بعد توقف شركة أرامكو عن توريد احتياجات مصر من المواد البترولية خلال أكتوبر الجاري، تواترت أنباء صحفية عن استعداد ليبيا لتعويض مصر سريعا بل وتقديم البترول لها "مجانا" كنوع من رد الجميل لاستقبال الوافدين الليبين في أزمتهم الحالية إلا أن هناك عدد من المعوقات والصعوبات التى حددها الخبراء تمنع دون تحقيق هذا ما يؤدي إلى استحالة تنفيذ هذا الوعد رغم أنه السيناريو الأسهل لتدبير احتياجات مصر من مصادر بديلة.
وقالوا إن هناك ثلاث أسباب تمنع مصر من الاستفادة من الخام الليبي أولها أن ليبيا نفسها تعاني حاليًا من ويلات الحرب، ما أدى إلى تدمير البنية الأساسية لديها، ومنها معامل التكرير في ليبيا، وهو ما يؤدي إلى صعوبة توفير منتجات بترولية تامة الصنع يمكن الاعتماد عليها ما أدى إلى لجوء ليبيا نفسها إلى الاعتماد علي استيراد بعض احتياجاتها.
وقال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق إن طبيعة الخام الليبي أن شبكات نقل البترول من الآبار إلى معامل التكرير في ليبيا تعرضت للتدمير، وبالتالي أصبح من الصعب الاعتماد علي تكرير الخام الليبي هناك.\
وأشار مدحت إلى أن السبب الثالث لعدم إمكانية الاعتماد عى البترول الليبي أن نقل الخام الليبي إلى مصر لتكريره في مصر لا يمكن تحقيقه، خصوصًا أن تركيبته لا تتوافق مع المعامل المصرية وبالتالي لا يصلح للتكرير في مصر.