يبدو أن تصريح الرئيس السوري بشار الأسد، عن كونه مستمرًا في حكم البلاد، حتى عام 2021، استفز البعض، فقرروا وضع النهاية قبل ذلك بأعوام، حيث أعلن الموقع الرسمي لوزارة الإعلام السورية، اليوم الاثنين، نجاة الأسد من محاولة "اغتيال" عن طريق السم.
وأعلن الموقع الرسمي للوزارة، إصابة الرئيس بشار الأسد بمرض معدِ؛ بعد تعرضه لمحاولة تسميم، عن طريق تسميم الطعام، وبعد فشل تلك المحاولة، بات القصر الرئاسي السوري مهددًا بان يصبح ذات يوم خاليًا من الرئيس، إذا نجحت محاولة أخرى لاغتيال الأسد، فترى كيف يكون مستقبل سوريا!.
في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط، فإن هناك ثلاث إشارات كبيرة حول مستقبل سوريا، حملها مطلع السنة الفاصلة، الممتدة بين صيف العام الحالي وصيف العام 2017، القرار الدولي 2254 الصادر في 18 ديسمبر 2015، وضع جدولاً زمنيًا يمتد على 18 شهًرا تنتهي بمحطة سياسية رئيسية هي إجراء انتخابات حرة ونزيهة على أساس دستور سوري جديد تحت إشراف الأمم المتحدة>وربما كان على الجميع أن يعد العدة للعام 2017، عام الرئاسة الأمريكية الجديدة وعام الجدول الزمني للحل في سوري". سوريا ما بعد الأسد"، ويرتبط مصير سوريا بشكل كبير بثلاث دول، يعنيها بشكل أساسي مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وهي إيران، وروسيا، وتركيا.
وفي مقال نشرة بصحيفة "إسرائيل اليوم" قال زيسر أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، عن مرحلة ما بعد الأسد: "إما أن تكون سوريا دولة تحت الحماية الروسية أو الإيرانية، مع العلم أن إيران تواصل تقوية نفوذها الإقليمي بالمنطقة، مع وجود طرف ثالث ضمن تحالف إيران وروسيا، وهو حزب الله الذي يحوز خبرة قتالية وسلاحا متطورا".
وقالت الصحفية الأمريكية لورا روزين، نقلاً عن مصادر التقت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في أوسلو – بحسب ما ذكره مقال اللبناني نبيل قطيش في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط - إن ظريف حرص على إعطاء الانطباع أنه بات يتمتع بتحكم أكبر في الملف السوري، وأن إيران تبدو أكثر مرونة حيال الحل السياسي والتعامل مع مصير الأسد، وأكثر اهتمامًا بشكل النظام السياسي ما بعد الأسد وطبيعة عقد الشراكة داخل النظام.
وفي تطور لموقف تركيا، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أسقط ممانعته لإشراك المقاتلين الأكراد ضمن وحدات حماية الشعب، في الحرب ضد «داعش» شرق الفرات على أن يقتصر الدور الكردي على القتال، وتحل مكان القوات الكردية قوات عربية تمسك بالمناطق المنتزعة من «داعش»، حيث حسمت أنقرة خيارها في مواجهة «داعش» وأعادت ترتيب أولوياتها بين محاربة «داعش» أو محاربة الأكراد منخرطة هي الأخرى ضمن سقف واشنطن في الميدان السوري.
وبعيدًا عن روسيا وإيران وتركيا، فهناك من يلعب دورًا – ليس خفيًا – في الأراضي السورية، وهي إسرائيل، حيث صرح إيتي بارون قائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بان "الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت خلال أحداث الربيع العربي من التقدم التكنولوجي بشكل غير مسبوق، حتى أننا صرنا نعلم من سيخلف الأسد بحكم سوريا، ونعلم متى يمكن لإيران أن تصبح قوة نووية، بالإضافة إلى أنه يمكننا التنبؤ بشكل شبه ثابت متى يمكن أن تحصل انتفاضة في الضفة الغربية".
يذكر أن لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يعد من أهم مراكز الاستشارات الاستراتيجية الإسرائيلية، والذي يستعين به صناع القرار الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي السوري، سوريا بلدًا متنوعًا من حيث العرق والدين، إلا أن هناك عنصرين يمثلان مدخلاً مهمًا في تشكيل مستقبل سوريا، هما الطائفة العلوية والأكراد، وحيث لا توجد إحصائيات دقيقة حول خريطة سوريا السكانية من حيث المذهب والعرق، إلا أن المسلمين السنة يشكلون حوالي ثلاثة أرباع سكان سوريا البالغ عددهم حوالي 25 مليون نسمة، فيما يشكل الأكراد من هؤلاء السنة ما بين 5 إلى 10%، حيث تشير التقديرات إلى أن عددهم ما بين مليوني وثلاثة ملايين نسمة، فيما تشكل الطائفة العلوية ما بين 10 إلى 12%، والإسماعيليون حوالي 1% والشيعة الاثنى عشرية حوالي 0.5%، فيما يبلغ مجموع الدروز حوالي 3%، والمسيحيون بمذاهبهم المختلفة حوالي 8% من السكان.
وذكرت دراسة أعدها الباحث السياسي إبراهيم غالي، ونشرتها "العربية.نت" أن الثورة السورية أسفرت عن ظهور 3 كيانات أساسية، فيما أن الوضع بعد سقوط الأسد سيشهد تشكيل خريطة سياسية جديدة تنتظم فيها القوى الفاعلة في شكل أحزاب سياسية أو منظمات للمجتمع المدني، إذ تبدو التشكيلات الكبرى الراهنة، وبالأخص هيئة التنسيق والمجلس الوطني، ائتلافات مؤقتة ستتعرض بدورها لتغيير كبير، وسوف تظهر مع زوال النظام قوى جديدة وقديمة على الساحة السياسية.
وأضافت الدراسة، أن قوى الإسلام السياسي تبدو مؤهلة للانتظام سريعًا لتظهر كقوى فاعلة، ويأتي على رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي أتاحت لها الثورة الحضور في المشهد السوري والتي تدعم الجيش الحر المتمركز في تركيا والداخل حتى إن بعض الكتائب تحمل تسميات دينية إسلامية، وترسل المال والإمدادات إلى سوريا لتحيي قواعدها بين صغار المزارعين وأبناء الطبقة المتوسطة من الطائفة السنية، فضلاً عن حسن تنظيمها وتمويلها بما يسمح لها بالانتشار في بيئة تتسم بالثقافة الإسلامية، كما للجماعة علاقات متميز بتركيا الحاضن الأكبر للمعارضة السورية.
ولا يقتصر تيار الإسلام السياسي في سوريا على جماعة الإخوان، فهناك أحزاب وجماعات وتيارات وجمعيات دينية عديدة، أما التيار السلفي الجهادي فيعد دوره محدودًا للغاية في الثورة السورية، ويجوز القول إن التيار السلفي الآخذ في الانتظام سياسيًا ربما سيلعب دورًا محتملاً بعد الأسد، كما يمكن القول إن ثمة تيار يساري ربما سينتظم بشكل فعال إذا حدث التوافق بين مكوناته.