أو حب.

والخلاصة.. أن الاتهامات المختلفة التي توجه للشباب بأنه يستخدم الحب كوسيلة لجذب الفتاة واللعب بقلبها وقضاء وقت فراغه رغم حدوثها بالفعل بواسطة البعض منهم إلا أنها تظلم الكم الأكبر من هذه الفئة لكون الأمر يتخذ من منظور واحد فقط، ولكن دعونا نتفاءل قليلا بالبحث عن الحب الحقيقي داخل ذاتنا أولا ليمكننا تقديم هذا الحب للطرف الآخر فور عثورنا عليه لنجاهد معا في حياة تحتاج لكثير من الحب حتى يتحقق النجاح.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً