قصة حياة تناولتها السينما والدراما، ولم تخل ذكرى مناسبة عسكرية او جلسة نقاش حول المضحون من أجل الوطن، إلا وجاء ذكر "جمعة الشوان"، الذي تحل ذكرى وفاته غد الثلاثاء.
جمعة الشوّان هو أحمد محمد عبد الرحمن الهوان وشهرته جمعة الشوّان، وهو عميل مزدوج لجهاز المخابرات العامة المصرية بعد نكسة 1967م ويعتبر "الشوان" واحدًا من أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الإسرائيليي.
ولد "الشوان" بمدينة السويس والتي اضطر إلى الهجرة منها هو وعائلته بعد نكسة يونيو 1967م وهناك فقدت زوجته نظرها نتيجة للقصف الإسرائيلي وتدمير لنش صغير ملكا للشوان.
وقد برز دوره من خلال مسلسل دموع في عيون وقحة باسم "جمعة الشوان" من إنتاج التلفزيون المصري ومن بطولة النجم عادل امام.
وحاول جمعة الشوان العمل في القاهرة في السوق السوداء عن طريق بيع المواد التموينية التي كان محظور التجارة فيها لظروف البلد الاقتصادية السيئة حتى انغلقت كل الأبواب في وجه فاضطر إلى السفر إلى اليونان.
وفي اليونان قام بمقابلة رجل أعمال ذكر في المسلسل باسم "باندانيدس" وهو يملك العديد من سفن الشحن كما يدين لـ"لهوان" بحوالي 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجود في اليونان كخطة من الموساد كي يعاني الهوان ويوافق على أي شيء.
وفي اليونان قابل الهوان الريس زكريا وهو "اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الاسبق" بالمخابرات العامة وحاول إقناعه بالعودة ولكن الهوان لم يستمع له.
وبعد مرور الوقت قرر الهوان العودة إلى مصر لولا انه عرف أن باندانيدس قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس باعطائه عمل على إحدى سفنه والذاهبة إلى بريستون بإنجلتر وتعرف على جوجو الفتاة اليهودية والتي احبها واغرته للعمل معها وطبعا كان ذلك تخطيطا من الموساد.
وبعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن امامه سوى العمل بالشركة التي يملكها والد جوجو وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري واسمه أبو داود "في الحقيقة شمعون بيريز رئيس إسرائيل ورئيس وزرائها فيما بعد" ويعمل بالشركة وقد طلب منه ان يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة.
وعندما عاد "الشوان" إلى مصر قام بفتح محل بقالة لبيع المواد الغذائية واخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه ولكن الشك في قلبه اخذ في التزايد فذهب إلى مقر المخابرات العامة المصرية وهناك التقى بالضابط عبد السلام المحجوب والذي عرفه بالريس زكريا وحكى له بكل ما لاقاه، وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درسًا.
بدأ الهوان تعاونه مع الإسرائيليين ومعرفة ما يريدونه وأخبارهم بما يريده المصريين مما جعله جاسوسا هاما بالنسبة للإسرائيليين، وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم إلى الهوان وسرعة إرسال المعلومات ولذلك قرروا إعطائه أحدث أجهزة الإرسال في العالم والذي كان أحدها بالفعل موجود بمصر ولم تستطع المخابرات في القبض على حامله وهنا قرر الهوان الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب.
لكن الهوان كان قد تدرب جيدًا على جهاز كشف الكذب مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على اصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما في مصر.
وبمجرد وصول "الهوان" إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهه من المخابرات المصرية إلى الموساد كانت نصها "شكرا لحسن تعاونكم معنا طوال الـ 11 عاما من خلال رجلنا جمعة الشوان.. المخابرات العامة المصرية" وهنا انتهت مهمة أحمد الهوان.
وتعامل "الهوان" مع 6 ضباط من الموساد وبعد انتهاء العملية انتحر اثنان منهم في باريس، وانتحر الأربعة الباقون في تل أبيب بإطلاق النار على.أنفسهم
وقد قام الموساد بمحاولة القضاء على "جوجو" التي وقعت في حب الهوان بجرعة زائدة من المخدرات ولكنها لم تمت وقررت مساعدت المخابرات المصرية على تأمين "الهوان" بإسرائيل والاتصال به في الوقت المناسب.
وأتت "جوجو" لمصر وأسلمت وسمت نفسها فاطمة وقامت المخابرات المصرية بتمويل عملية زوجة الهوان في مصر على يد طبيب أجنبي متخصص كان في زيارة لمصر للقيام بعدد من العمليات الجراحية وقد نجحت العملية يوم العبور الكبير في السادس من أكتوبر عام 1973م.
وقد كان الشوان قد تفاعل مع مطالب الجمعية الوطنية للتغيير لمؤسسها محمد البرادعي وقام بالتوقيع على بيان "معا سنغير" قائلا:أي إنسان عاقل لن يرفض التضامن والتوقيع على الحق ولهذا؛ أنضم لمطالب التغيير لأنني مواطنًا مصريًا أريد العيش في أمان.
كما طالب "الشوان" الشباب المصري بالابتعاد عن ثقافة الخوف قائلا: 80% من الشعب المصري مش لاقي يأكل، ولكن لا زال لدينا أمل في هذا الجيل من الشباب.
وتوفي أحمد الهوان في يوم 1 نوفمبر عام 2011م بمستشفى وادي النيل بالقاهرة عن عمر يناهز 72 عامًا بعد صراع طويل المرض وأديت عليه صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر يوم 2 نوفمبر 2011 في مسجد الوفاء بمنطقة حدائق القبة وأقيم العزاء بمسجد عمر مكرم بالقاهرة.