أعلن مجلس مسلمي بريطانيا اعتزامه إطلاق برنامج للتصدي للتطرف ليكون بديلا عن البرنامج الحكومي الذي ترعاه وزارة الداخلية البريطانية "منع" والذى يهدف لإبعاد الشباب عن الأفكار المتطرفة والذي لا يحظى بشعبية - بحسب المجلس .
وذكرت صحيفة "الجارديان" - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- أن مجلس مسلمي بريطانيا هو من ينظم هذا البرنامج - باعتباره ممثلا عن 500 جمعية خيرية ومدرسة ومسجد - ويعتزم إطلاقه بداية من العام القادم، مضيفة أن البرنامج سيضم لجانًا من قادة مسلمين ومجموعة من ضباط شرطة سابقين ومحترفين في مجال الصحة العقلية ووكالات أخرى على استعداد لدعم البرنامج.
وجاء في بيان أصدره المجلس: "استجابة لرغبات قطاع عريض من الجالية المسلمة البريطانية، أرشدتنا المؤسسات التابعة لنا إلى بحث استجابة تقودها القاعدة الشعبية في مواجهة خطر الإرهاب. ثمة تحديات فعلية لما نشهده من انهيار عائلات مسلمة وانفصال عدد من الأطفال والأمهات والآباء عن أسرهم متوجهين إلى سوريا".
وأشارت الصحيفة إلى أن برنامج "منع" الذي أطلقته وزارة الداخلية البريطانية يقوده مسئولو الأمن والشرطة في بريطانيا، مشيرة إلى أن مبادرة مجلس مسلمي بريطانيا الجديدة - بزعامة شبكة من فئات المجتمع في جميع أنحاء بريطانيا - قد تثير مخاوف من أن يصرف الناس أنظارهم عن البرنامج الرسمي للحكومة البريطانية الذي بلغ عدد مؤيديه رقما قياسيا - على حد قولها.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن معارضين لبرنامج "منع" - وينتمي معظمهم للجالية المسلمة في بريطانيا - قولهم إن مخطط الحكومة البريطانية يشتمل في صميمه على اختبار نقاء إيدولوجي، ما يعني أنه لا يمكن انتقاد السياسة الخارجية للغرب وأن الحكومة ليست مستعدة سوى للتعامل مع من لا يتحداها.
وقدر جهاز الأمن الداخلي البريطاني عدد الذي يشكلون تهديدا إرهابيا في بريطانيا بـ 3 آلاف شخص، فيما سافر أكثر من 850 آخرين إلى الأراضي التي تخضع لسيطرة "داعش" في سوريا والعراق، بيد أن بعضهم يريد العودة إلى المملكة المتحدة في ظل النكسات العسكرية التي تلحق بالتنظيم الإرهابي في ميدان المعركة. ويعتقد مسئولون في مجال مكافحة الإرهاب أن "داعش" هو بديل لتنظيم القاعدة لجذب مزيد من الأشخاص للجهاد المتطرف العنيف، وفق ما نقلته الصحيفة.
ونسبت الصحيفة إلى أحد المصادر المشاركة في برنامج مكافحة التطرف الجديد بقيادة مجلس مسلمي بريطانيا، القول إن الأمر بات مسألة وقت ليس إلا، وإن النهج الذي تتبعه الحكومة البريطانية في مواجهة هذه الأزمة غير فعال كونه لا ينخرط في المجتمعات المحلية ولا يحظى بدعم شعبي؛ مضيفا "الهدف من برنامجنا هو التصدي لقضية داعش في مجتمعاتنا التي تؤدي إلى تشتيت الأسر وأن نكون أكثر شفافية".
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لمجلس مسلمي بريطانيا مقداد فيرسي، لشبكة "بي بي سي"، "نحن بحاجة إلى أن تتحدث الحكومة البريطانية مع الجالية المسلمة ، والاستماع إليها... أن الحكومة لا تريد التحدث إلى مجلس مسلمي بريطانيا".
يذكر أن عدد حالات الإحالة إلى برنامج "منع" الحكومي الذي تديره وزارة الداخلية البريطانية ومسؤولي الأمن، بلغ 8000 شخص في شهر أبريل عام 2016.