في مشهد يمزج بين قسوة الواقع وروح الصمود، تتجه أمهات غزة نحو مصليات العيد، يصحبن أطفالهن، في محاولة لغرس الفرحة في قلوبهم الصغيرة رغم الظروف القاسية التي يعيشونها. فبين ركام البيوت ومآسي النزوح، تظهر قوة الإيمان والتصميم على الحياة.
تتجسد هذه الصورة في فتاة فلسطينية شابة تحمل بين يديها طفلها المبتسم، بينما تمسك باليد الأخرى مصلية العيد. تتسرب أشعة الشمس الذهبية على وجوههم، لترسم بصيصًا من الأمل في عيون الطفل البريئة. هذه الأم الشابة، شأنها شأن العديد من نساء غزة، تجد في الصلاة ملاذًا وطمأنينة، وتحرص على أن يشارك أطفالها في هذه الطقوس الدينية، ليختبروا أجواء العيد قدر الإمكان.
ورغم أن أصوات التكبيرات قد اختلطت بضجيج الأحداث التي تعصف بالقطاع، فإن إصرار الأمهات على إحياء هذه الشعائر يعكس صمودًا أسطوريًا. إنه ليس مجرد أداء لفريضة دينية، بل هو فعل مقاومة للحزن واليأس، ومحاولة للحفاظ على جذوة الأمل متقدة في النفوس. ففي كل خطوة تخطوها الأم مع أطفالها نحو المسجد، تكمن رسالة قوية بأن الحياة تستمر، وأن الإيمان أقوى من أي محنة.
غزة
خطوات ثابتة بين الأنقاض
تظهر الأم والأطفال وهم يسيرون بخطوات ثابتة بين الأنقاض، في شوارع كانت ذات يوم تعج بالحياة والبهجة. تحمل الأيادي الصغيرة المصلية الخضراء، رمزًا للأمل والاحتفال، في تناقض صارخ مع الخلفية المدمرة التي تظهر المباني المهدومة والمنازل المحطمة. إن هذا المشهد يعكس بوضوح تصميم أطفال غزة على إحياء شعائر العيد، وإظهار أن روح العيد لا تزال حية في قلوبهم، رغم كل ما عانوه من نزوح وفقدان ودمار.
من ناحية أخرى أمر الجيش الاسرائيلي سكان حيين في شمال قطاع غزة بإخلائهما تمهيدا لهجوم جديد في سياق حربه المعلنة على حركة حماس والمستمرة منذ عشرين شهرا.
وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي على منصة 'اكس' أن القوات الاسرائيلية 'ستهاجم كل منطقة يتم استخدامها لإطلاق صواريخ' على اسرائيل، مضيفا 'لسلامتكم، غادروا فورا نحو الجنوب'.