لم تكد تبدأ الهدنة بين الجيش اليمنى الموالى للشرعية ومليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في الساعة الأولى من صباح اليوم إلا وتبادل الطرفان الاتهامات بخرقها مثلما حدث قبل ذلك مما ينبىء بأن هذه الهدنة لن تكون أفضل من سابقتها والتي تم خرقها في اليوم الأول لسريانها.
فقد أكد المركز الإعلامى للقوات المسلحة اليمنية أن مواقع الجيش والمقاومة تعرضت قبل فجر اليوم لهجوم شنته مليشيات الإنقلاب في أطراف منطقة صرواح بين صنعاء ومأرب وقامت بتحريك عربات وأليات كبيرة، كما قصفت مواقع الجيش في منطقة المخدرة بمأرب.
وأضاف أن المليشيات قصفت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مواقع الجيش والمقاومة في عدد من المواقع بمدينة تعز، كما قصفت مواقع الجيش في منطفتى يعيش وسون وقرى مريس بمحافظة الضالع.
وفى محافظة حجة شمال غرب اليمن الحدودية مع السعودية ذكر المركز الإعلامى للمنطقة العسكرية الخامسة أن المليشيات قصفت مواقع الجيش والمقاومة في جبهتى حرض وميدى بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ ما أسفر عن مقتل جندي وجرح 5 آخرين كما اندلعت اشتباكات بين الطرفين في جبهة ميدى الساحلية.
وفى محافظة تعز ذكر المركز الإعلامى للمجلس العسكرى أن المليشيات قصفت مواقع الجيش والمقاومة في جبهات عدية من مدينة تعز منها اللواء 35 مدرع وجبهة الضباب غرب المدينة، كما أطلقت المليشيات صاروخا على حى حسنات شرق المدينة.
وعلى الجانب الآخر ذكرت وكالة خبر للأنباء التابعة للرئيس السابق على عبدالله صالح حليف الحوثيين أن مواقع الجيش واللجان الشعبية في حى الجحملية وتبة سوفتيل ومحيطها تعرضت لقصف بعد دخول الهدنة جيز التنفيذ كما قصفت الطائرات منطقة محجر الراعى بمديرية المخا الساحلية جنوب غرب تعز.
وأضافت أن زحف قوات الطرف الآخر استمر في جبهة ميدى الساحلية بمحافظة حجة حتى بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وكانت الهدنة - التي تستمر 72 ساعة قابلة للتمديد - قد بدأت في الساعة الأولى من اليوم.. وصرح العميد شرف لقمان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة في صنعاء التي تقع تحت سيطرة الحوثيين بأن قيادة الجيش واللجان الشعبية ستلتزم بوقف إطلاق النار وفق الزمن المحدد إذا التزم الطرف الآخر بذلك.
وأكد المتحدث - في تصريح صحفى - أنه سيتم الرد على أي اعتداء فورا بالطريقة والمكان المناسبين.
ومن ناحية أخرى أكد الدكتور عبد الله العليمى نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية أن الحكومة ترغب في سلام دائم وتأمل تكون هذه الهدنة بداية لطريق السلام القائم على إنهاء الانقلاب.
وقال إن مشكلة كل الهدن السابقة هي أن الانقلابيين يفهمون وقف إطلاق النار بمعنى وقف الطيران فقط وهذا ما جعلها تفشل قبل أن تبدأ.
وطالب العليمى من الأمم المتحدة بتطوير آليات الرقابة على وقف اطلاق النار حتى لا تتحول الهدنة من فرصة للسلام الى فرصة للتندر والسخرية.
وأوضح العليمى في صفحنه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أن الحكومة تدرك تماما أن الميليشيا أبعد ما تكون عن التفكير بمصالح البلاد وغير جادة في التقاط فرص السلام ولكنها ستلتزم بالهدنة والاستمرار فى العمل على احلال السلام من أجل التخفيف عن الشعب الذي بات أكثر إدراكا لذلك.