ننشر أجمل قصائد الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة الفائز بجائزة "ملتقى الشعر 2016"

الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة
كتب :

ننشر ثلاث قصائد للشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، الفائز بجائزة ملتقى الشعر العربي لعام 2016، حيث أعلنت النتيجة مساء أمس الأربعاء، بمقر المجلس الأعلى للثقافة، حيث أقيم الملتقى.

قصيدة "وبحارُ تجرى نحو بحارْ !!! "

أتُرى تسقُط منا الأيامْ

أم نسقُط منها

و نغادرها

أم تمضى و تغادرنا

***

نتدلَى من شرفاتِ الريحِ

على طرقاتِ الغيبْ ؟

هل تلك الأيامَ

خيولُ جامحةُ

أم تلك سيوفُ سلًت فوق

الأعناقْ ؟

و نراها راكضةً لبدايتها

دامية وسط سباق ؟

هل تلك قلوب تبصرُ ما يتقلب فينا

في أعماق الأعماقْ ؟

أم تلك دروبُ غامضةُ

لا تعرفها الأحداقْ ؟

***

تأتينا أيامُ أولى

و تراودنا

ثم تزور سوانا و تُمنيهْ

هل كانت تسألنا ..

ماذا كنا نبغيهْ

لحظاتٍ و ترواغنا

فتجيب السائلَ

منا بالصمتِ

لتخفى ما تخفيهْ

أو تمنحه ما يشقيه

أو تعطيه ما يكفيهْ

ثم تغافلهُ و تعاجلهْ

بالندم المسمومِ الباقي يطويهْ

***

هل تلك حديقتنا موشحة

لا تأتيها الأمطارْ ؟؟

لا تبصرها الأنظارْ

و لا تعرفها الأطيارْ

أمْ تلك الأحلام ً

المرتجفهْ

تتبدَدُ فى صبحِ

مرتجفٍ

يأتيها ليفاجئها

من صحراء الليل الموَارْ

فإذا الأشجارُ هى الأحجارْ

و إذا الاحجارُ هى الأسوارْ

و الأطيارُ بلا أجنحةٍ

تمضى موغلة

فى سحب من أسرارْ

و ربيعٍ كنا ننتظر لديه

الحبَ

يجىءُ بلا أزهارْ

و إذا أمرأة تنكرنا

خاشعة فى حضن سوانا

تتقلد سيف الإنكار

و إذا حلم هوانا

يتعثر خجلا بين قيود أغانيه

يتسول بعض فتات لياليهْ

******

ها هى مرآة نبصر فيها

ظل غروب هاربْ

حيث تجف قناديلُ

و تموت الأنهارْ

وتولول سحب خاويةُ

إلا من ذكرى

تصرخُ فيها الاقمارْ

نمضى وسط فجاج الأرض

تلاحقنا أشواكُ هواجسنا

نمضى.

لا سقفَ فيؤوينا

لا بابُ يبسم فى أوجهنا

يأخذ منا ما يثقل كاهلنا

فيريح الجسدَ المنهارْ

من رحلةِ عمرِ نقضيها

فى الأسفارْ

لا صوت يفاجئنا

تطلقه الأوتارْ

******

تلك صحارَى

تتجول فى أحشاءِ

ربيعٍ لا يأتي

و نجوم تتلألأ

ساخرة فى كف الأقدارْ

ليل من أسرارْ

و نهار من أكدارْ

و بقايا سفن

ثقبتها فى جوف البحر

عواصف

تدفعُها

نحو جنونِ الموج

الأغوارْ

ليل من أسرارْ

و نهار من أكدارْ

و بحار تجرِى نحو بحارْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصيدة "زهرة الأقـحـوان"

وحدها فى البرارى..

يحاصرها الشوكُ..

تأكل أحداقها ..

زهرةُ الأقحـوان

تتذكر عند المساء ..

.. الذى فاض فى قلبها ..

.. بالأسى ..

تتذكر بعد القلوب ..

الرحيمة

تلمسها فى الحنانْ

حين كان الأمانْ ..

.. وارفًا ..

و أغانى الكمانْ

تصطفى عودها ..

لتراقصه

و الندى مهرجانْ

تتذكر هذى الوجوه

التى لم تعد ْ

منذ غابت ْ

و النسيم الذى جفَ

.. ماء الغدير المهاجرِ

حلم الزمانْ

وحدها .. زهرةُ الأقحوان ْ

تنحنى للعواصف .. .

.يمتصها حزنُها ..

تعرف الآن ..

.. أن الذى كان كانْ

لن يعود لها ما اشتهته ..

.. و لن يسبح البدر ..

.. بين تلافيف أوراقها ..

مثلما كان يفعلُ دوماً

حين كانت تِثَنَى ..

.. بين الحسان ْ

ليتها تستطيع الرحيلَ ..

.. إلى حيث تلقى

.. أحبتها ..

حيث يجرى نهارُ ..

.. من الماء ..

بين الغصونِ الَلَدانْ

ليتها تستطيعُ ..

.. الدخول ..

.. لصيفِ طفولتها من جديدْ

.. ليتها ..

ليتها .. لوعةُ من سراب

يُراقُ.

و تعجز عنه اليدانْ

وحدها ..

زهرةُ الأقـحـوانْ

تتأملُ .. هذا الرحيلَ

.. الطويل الذى تشتهيه ..

.. يفـارقـهـا ..

و هى تبقى هنا ..

.. تنحنى ..

لاعتقالِ المكانْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصيدة "أقبلي"

قرأتك فى الريح

كان المطر

يحاول نقش ملامح وجهك فى ليلةٍ باكية

و لكن بعض حروفك ناقصةُ ..

و الوجوه التى تعبر الآن ..

وسْط المدينة ِ لا يقنعُ القلب ..

أن يتوقف

لا تشبهين الجميع

طلبتك فى الليل ..

حاولت صنعك لكننى

ما رجعت بغير الإشارِة فى الحلم

بعض الهواجس فى الروح

بعض الجروح

فهل انت كامنة فى الرحيق

(( يا تُرى ))

أم ضللتِ الطريق

لا أحِبُ الوقوف أمام الضبابِ

على حافةِ الماءِ و الرملِ

حيث القواقعُ خاليةُ

فى انتظار البروقْ

من زمان سحيق

لا أحب الوقوفْ

أقبلى كالشروق

أقبلى فى العبير

أقبلى فى اللهب

أقبلى فى الهدوء

أقبلى فى الصخب

أقبلى فى الرضا

أقبلى فى الغضب

المدى ينتحب

المدى ينتحب

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً