اعلان

تأنيب الضمير يدفعهم للانتحار.. مواطنون قرروا إنهاء حياتهم للهروب من الذنب.. وخبراء: الصراعات ونظرة المتجمع تدفعهم لذلك

صورة ارشيفية

ارتقت حوادث الانتحار في الأونة الأخيرة إلى مرتبة الظاهرة، خاصة بعد تكرارها بشكل شبه يومي، بسبب مشاكل اقتصادية أو نفسية أو حتى عاطفية، إلا أن اللافت للانتباه في الفترة الماضية، تكرار حوادث الانتحار بسبب تأنيب الضمير، ومحاولة الشخص المنتحر الهروب من الذنب الذى اقترفه بحق الأخرين.

وتنتشر تلك الحالات بين طلاب المرحلة الثانوية، فليجأ الطالب إلى التخلص من نفسه، هربًا من الأهل أو من تأنيب الضمير، الذى يراوده بسبب فشله فى تحقيق النتيجة المطلوبة.

4 قضايا قتل دفعته للانتحار شخص ارتكب 4 جرائم قتل، كانت كفيلة بأن يأخذ قرارًا بإطلاق الرصاص على جسده من سلاحه الخاص.

وكان اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية قد تلقى إخطارا بالعثور على عاطل مقتول بطلق نارى وسط الزراعات بمنطقة أطفيح، وأكدت التحريات التى أشرف عليها العميد عبدالوهاب شعراوى رئيس مباحث قطاع الجنوب، أن الجثة لشخص يدعى محمد أحمد ــ عاطل متهم فى 4 قضايا قتل، وصادر ضده قرارات ضبط وإحضار من النيابة.

وأكد شقيقه أمام العميد عبد الحكيم سعد مفتش مباحث شرق الجيزة، أنه تلقى رسالة عبر هاتفه المحمول من شقيقه أخبره فيها بأنه سينتحر، وأن شقيقه كان يمر بحالة نفسية سيئة لمطاردة رجال الشرطة له بعد اتهامه فى 4 قضايا قتل. 

وتبين من المعاينة إصابته بطلق نارى بالرأس، وعثر على السلاح الذى استخدمه فى الانتحار بجواره.

انتحار بسبب تأنيب الضميرأقدم على القرار بعد قتله نجل شريكه فى محل الكشرى، بعد أن اعترف بتفاصيل جريمته من تلقاء نفسه، وأقر بأنه خطف عبد العال حنفي 17 سنة للانتقام من والده "حنفي" 51 سنة، لوجود خلافات مالية بينهما، وأنه اضطر لقتل نجل شريكه لعدم استجابته في دفع مليون جنيه فدية بعدما أجرى عدة اتصالات مع شقيق الضحية انتهت بالفشل فقرر تنفيذ تهديده بقتله والتخلص من جثته.

وتبين من التحقيقات أن الواقعة بدأت بورود بلاغ من حنفى عبدالعال محمد "٥١سنة صاحب محل كشرى"، يفيد بتغيب نجله عبدالعال "١٧سنة عامل بمحل الكشرى"، وفي وقت لاحق أبلغ بورود اتصالا هاتفيا لنجل شقيقته المدعو محمود حسن عبداللطيف "٣٣سنة " من مجهول يطالبه بدفع مبلغ مليون جنيه على سبيل الفدية لإطلاق سراح المختطف، فتم تشكيل فريق بحث لتحديد هوية الجناه وضبطهم، وأثناء السير في خطة البحث، تم العثور على جثة الشاببعد ان اعترف المخطتف بطريق الكريمات، وان وراء ارتكاب الواقعة المدعو فرغلى بيومى فرغلى "١٩سنة عامل بمحل الكشرى" مقيم بسوهاج، واثنين آخرين.

وعقب تقنين الإجراءات الأمنية اللازمة واستئذان النيابة العامة، تم ضبط المتهم المذكور، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات، اعترف بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع المتهمين الاثنين الآخرين، والذين تم ضبطهما، وأقر بحسن معاملة والد القتيل له خلال فترة عمله بمحل الكشرى المملوك له، وأعرب عن ندمه الشديد لارتكابه الواقعة.

وأثناء التحقيقات، طلب المتهم المذكور دخول دورة المياه، إلا أنه تأخر بداخلها، وعقب كسر باب دورة المياة، عثر عليه منتحرا بعد أن قام بشنق نفسه بالفانلة الداخلية في نافذة دورة المياة.

انتحار طلاب الثانويةدائمًا ما يصاحب توقيت ظهور نتيجة الثانوية العامة، خوف وقلق لدى الطلاب الذين ينتظرون نتائجهم على أحر من الجمر والتي يتوقف عليها مستقبل حياتهم بأكملها، البعض سادت الفرحة والسعادة لديهم، فيما لم ينل البعض الآخر حظًا من ذلك، فبعد ساعات قليلة من إعلان النتائج، استيقظ الجميع على أخبار انتحار 3 شباب بينهم فتاة أقدموا على التخلص من حياتهم لأنهم أخفقوا في مجموعهم، ورأوا أن حياتهم قد توقفت

ففي أسيوط، شهدت قرية المطبعة، حالة انتحار إحدى الطالبات إثر إطلاقها الأعيرة النارية على نفسها من مسدس موجود بالمنزل بعد أن أخبرها شقيقها مازحًا بأنها راسبة بمادتين علمًا بنها نجحت بنسبة 86% بالقسم الأدبي، وتم نقلها لمستشفى اسيوط الجامعي وتوفت فور وصول للمستشفى.

وفي سوهاج، أشعل طالب بالثانوية العامة يبلغ من العمر 18 عامًا ويدعى أحمد سامي عبدالغني، النار في نفسه، بعد علمه برسوبه في الثانوية العامة، ما نتج عنه إصابته بحروق من الدرجة الثالثة بنسبة 100%، وتوفي بعد وصوله لمستشفى سوهاج الجامعي، وتم تحرير محضر عن الواقعة يحمل رقم 2853 إداري القسم لسنة 2016، بعد أن كلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن الواقعة.

صراعات وإحباطمن جانبها قالت سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إنه هناك العديد من العوامل التي تتداخل في تشكيل الحالة النفسية للطلاب، موضحة أن بعضهم يبذل قصارى جهده من أجل الوصول لهدف معين، وعندما يفشل في تحقيق هذا الهدف يشعر بأنه فقد الأمل في الحياة، وأن الحياة توقفت عند تلك النقطة ولا شيء يستحق العيش من أجله لذلك يقدم على الانتحار.

وأوضحت سامية الساعاتي، أستاذة علم الاجتماع، أن نظرة المجتمع للطالب الذي لم يحقق هدفه في الثانوية العامة والذي لم يحصل على مجموع يؤهله للالتحاق بكلية من كليات القمة، تعد هي المؤشر الأكبر لإقدام الطالب على التخلص من حياته قائلة: "كل اللي حواليه بيفضلوا يأنبوا فيه ويقولوا هو ده مجموع اللي إنت جايبه ده؟ ابقى قابلني لو لقيت شغلانة كويسة تشتغلها، وإنت هتفضل طول عمرك فاشل".

وأضافت أستاذة علم الاجتماع، أن احتمالية العامل الوراثي قد تكون من أهم أسباب الانتحار، أما العوامل الأخرى فتتمثل في الصراعات والفشل والإحباط والضغوط المجتمعية وخاصة الضغوط التي يتعرض لها المقدمين على الانتحار. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الصحة العالمية: مصر في 2024 أصبحت خالية من الملاريا بعد معركة استمرت قرنًا من الزمان