مازالت كوارث الأهمال الطبى تطغى على المستشفيات الحكومية والخاصة، ومازال أناس ومرضى يدفعون حياتهم ثمنا للإهمال فى مشهد كارثى يتجدد شبه يوميًا دون أى توقف لهذا النزيف، ويدفع هؤلاء المرضى حياتهم نتيجة لقلة الخبرة أو انعدامها ومحدودى والكفاءة اتخذوا من مهنة الطب سبيلًا لتعريض حياة الأشخاص للخطر بدلا من علاجهم .
لفظ طفل أنفاسه الأخيرة نتيجة الإهمال الطبى أثناء إجراء جراحة استئصال اللوزتين داخل إحدى العيادات الخاصة لطبيب بمدينة كفر الزيات.
وأكدت والدة الطفل مجدى عبد ربه، 9 سنوات، بالصف الرابع الإبتدائى بالأزهر الشريف، تعرضه لخطأ وإهمال طبى أودى بحياته رغم بساطة العملية، مؤكدة أن ابنها سليم جسديا ومعافى من كافة الأمراض.
وكان مأمور مركز كفر الزيات قد تلقى إخطارا من بوصول الطفل "مجدى عبد ربه" 9 سنوات لمستشفى كفر الزيات العام يعانى من أعراض ضيق التنفس وتشنجات.
وعلى الفور انتقلت قوات الأمن لمكان البلاغ وبعد فحص أطباء مستشفى كفر الزيات الطفل، وتبين أنه متوفى منذ ساعتين بعد حدوث ضمور فى المخ نتيجة تناول جرعة البنج عن طريق الحقن بدلا من الاستنشاق.
وقد تم تحرير المحضر رقم 14101 إدارى كفر الزيات، وأُخطرت النيابة التى صرحت بدفن الجثة بعد عرضها على الطبيب الشرعى.
أما طبيبة فقد لقيت مصرعها داخل مستشفى طوارئ المنصورة إثر إصابتها في حادث تصادم منذ يومين، وكانت قد ترددت أنباء عن أن سبب وفاة الطبيبة يرجع إلى الإهمال الطبي بعد دخولها الستشفى.
وأوضحت إحدى الطبيبات أن التشخيص الخاطى للطبيبة أدى إلى تدهور حالتها بعد أن تعرضت لنزيف داخلى لمدة 24 ساعة، وتم اكتشافه متأخرا، وهو ما عرضها لتدهور الحالة ونزفت حتى وصل ضغطها "صفر"، وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعى، ولكن الحالة ازدادت سوءا ولفظت أنفاسها الأخيرة داخل المستشفى.
أما الطفلة "سالي محسن مصطفى" 13 عاما بالصف الثالث الإعدادى المقيمة بمدينة القرين لقيت نحبها بعد إصابتها بفشل كلوي بسبب الإهمال الذي أدى إلى تدهور وظائف الجسم وسيطرت حالة من الحزن والغضب الشديد على الأهالي عقب سماعهم خبر الوفاة.
ونفى مصدر طبي بمستشفى اتهامات أهالي المريضة بالإهمال في حالتها مشيرا إلى تقديم الرعاية الطبية اللازمة لها فور وصولها وأن الطفلة وصلت المستشفى وهي في حالة متدهورة بسبب إعطائها علاج خاطئ لتنشيط النخاع على يد أحد الأطباء بإحدى العيادات الخاصة ما تسبب في إصابتها بفشل كلوي وتدهور حالتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
أما عصام هندي، من محافظة جنوب سيناء، روى تفاصيل وفاة زوجته بسبب الإهمال الطبي، قائلًا: "زوجتي حضرت إلى محافظة المنوفية لإزالة وسيلة منع الحمل (لولب) لرغبتها في الحمل".
قال هندي، خلال لقائه ببرنامج "صح النوم" تقديم الإعلامي محمد الغيطي المذاع على فضائية "LTC": "تزوجت من نسرين مخلوف، موظفة في هيئة البريد، وأنجبت منها طفلتين، وكانت زوجة مثالية".
وأضاف الزوج: "توجهنا لأحد الأطباء لإزالة الوسيلة، وأخبرنا الطبيب بعد توقيع الكشف عليها أن اللولب غير ظاهر، ويجب إجراء جراحة لها، إلا أن الطبيب فشل في استخراجه خلال الجراحة في أحد المستشفيات الخاصة، وتوفيت زوجتي في أثناء العملية".
وتابع: "تقدمت ببلاغ لقسم شرطة بركة السبع، إلا أنني فوجئت بأن الأجهزة الأمنية حبستني من الساعة الثالثة عصرًا حتى الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل لإجباري على التصالح مع إدارة المستشفى وتنازلي عن البلاغ"، مشيرًا إلى أن صاحبة المستشفى أستاذة جامعية، وهي التي خدرت زوجته.
من جانبها، قالت الدكتورة مني مينا وكيل نقابة الأطباء، إن الأطباء في الخارج يحصلون على حقوقهم الأدبية والمادية كاملة، في حين أن في مصر مهنة الطب "جار عليها الزمن"، ولذلك تتزايد عليهم الانتقادات وهذا لا يعني عدم وجود أخطاء فأول خطوة نحو التقدم الاعتراف بالخطأ ولكن عندما يكون الأطباء في منظومة صحية ضعيفة، ومتردية لا تمكنهم من ممارسة عملهم بشكل جيد لا يمكن أن نتوقع أداء جيدا منهم.
أما الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، فقد استنكر صدور عقوبات رادعة على الأخطاء المهنية للأطباء، وقال إنه لا يمكن القبول بتوصيف أي خطأ طبي على أنه جريمة قتل، وطالب البرلمان بسرعة إصدار قانون المساءلة الطبية .
أضاف أمين عام نقابة الأطباء ، في تصريحات صحفية، السبت، أنه لا يجوز محاسبة الأطباء في قضايا الأخطاء المهنية بموجب قانون العقوبات، موضحاً أن طبيعة العمل الطبي تحتمل وفاة المريض لعدة أسباب منها: "مضاعفات المرض نفسه، أو مضاعفات التدخل الطبي، أو الخطأ المهني، بالإضافة لما تعانيه معظم المستشفيات بمصر من نقص إمكانيات العلاج".