أبطال حرب أكتوبر هم خير من يحكوّن عن هذه الملحمة العظيمة، في اليوبيل الماسى للذكرى ال43 لإنتصارات أكتوبر، والذى جاء تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى لهم خلال الإحتفال بذكرى النصر بالتصديق على وضع الوسام العسكرى علي علم القوات المسلحة تقدير لدور رجال القوات المسلحة الحاليين والقدامى لما بذلوه من تفاني وتضحيات في سبيل الوطن وحماية شعبه.
"أهل مصر " التقت مع أبطال 9 قصص إنسانية لأبطال حرب أكتوبر سطب التاريخ بطولاتهم وذكرياتهم مع زملائهم خلال فترة استرداد الكرامة والعزة.
الرقيب ابراهيم عبدالعال: صديقي فتحي طلب ألا تتأخر أمه لأنه سبقها للجنة
لم يكن يعلم الرقيب ابراهيم عبد العال بالكتيبة 16 انها المرة الأخيرة التي يستمع فيها الي صوت صديقة فتحي عمر الذي لازمه طوال فترة الحر، والذي أوصاه أن يحضر فرحه عندما يستشهد والا تقام له جنازة.
ويقول إبراهيم عبد العال أحد ابطال اللواء 16 التي كانت تحت قيادة المشير طنطاوي: حتى الآن اسمع أصوات زملائي وكأنني مازلت داخل الفرقة 16 وانتظر أيًا منهم يأتي إلي ليناولني كوب الشاي كما اعتدنا، "صبحي يعقوب وفتحي عمر الذين عاشوا معي لـ 6 سنوات كنا نأكل ونشرب وننام ونتدرب سويًا".
وتابع:"كنا نتنافس على الأعلى مهارة وكل منا يحاول أن يكون الافضل وأن يتم اختياره للمهام الصعبة، لم نكن نفرق بين من منا المسلم ومن المسيحي وكنا علي قلب رجل واحد، كانوا أعز اتنين عندي وعشنا داخل خندق واحد تحت الأرض نحكي مساء كل ليلة آلامنا وظروفنا وأحوالنا جمعتنا محافظات متفرقة ولكن توحدنا علي الجبهة".
وأردف:"كنا لا ننتظر إلا الحرب والكل كان يسعي للشهادة وعندما انطلق اليوم الموعود كنت اشعر معهم بالسعادة لأن الحرب بدأت وانطلقت تكبيراتنا لتعلن عن الانتصار ورفضت،نا وعمر،ن نفطر في رمضان، بينما أصر يعقوب على مشاركتنا وعدم تناول الطعام احتراما لنا، وبدأت الانطلاقة الحقيقية لدورنا في يوم 7 اكتوبر داخل المجموعة رقم 16 والتي لقبت بـ"الفهد" لكونها وحدة متميزة تقوم باستهداف الدبابات من خلال صاروخ صغير لا يتعدي ال 68 سم ولكنه كان قادر علي تدمير الدبابات".
واستطرد:"قمنا بالتمرين عليه لمدة شهرين وتمكنت أنا وزملائي وكان من بينهم محمد عبد العاطي من إحداث خسائر كبيرة في دبابات صفوف العدو وفي نهاية كل يوم من الحرب كنا نحتفل بهذه الخسائر فخرج في اليوم الاول ليتباهي عبد العاطي بأنه دمر 4 دبابات، بينما أقول انني نلت من 3 دبابات للعدو وبينما قام فتحي عمر بتدمير دبابتين ومدرعة ويعقوب دبابتين".
وأكد:"كلما زادت عدد الدبابات زاد الحماس في نفوسنا بأن يوقع كل واحد منا اكبر عدد من الدبابات في مهم اليوم التالي وبعد بدء الحرب ب بأسبوع سهر معي فتحي عمر وصبحي يعقوب وكنا نتحدث في أننا حققنا خطوات جيدة وأننا بعد الحرب قالي لي فتحي عمر أنه سيعود الي أمه وبلدته التي تفتخر به، وطلب مني أنه في حال الشهادة أن أذهب الي أمه وأبلغها أن بضرورة إقامة منصة له للفرح بدلا من سرداق العزاء وتفرح أن ابنها سبقها إلى الجنة وقولها إني مستنيها هناك، ومتتأخرش عليا عشان هيا وحشاني".
واستكمل حديثه:" كأنه يشعر انه اقترب من الموت وانه سينال ما تمني حيث اصابته شظايا قذيفة في اليوم التالي مات علي اثرها ولم أتمكن من إنقاذه وسط ويلات الحرب، فالحرب لا يمكن التوقف فيها عند صديق أو أخ أو حتي ابن، ولكن لم أدرك ألم الفراق الا عندما عدت الي المجموعة مساء ذلك اليوم وأجد مكانه خاويا بدونه، وظللت انظر اليه وكأنني انتظره يعود".
اللواء نبيل أبو النجا: نفذت حكم الإعدام في خطيب الجاسوسة هبة سليم.
اللواء نبيل أبو النجا قائد موقعة رأس العش، والتي تمكن من خلالها اختراق والدخول خلف صفوف العدو، يروي لنا ذكرياته من "الأيام الخالدة" -كما وصفها- ويقول:"أن هذه الأيام لن تستطع كتب التاريخ رصدها مهما كانت وأننا كنا نحث ونتنافس في المعاناه فكل منا يريد أن يحفر اسمه في اعمال بطوليه تخلده وتقدمت بالسير في الصحراء 70 كيلو متر ووصلنا خلف خطوط العدو بعد اختراقها باستخدام الجمال بعد فشل محاولتين ونجاح الثالثة وتوصيل المؤن والذخائر لإحدى الوحدات فهي رحلة أقل ما توصف به أنها رحلة إلي جهنم".
وأضاف:"استطاعنا السير 70 كيلو مترًا خلف خطوط العدو ومعه عدد من الجمال تحمل مؤنًا وذخيرة لكتيبة صاعقة في رأس سدر وكنت وقتها برتبه العميد نبيل أبوالنجا وحملنا أرواحنا علي أيدينا فالحياة كانت بالنسبة لنا متر أرض وشويه تراب وكانت لي الشرف بالمهمة المستحيلة بنجاح ووصلت بالجمال عندما تعذر الوصول بالطائرات، ونجح رجال الصاعقة بالوصول خلف خطوط العدو لإمدادهم بالمؤن".
وأوضح:"خطورتها الحقيقية أن الحرب كانت علي أشدها أيام 10 و11 و12 أكتوبر، فمع كل تدريب أو مهمة كنت أقوم بها كنت أري الموت بعيوني، ويروي لنا عن أكثر المواقف التي مازالت تمثل له سعادة فيقول: من أكثر المواقف إيلاما لي والتي أثرت بداخلي جدا لدرجة لا يمكن محوها من الذاكرة هي الخيانة التي تعرضنا لها، والتي جسدها فيلم السقوط إلي الهاوية، ولكنه جانبه بعض التحريف تحت مسمي الإبداع الفني، ولكن فاروق الفقي كان مقدم مهندس، وكان السبب في ضرب وحدات الجيش وكان المقدم نبيل شكري أيامها هو رئيس الوحدة وعندما كان ينزل في إجازة كان هو المناوب له وأثناء عمليات العبور للقناة كان يقوم بالإبلاغ عنها لخطيبته التي كانت جاسوسة فيقوم الجانب الإسرائيلي بضربها وسط المياه أو يتم تحويطها، فضلا عن ضرب مدرسة الصاعقة في 6 يناير 1970 وبعدها بشهر في 7 فبراير من نفس العام".
ولفت:"الجانب الإسرائيلي انتقاما من عمليات العبور دك هذه الوحدة، وشعرنا أن هناك حالة غريبة وقبل الحرب تم اكتشاف أنه العنصر الخائن بيننا وكانت المعلومات تبلغ من خلال أبنه خالته " هبه سليم"، وكان لي شرف أن أكون قائد كتيبة الإعدام التي نفذت فيه الحكم وكنت أشعر بسعادة غامرة أن أخذ بثأر من راحوا ضحية الغدر والخيانة من أصدقائي وزملائي في الوحدة، وشعرت أن ربنا كريم أنني من قمت بتنفيذ هذا الحكم لأن ثمن الخيانة هو الموت ولا بديل عن هذا العقاب".
اللواء ممدوح عطية: الخبيري طوال فترة الحرب لا ينطق سوى الشهادة استعدادا لمواجه الموت في أي لحظة
من داخل مركز قيادة العمليات في حرب أكتوبر يتذكر اللواء ممدوح عطية، أحد أبطال سلاح الحرب الكيماوية، تفاصيل المعركة ويقول: "سلاح الحرب الكيماوية الذي يعد الأداة المحصنة لجنودنا ضد أي أسلحة كميائية يستخدمها العدو وكانت لدينا قاذفات اللهب والدخان، والتي نستخدمها لإخفاء المعابر حتي لا يتمكن العدو من تحديد الهدف والضرب علي القوات المصرية".
وأكد:"في الوقت نفسه نحدد الأهداف للطيران المصري لضرب العدو، من خلال علامات معينة متفق عليها، فضلا عن الأجهزة التي تقوم برصد ومعرفة ما قام العدو باستخدامه من اسلحة كميائية أو ذرية أو بيولوجية، ولدينا أساليب عديدة للوقاية منها، وتعد قاذفات اللهب الخفيفة هي أكثر ما تم الاعتماد عليه من خلال هذا السلاح والتي استخدمها البطل الشهيد محمد الخبيري في نطاق هجوم الجيش الثالث".
وتابع:"كان الخبيري طوال فترة الحرب لا ينطق سوى الشهادة استعدادا لمواجه الموت في اي لحظة، وعندما اقترب من إحدى الدوشم للعدو الإسرائيلي، ووجه قاذفاته الحارقة الي داخل الفتحه التي يأوي اليها الجنود الاسرائيليين، مما أدي إلي انفجارها وموت كل الصهاينة الموجودين في الدوشمة، الا ان أحد الجنود الاسرائيلين رد انتقاما ليصوب تجاهه وابل من الرصاص ليخترق جسده أكثر من 200 طلقة وتصعد روحه الي السماء ويكون جسده افتدي مجموعته كاملة دون ان يصيب أحد رصاصة واحدة، ويلقي ربه شهيدا بعد أن كانت آخر كلماته لا إله الا الله محمد رسول الله، ليكون نموذجا للشاب المصري البطل والذي سجل اسمه بحروف من نور في تاريخ الحروب".
الرائد سمير نوح: أهدرنا صواريخ العدو
لم أصدق أننا نحتفل بالذكري الـ42 لاحتفالات أكتوبر العظيمة وكأن ما حدث كان بالأمس، هكذا يروي لنا الرائد سمير نوح، أحد أفراد الصاعقة البحرية بمجموعة 39 قتال، تفاصيل المعركة قائلا: "أول عملية قمنا بها كانت 4 يوليو 1976 وقمنا بتفجير أكثر من مليون ذخيرة ومعدات استولي عليها العدو اعقاب حرب 1967 بعد انسحاب قواتنا المصرية ودمرنا أكثر من مليون صندوق ذخيرة حتي لا يستخدم العدو سلاحنا في محاربتنا وتوالت بعدها العمليات، والقوات الأمريكية أهدت اسرائيل صواريخ لتجربتها علي القوات المصرية وبدأت تضرب على السيارات التي تسير في الطريق الموازي علي الضفة الغربية من الإسماعيلية إلى بورسعيد".
وأوضح:"كان لدينا خلالها الخبراء السوفييت وكانوا يريدون الحصول علي صاروخ واحد من هذه الصواريخ التي كانت تضرب علينا وكان يقود مجموعتنا النقيب اسلام توفيق قاسم والذي كان معني باختيار أحد العناصر وحدته للعبور بحرا في سرية للحصول علي أحد هذه الصواريخ لفحصها، وتم اختيار زميلنا الرقيب عبد المنعم أحمد غلوش وعبر القناة الي المنطقة التي تم الاستطلاع عليها والتي يضرب منها الصواريخ وبدلا من احضار صاروخ واحد قام بإحضار 3 صواريخ".
وتابع:"قال الخبراء الروس في مذكراتهم أن المصريين رجال المستحيل لأنهم طلبوا صاروخ واحد لفحصة ومعرفة مداه وتم الحصول علي 3 وبالفعل تم فحص الصواريخ وتبين ان الصاروخ مداه 5 كم وقمنا بعدها بابعاد المواقع المستهدفة الي 2 كم للوراء حتي لا يطالها القذف، واصبحت الصواريخ الاسرائيلية لم يعد لها اي لازمة وما أن عاد عبد الله قمت بنفسي لاعد له الشاي وكأن مذاق الشاي مازال في فمي حتى الآن".
اللواء أحمد كمال المنصوري: طلبت من ربي ألا أموت شهيدا..وأشوف بعيني هزيمة إسرائيل
30 ثانية تفصل بين الموت والحياة داخل سلاح الطيران، فعندما يصاب جسد الطائرة يعلم قائدها أنها ستنفجر خلال نصف دقيقة لاحتوائها على 2000 لتر من الجاز، والذي يجعلها قنبلة سريعة الاشتعال، هذا ما يرويه لنا اللواء أحمد كمال المنصوري، الذي لقب بالطيار المجنون.
وعن تفاصيل وذكرياته مع الحرب يقول:"أن أكثر المواقف المؤثرة في ذاكرة الحرب بالنسبة لي كانت المعركة الأخيرة والتي وقعت يوم 24 أكتوبر وهو اليوم الأخير قبل قرار إيقاف اطلاق النيران وخرجنا أنا وزملائي في طلعات انتحارية قوتها من 4 -6 طائرات لمواجهة 30 طائرة اسرائيلية طارت فوق الجيش الثالث ليحتلوا مدينة السويس ولم يتمكنوا من مطمعم اللئيم ووقفنا لهم وقفة رجالة وكان معي طيار بطل اسمه الشهيد سليمان ضيف الله وأثناء المعركة واطلاق النيران علي طائرات العدو المعتدية استهدفت طائرته بصاروخ وأصبح أمام الطائرة 30 ثانية حتي يتم تفجيرها لأنها تحتوي علي الفين لتر جاز مما يسرع من عملية تفجيرها".
واستطرد:"طلبت منه أن ينجي بنفسه من الطائرة وان يطلق المظلة ولكنه رفض، وقال لي فيه طائرة أمامي لازم اضربها وحلف ما يترك الطائرة، قبل استهداف طائرة العدو وأصر علي المقاومة حتى النهاية، وبالفعل تمكن من ضربها في أخر لحظة، وأصيبت نيرانه مخ الطيار، وقفز بالمظلة في اللحظة الاخيرة وما أن قدماه لامست الارض وأطلق عليه طيار إسرائيلي نيران مدفعه مما تسبب في بتر ساقه من ناحية الحوض وخرجت احشاؤه واستشهد".
وتابع:"كأن المشهد أمام عيني كالكابوس لا يمكن أن يفارقني ورغم حزني علي فراقة الا انني سعيد باستشهاده كما كان يتمني ويطلب من ربنا دائما في صلاتنا وكان يقول لي أنا عايز أموت شهيد بينما أقول له أنا أطلب من ربنا أن ينظرني حتي أري هزيمة الاسرائيليين بعيني".
اللواء نبيل شكري: حطمت أول طائرة ميراج إسرائيلية
أحد ابطال سلاح الطيران اللواء نبيل شكري، الذي قائد اللواء 102 مقاتلات الطائرات، والذي قام باسقاط أول طائرة ميراج اسرائيلي في موقعة رد الاعتبار، ويحكي عن ذكرياته مع حرب أكتوبر قائلًا: "كنت مقاتل في سرب مقاتلات ليلية من طراز ميج 21 أف إل في قاعدة إنشاص الجوية، وعندما نجحت إسرائيل في تدمير طائراتنا على الأرض في 1967نظرًا لعدم وجود أجهزة رادار كافية لتنذرنا قبل هجوم العدو، وإلا كنا أقلعنا وواجهنهم حيث يستغرق الاقلاع بالطائرة نحو 3 دقائق فقط، لكنهم دخلوا ودمروا الطائرات بقنابل الممرات".
وأضاف:"حينها وجدت ممر فرعي سليم ولم يتأثر من الهجوم، وكان طواله نحو 900 متر، وكان لدينا عدد من الطائرات بين الشجر الكثيف هناك الذى لم يتضرر من الهجوم، واتصلت بالفنيين ليجهزوا طائرة كان يتواجد بها صاروخين موجهين، لأنجح في الإقلاع، وإسقاط قائد تشكيل طائرة ميراج، وكانت تلك أول طائرة إسرائيلية نسقطها بواسطة طيار من قواتنا الجوية".
وتابع قائلا: "الحرب رغم وحشتها وضراوتها الا أن ها العديد من الملامح الانسانية والتي أتذكر منها موقف النقيب طيار بهاء فريد، وكانت زوجته في حالة وضع وقت الحرب، واتصلوا به ليقولوا أن وضعها صعب ليبلغني بانه يريد النزول الي زوجته ولم استطع وقتها أن أمنحه أذن بالنزول، وتحدثت في أمره الي اللواء حسنى مبارك ليقول لي أمنحه الاذن بالنزول فورا، ولكن هذا الطيار العظيم رفض عندما بدأت الحربي وقال لي"لا يا فندم.. مش هنزل وأسيب الحرب" لأبلغ "مبارك" فيرسل وحده طبية ليعتنوا بزوجة الطيار والتي دمت لها أكتر من لو كان هو موجود بجوارها".
اللواء عبد اللطيف غنيم: الجندي عبد المقصود تسبب في افشال الصواريخ الاسرائيلية
كانت لحرب 1967 عظيم الآثر والدروس الكبرى التي قادتنا إلى النصر في حرب أكتوبر 1973، بهذه الكلمات بدأ اللواء عبد اللطيف غنيم، قائد كتيبة الصواريخ بحرب أكتوبر، يروي لنا تفاصيل المعركة قائلا: "بدأنا بوضع 6 كتائب على جبهة القتال، وكان يأتي الطيران الإسرائيلي على ارتفاع منخفض ليستطيع الهجوم علينا، وكان ذلك أحد الأخطاء الرئيسية لإسرائيلية لأنها أظهرت في حرب الاستنزاف أسلوبها وتكتيكها العسكري المتفوقة فيه، وبالتالي استفدنا من هجماتهم في معرفتنا بكيفية التصدي له، وتحقيق النصر، ثم أخذت أشكال الصواريخ في التطور لنقلل المسافة بين الكتيبة والأخرى ونزيد من أعدادها ثم لنجعلهم كتيبتين بشكل صفين، بحيث تؤمن كل كتيبة الأخرى بحيث يتواجد كتيبتين في الأمام والأخرى بالخلف".
وأوضح:"أصبح هناك أكثر من 100 كتيبة على جبهة القتال فيما يُعرف بـ"حائط الصواريخ"، وكان لدى ضابط احتياط بالكتيبة يعمل بالشئون الإدارية ويُدعى "عبدالمقصود"، جاء ليطلب تجهيز وجبات إفطار ساخنة للجنود فجاء بما يشبه المقطورات مثل "حلل البرستو"، ليضعها على حدود الكتيبة على بعد من 20 إلى 30 متر من صواريخنا، وكان أول صاروخ حرارى يتم ضربه من إسرائيل على كتيبتي، وهى يتحرك لدرجة الحرارة، وكانت هناك درجتنا، الأولى من صواريخنا والثانية من الطعام ليأخذ الصاروخ محصلة الطرفين وينفجر بالجبل، ثم أبلغنا قائد اللواء ليبلغ قيادة القوات لنتخذ إجراءات بكل كتائبنا بأن نأتي بـبرميل فاضي ونملئ نصفه بالرمال، والنصف الآخر بسولار ونشعل به النيران، وهو ما أفشل الصواريخ الحرارية الإسرائيلية".
اللواء وسام حافظ: استشهاد عصام الدالي سبب رفضي الاستمرار في الخدمة بعد انتهاء الحرب
لحظات الفراق هي أصعب اللحظات التي قد تمر على أي إنسان، وهو ما أكده اللواء ربان وسام، حافظ قائد الوحدات الخاصة بالبحرية المصرية والذي يحكي لنا تفاصيل وذكرياته مع الحرب قائلا:"لحظة الحرب كانت مثل الرجل الذي لم ينجب وبعد سنوات من الزواج رزقه الله بمولد، هكذا كانت لهفتنا وفرحتنا بالحرب، ومن المواقف التي لن انساها ابدا أن في أحد العمليات أستشهد أعز الناس الي قلبي وهو الشهيد عصام الدالي في عملية الكرنتينة، وكنا نهاجم اللنشات الاسرائيلية وللاسف اللنشات هربت بمجرد قدومنا".
وتابع:"قرر إبراهيم الرفاعي نسف الرصيف "المرسي" وتم تلغيم الرصيف ولكن ابراهيم الرفاعي لم يعجبه هذا الانفجار الذي حدث، واعتبره غير كافيًا، وذهب مرة أخري لزرع العبوات وفي ذلك الوقت تلقينا اشارة من البر الغربي بالاتصال مع اللواء مصطفي كمال حول انذار بقدوم دبابات اسرائيلية باتجاهنا، مما جعل عصام الدالي، يدفعنا لأن ندخل باللنش علي ابراهيم الرفاعي لابلاغة ووجدنا قذيفة دبابات باتجاهنا ووجدت أننا لو استمرينا باللنش سوف تخترقنا القذيفة فاتخذت قرار بايقاف اللنش حتي تمر القذيفة من أمامنا، ولا يتم حدوث أي اصابات".
وأضاف:"لكن للاسف القذيفه لمست المياه وعملت انكسار للقذيفة مما أصابت رأس الشهيد المجند عامر وكان علي مقربة 20 سم بيني وبينه واستشهد عصام الدالي وبقيت الشظيا تمليء اجساد بقية المجموعة واصبت في رقبتي ووجهي، والحمد لله استطعت انقاذ اللانش بعدد من القذائف الاخري ولابد من احساس وسرعة اتخاذ القرار، ولابد أن اي واحد يقدر الموقف، والحمد لله أستطعت أن أوصل بالشهداء إلي البر الغربي بسلام وبعدها قام ابراهيم الرفاعي ولم يهدأ حتي قام بضرب الدبابة التي القيت علينا القذيفة، ولكن بعد استشهاده لم استطع الاستمرار بالخدمة وقررت الخروج بعد فقدان أعز اصدقائي".
العقيد يسري عمارة: اسرت عساف ياجوري وانا لا اعرف هويته
العميد يسري عمارة قائد الفرقة 119 مدرعات، يقول:"عندما تخرجت في الكلية الحربية بالكتيبة مشاة ميكانيكي 117، وتم إلحاقي بالقوات على الجبهة ما بين الإسماعيلية والسويس، ولن أنسى أبدًا مشهد شهدائنا في الحرب، خاصة أن كثيرا منهم استشهدوا أمام عيني برصاصات الغدر الصهيوني وبطائراتهم، مما زادني أنا وزملائي الاصرار علي الأخذ بالثأر، وتأثرت جدًا لاستشهاد المجند "توفيق الشافعى" ربما أكثر من علمي باستشهاد أحد زملائي".
واستطرد:"كان توفيق جندي بكتيبتي عائدا من إجازته من بلدته المنصورة يحمل صور خطوبته وكان يربطني به علاقة حميمة، وأثناء مرور العدو الاسرائيلي بدورية بسيارتين وطائرة مروحية للاستطلاع على الطريق الشرقى للقناة على بعد حوالى كيلو ونصف، وكانوا دائما ما يثيرون استفزازنا وكان ممنوع ضربهم، وفى يوم من الأيام ضربوا علينا ضربا عشوائيا ليلا واصيب توفيق ولفظ انفاسه في الحال".
ولفت:"عن واقعة أسر أول أسير اسرائيلي يقول تم احضار رشاشات آلية تصل مداها الى اكثر من 3 كيلو مترات وقمنا باستطلاع مرور ووجدنا عربة جيب قادمة من بورسعيد إلى السويس، ونجحنا فى تدميرها وألقينا القبض على أول أسير إسرائيلى يحمل اسم دان افيدان شمعون وكان يعتقد أننا سنقوم بتعذيبه او قطع رقبته على الفور، بينما كان أسر عساف ياجوري تم عند طريق شرق الفردان، حيث لاحظ وجود مجموعة من الجنود الإسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت".
وأكد:"وجد أحدهم وهو يستعد لإطلاق النار فتم التعامل معه وإجباره على الاستسلام، وكان عدد الأسرى أربعة وتم تجريدهم من السلاح وعرف أحدهم نفسه بأنه قائد، وتبين أنه عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرعات فتم تجريده من سلاحه ومعاملته باحترام وفق التعليمات المشددة للجيش المصري والتي تنص على ضرورة معاملة أي أسير معاملة حسنة طالما أنه لا يقاوم".