"عملاق لبنان، الصوت العذب، صاحب الحنجرة القوية، مطرب الأجيال"، وديع الصافي الذي يحل اليوم ذكري ميلاده، استطاع أن يحفر اسمه في ذاكرة الجميع بأغانيه التي لا زالت تتغني بها الأجيال حتى اليوم.
"رمش عيونها ودار يا دار" وغيرها من الأغاني التي عاشت في الذاكرة والوجدان، ولم يغيب عن محبيه، فظل دائما متواجد بيهم علي الرغم من رحيله، أعجب به موسيقار الأجيال عندما سمعه لاول مرة، حيث أبدى محمد عبدالوهاب اعجابه الشديد بقوة ونبرة صوته المميزة وتمعن في الصوت كثيرا لتأتي شهادته المنصفة لموهبة وديع الصافي فهي من موسيقار الأجيال الذي اكتشف وأعاد اكتشاف العديد من مطربي الوطن العربي، والذين اصبحوا علامات مضيئة في دنيا الفن والطرب.
قال عبد الوهاب في إحدي حواراته الفنية (إن صوت وديع الصافي هو الأجمل منذ ألف سنة ولو جمعت اصوات المطربين كلهم في صوت واحد لما الفت صوت وديع الصافي فهو صاحب أجمل صوت بين رجال الشرق).
وقال عنه الملحن "محمد سلطان" أقول على الفن السلام بعد رحيل العملاق حارس الفن، لأنني أرى أن الفن بدونه في خطر، فقد يختل توازنه لأنه كان حامي حمى الطرب الأصيل، وأعتبره آخر نجوم الزمن الجميل، فكان غيورًا على الفن بشكل كبير.
في حين قال الملحن "حلمي بكر" اتفقت معه قبل سنوات على التعاون في أغنية، لكن حدثت خلافات بيننا أثناء التحضير ولم نعد نتكلم، إلا أني قررت تكريمه في مهرجان مصري للموسيقى، ففوجئت به يقوم بالصلح ويقول لي: "لا أستطيع أن أجعلك تغضب مني"، وتصالحنا واتفقنا على العودة إلأى العمل مجددًا، لكن للأسف القدر حال دون ذلك.
ووصف "بكر" الصافي بالمعجزة الفنية فهو نموذج فني لن يتكرر، سواء في الأغاني أو الألحان أو حتى قوة الصوت والشخصية الفنية الواعية.
أما الموسيقار "هاني مهني" وصفه بفتوة الغناء،قائلا لا أستطيع أن أنسى ذكرياتي مع هذا العملاق، فقد جمعتني به صداقة وطيدة بعد أن شاركت معه في تسجيل أغنية "يا عيني على الصبر" من ألحان الفلسطيني رياض البندك.
وأضاف "مهني" الصافي كان يتمتع بطيبة كبيرة، قلبه قلب طفل سريع الانفعال والتأثر، ولا تزال أغنياته الوطنية صدى لهذا العطاء من جيل إلى جيل.
ومن جانبه قال المايسترو "سليم سحاب" ان الصافي مناضل ومازال امام الأجيال الجديدة فرصة للتعلم من تراث وديع الصافي وتاريخه وتسمع موسيقاه وتدرس مشواره حتي تطور من نفسها، موضحا ان الصافي أضاف الكثير الي الاغنية اللبنانية كما دمج الاغنية بالموال وبفضل صوته القوي واحساسه المرهف.
وقال عنه الناقد" طارق الشناوي" استطاع أن يحافظ على نجاحه نحو نصف القرن، ولم يظهر طوال مسيرته سوى القوة والعطاء والإبداع بكل الحب والابتسامة؛ دون أن يتعالى على أحد، بل ساعد الكثيرين ولم يبخل بفنه وخبرته.
وأضاف "الشناوي" ان "الصافي " حافظ على شباب قلبه وعقله وصوته.