انطلقت دعوات لمقاطعة شراء كافة السلع تبناها اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، برعاية من الجهاز الذي يرأسه رغبة في إيصال صوت المستهلك للتاجر وكافة الحلقات الانتاجية بعد سلسلة الارتفاعات العشوائية والجنونية في الأسواق الفترة الأخيرة.
وأوضح يعقوب، إن المبادرة تُعد رمزًا لمقاطعة الشراء، ولهذا هي تدعو إلى الامتناع عن شراء كافة السلع دون استئناء، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن تبلغ نسبة المشاركة 80%، موضحا أنه في حالة رفع الأسعار عقب المبادرة، سيتم التعامل من منطلق أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه.
الغرف التجارية: المبادرة فشلت لهذه الأسباب
قال يحي كاسب نائب الشعبة العامة للمواد الغذائية بالإتحاد العام للغرف التجارية، إن مبادرة مقاطعه الشراء " فشلت " ولم تتعدى مواقع التواصل الإجتماعى لأن المواطن مدرك بمشاكل ارتفاع سعر الصرف للدولار وأن الزيادة من الشركات التى تستورد المواد خام بتكلفة مضاعفة.
وأضاف كاسب لـ " أهل مصر "، أن التجار مستهلكين قبل أن يكونوا تجار، والمواطن إذا قاطع الشراء لن يتغير شىء لأن تخفيض السعر ليس فى مقدور التجار أو الصناع.
وأكد أن سلاسل السوبر ماركت تعد حلقة وسيطة بين المنتج والمستهلك، وأن ما يتردد عن وجود فوارق في أسعار السلعة نفسها التي تباع في أكثر من سلسلة تجارية وما نشر من فواتير في الفترة الأخيرة علي مواقع التواصل الإجتماعى، يرجع إلى فروق توقيت التوريدات لأن السلاسل تسعر بعد استلام قائمة الأسعار من الشركات الموردة، ومن هنا يوجد سعرين وفقًا لتاريخ البضائع.
وأشار إلى أن هناك متغيرات كثيرة تؤثر في الأسعار آخرها السوبر ماركت الذي يأخذ نسبة من هامش الربح يعمل علي تقليصها في حالة ارتفاع الأسعار.
صاحب المبادرة: النجاح تاريخي..والأمطار ساعدتنا
فيما ناقض اللواء عاطف يعقوب، رئيس "حماية المستهلك" ؛ حيث أعرب عن سعادته بحجم المشاركة من قبل المواطنين في المبادرة، وذلك بدعم العناية الإلهية نتيجة اضطراب العوامل الجوية وهبوط الأمطار خلال اليوم ما تسبب فى نجاح المبادرة وفقا لوصفة.
وأضاف يعقوب لــ " أهل مصر "، أنه من خلال متابعاتنا نؤكد على أن هناك تجاوب أكثر من رائع من جانب المواطنين مع المبادرة، مشيرًا إلى قيام بعض الجمعيات الأهلية بإرسال صور للجهاز من الأسواق تؤكد نجاح المبادرة.
وتابع رئيس الجهاز، أن مركز بصيرة لاستطلاعات الرأي العام، قد أجرى استطلاعًا عن مشاركة المواطنين بهذه المبادرة، وتوصل إلى أن 73% من المواطنين موافقون على المشاركة بها.
وأوضح يعقوب، أن هذه المبادرة ليست أجندة سيتم التعامل بها؛ لضبط الأسواق، لكنها مجرد رمز، يعكس حقيقة ما نراه في الأسواق، حيث أن سعر السلع أكبر بكثير من قيمتها.
أستاذة "اجتماع": ينقصنا الوعي
وتقول دكتور هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، إن المواطنين ليس لديهم وعي كافي بهدف مقاطعة السلع لمدة يوم واحد، مشيرة إلي أن الهدف منها إنذار التجار من غضب المواطنين وليس إلحاق الخسارة بهم .
وأضافت أن عدم الوعي لدي التجار والمواطنين في آن واحد قد يؤدي إلي أن يأخذ التاجر أجازه يوم تنفيذ المبادرة مما لا يؤثر عليه، فبالتالي لن يستجيب للإنذار الموجه إليه من قبل المواطنين، وأكدت أن القائمين علي المبادرة يجب أن يقدموا الوعي إلي المواطنين حتى يكون الهدف واضحًا للجميع وتأتي بموقف إيجابي.
المواطنون والتجار يؤيدون
وانتقالاً للمواطنين فيقول محمود، مدرس حكومي: "مرتبي لم يزيد مليمًا والأسعار تضاعفت ولديّ 3 أولاد أحدهم في التعليم الأساسي ولا يمكن العيش بالمرتب فقط وسوف أقاطع الشراء في هذا اليوم أملا في يأتي بنتيجة إيجابية .
وقال عطية، تاجر ملابس يقول: "أنا مواطن قبل ما أكون تاجًرا ومفيش شغل من غير مقاطعة" بسبب ارتفاع أسعار السلع بعد زيادة سعر الدولار وأسعار البنزين مطالبا الدولة بالتدخل لحماية صغار التجار والمواطن البسيط قائلا "كيلو السكر بقى بـ 15 جنيهًا في السوق السوداء والحكومة غائبة تماما ".