تشير دراسة جديدة إلى أنه على الرغم من أن فيروس زيكا الذي ينقله البعوض غالبا ما يسفر عن أعراض معتدلة تشبه الإنفلونزا فإن التشوهات الخلقية التي يتم ربطها بهذا المرض ربما ما زالت تبرر التحذيرات من السفر وتتطلب معايير عالمية للاختبارات.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن تفشي زيكا لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية عامة مما يضع الفيروس في نفس التصنيف مع أمراض أخرى ينقلها البعوض مثل الملاريا والحمى الصفراء.
وأنهى هذا حالة الطوارئ الصحية التي أُعلنت منذ فبراير شباط بسبب سلسلة من الأضرار التي لحقت بالدماغ والتشوهات الخلقية فيما بين الأطفال الذين وُلدوا في مناطق انتشر فيها فيروس زيكا.
وقال الدكتور ديفيدسون هامر وهو باحث عالمي في الصحة العامة في جامعة بوسطن ورأس الدراسة الجديدة "أعتقد أنه يجب استمرار التحذيرات المتعلقة بالسفر.
"على الرغم من تباطؤ الوباء في الأمريكتين فما زال زيكا يمثل تهديدا هناك كما أن زيادة حالات التعرف على(المرض)في جنوب شرق آسيا وجنوب المحيط الهادي يعني استمرار الخطر في مناطق كثيرة من العالم."
وتستخدم الدراسة الحالية بيانات أعلنتها شبكة"جيوسينتنال سيرفيلانس" لتقييم حجم ومواصفات الإصابة بفيروس زيكا التي لحقت بمسافرين عبر العالم.
وأشار الباحثون في دورية "حوليات الطب الباطني" على الانترنت إن فيروس زيكا انتشر بسرعة عبر أمريكا اللاتينية والكاريبي منذ اكتشافه لأول مرة في الأمريكتين في البرازيل في 2015.
وعلى الرغم من أن الإصابة بزيكا ليس لها أعراض أو تسبب أعراضا خفيفة في نحو 80 في المئة من الحالات فقد تم وصف مضاعفات خطيرة للاصابة بالفيروس من بينها اضطرابات في الجهاز العصبي مثل متلازمة جليان-باريه والتهاب الحبل الشوكي والدماغ. ويتم أيضا الربط بين هذا الفيروس وإجهاض الحمل والولادة المبكرة والتشوهات الخلقية الحادة ووفاة المواليد.
وفحص الباحثون بيانات 102 حالة مرضية تم إبلاغ شبكة المراقبة بها مصابة بأعراض زيكا فيما بين يناير كانون الثاني 2013 وفبراير شباط 2016. وتضمن ذلك 64 حالة إصابة مؤكدة بزيكا و13 حالة محتملة و16 حالة مشتبه بها اكلينيكيا.
وكان من بين حالات الإصابة المؤكدة أو المحتملة بزيكا والبالغ عددها 93 حالة 62 امرأة ونصفهم كان سنهم 41 عاما على الأقل.
وكان نصف هذه الحالات من المسافرين أو السائحين في حين كان 39 في المئة من الحالات يزورون أصدقاء أو عائلات وثمانية في المئة كانوا في رحلات عمل. وقضى نصف المسافرين ما لا يقل عن 22 يوما في البلد الذي أصيبوا فيه بالعدوى.
وقال مارك أيه.وينبيرج وهو عالم في الأحياء الدقيقة في جامعة مكجيل في مونتريال ولم يشارك في الدراسة إن الاختبارات التي أجريت تؤكد ضرورة وجود فحص قياسي لاكتشاف زيكا يمكن استخدامه عالميا.
وقال إن"الاستعانة باختبار(الدم) يمثل مشكلة ويخلط بين زيكا والدنج والشيكونجونيا" وهما فيروسان ينقلهما البعوض أيضا.
وقال وينبيرج عبر البريد الالكتروني إنه على الرغم من أنه ليس بالضرورة أن يلغي الناس خطط سفرهم أو يصابوا بالذعر فإنه يتعين عليهم اتخاذ إجراءات وقائية لتفادي الإصابة بالفيروس.
وأضاف أن"استخدام طارد البعوض وبذل ما يمكن القيام به لتفادي لدغات البعوض فكرة جيدة."
وتشير أيضا أدلة في الآونة الأخيرة إلى إمكان انتقال زيكا من خلال الاتصال الجنسي.
وقال هامر إن هذا يعني أن النساء الحوامل أو اللائي يخططن للحمل قريبا بعد السفر يجب عليهن تأجيل السفر للمناطق التي ينتشر فيها الفيروس وكذلك شركائهن الذكور. وإذا قاموا بزيارة مناطق معروف أن زيكا يمثل مشكلة فيها يجب استخدام الواقي الذكري لتفادي الحمل لما بين شهرين وستة أشهر على الأقل بعد السفر.