قال الباحث الأمريكي جيم دينيسون، "إذا كنا لا نحب اختياراتنا في الانتخابات الرئاسية، فلربما ينبغي علينا النظر لأنفسنا"، مستشهدا بمقولة المفكر الفرنسي جوزيف دي ميستر الشهيرة "كل أمة تحصل على الحكومة التي تستحقها".
وأورد دينيسون –في مقال نشرته صحيفة "الـفيلادلفيا إنكوايرر"، مقولة حديثة للكاتب الأمريكي نيل ديجراس تايسون: "إذا لم يحب مواطنون قادتهم المنتخبين، فإنهم في مشكلة مع المواطنين الآخرين الذين انتخبوا هؤلاء القادة".
وأكد دينيسون "لدينا مشكلة مع الانتخابات الراهنة، ترى نسبةُ 55 بالمائة من الأمريكيين هيلاري كلينتون بشكل سلبي، أما مع دونالد ترامب فتلك النسبة السلبية تزيد لتصل 58 بالمائة، وبحسب مركز "بيو" لاستطلاعات الرأي فإن السبب الأول الدافع مؤيدي ترامب لتأييده هو أنه "ليس كلينتون"، والعكس صحيح مع كلينتون."
ورصد الكاتب تساؤل العديد من الأمريكيين: "هل هذا هو أفضل ما نستطيعه؟"، قائلا "إننا نميل إلى رؤية أنفسنا كـ"مدينة فريدة متميزة"، ومنبع ذلك هو إيماننا بالتفرد الأمريكي، وأن أمريكا هي بلا شك إحدى أكثر الأمم تفردا في التاريخ؛ فنحن أغنى وأقوى أمة شهدها تاريخ العالم على الإطلاق، تتجاوز ثروتنا القومية نسبة 33 بالمائة من الثروة العالمية، وهي نسبة تفوق ثروات الدول الخمس التالية مجتمعة."
واستدرك دينيسون قائلا "ومع ذلك، إذا نحن اعتبرنا المرشحَين الرئاسيين بمثابة مرآة لأنفسنا، فسيتعذر علينا رؤية أشعة التفرد الأمريكي المشار إليه، إن هذه الانتخابات يمكن أن تعتبر بمثابة مؤشر على أن أسباب عظمة أمريكا وتفردها آخذة في الاضمحلال."
واستطرد دينيسون مشيرا إلى أن الآباء المؤسسين اعتقدوا أن التفرد الأمريكي معقودٌ مباشرة مع الأخلاقيات السائدة في الأمة؛ وإذا ما كنا لا نحب الصورة التي يعكسها مرشحانا الرئاسيان فلربما كانت هذه "الأخلاقيات" هي الوجهة الأولى التي ينبغي علينا البحث عنها.
وتساءل الكاتب: "هل أمريكا اليوم أمة خلوقة؟" دعونا ننظر بعض الحقائق: إن الولايات المتحدة تصدرت معدلات الحمل في سن المراهقة بين دول العالم الصناعي، كما أن أكثر من 100 ألف موقع إلكتروني يعرض أفلاما إباحية، وبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالية الإف بي آي، فإن الولايات المتحدة اليوم هي مرتع لنشاط 33 ألف عصابة عدد أعضائها يقارب الـ 4ر1 مليون شخص.
وتابع دينيسون، قائلا "إن متوسط عمر الدخول في عالم البغاء في أمريكا هو بين 12 و14 سنة، وبحسب الإف بي آي، فإن نسبة جرائم القتل في أمريكا تخطت 11 بالمائة عام 2015.
وأعاد الكاتب تساؤله "هل نحن متدينون؟" ولفت إلى تقرير نشره مركز "بيو" للأبحاث يؤكد تراجع ممارسة الطقوس الدينية في أمريكا اليوم، وجدير بالذكر أنه كلما صغر السن، تراجع مستوى التدين.
واختتم دينيسون قائلا "لا ينبغي لنا الاندهاش من اعتراض الكثيرين من الأمريكيين على المرشحَين الرئاسيين؛ ليس الأمر أننا لا نحب المرشحَين – ربما نحن لا نحب انعكاس أنفسنا الذي نراه فيهما."