"الكلب المسعور، الجنرال المتهور، مرعب ايران" هكذا يطلق عليه الكثيرين ممن عرفوه سواء في عالم الاعلام أو حتي تحت قيادته كقائد عسكري، ففي خبر مماثل للصاعقة اعلن الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" أنه سيعين الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزيرا للدفاع في ولايته.
وأمام حشد طويل من جمهوره وصف "ترامب" الجنرال المتقاعد بالكلب المسعور واصفا إياه بالمتميز جدا كما انه الأفضل.
"ماتيس" عرف عنه كرهه الشديد لإيران قائلا انها أكبر تهديد محدق بالاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، وله العديد من المواقف المناهضة والناقدة لسياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط.
ويعلم "ترامب" جيدا ان "الكلب المسعور" هو الوسيلة الوحيدة للضغط علي ايران حيث يتشابه كلاهما في موقفه من ايران وما يدور حول الاتفاق الإيراني النووي.
وخلال مواجهته مع ايران حدد "ماتيس" خمسة تهديدات إيرانية لأمن وتوازن منطقة الشرق الأوسط، أبرزها رعاية الإرهاب والتدخل العسكري في العراق وسوريا ولبنان، والتهديد المباشر لأمن الخليج العربي، ومحاولاتها إشعال الموقف في اليمن.
أما عن الصراع العربي الإسرائيلي فيدعم "ماتيس" حل الدولتين، كما أنه من أبرز معارضي الاستيطان باعتبارها تضر باحتمالات السلام، وفي التاسعة عشر من عمره انضم الي قوات المارينز كما شارك في ثلاث حروب.
وفي عام 2007 عين "الجنرال" رئيسا لقيادة القوات المشتركة الامريكية كما تولي مسئولية تحول القيادة العليا لحلف شمال الأطلسي، وفي عام 2010 ترقي الي رئاسة القيادة الوسطي الامريكية المعنية بالشرق الأوسط، بالإضافة الي اشرافه على حربي العراق وأفغانستان،وفي عام 2013 احيل الي التقاعد.
ولكن يعوق تواجد "الكلب المسعور" علي رأس وزارة الدفاع مادة دستورية فعلي الرغم من ان ترشيحه يلقي شعبية بين القوات المسلحة الأميركية، غير أنه يجب التغلب على عقبة دستورية قبل إمكانية تعيينه في هذا المنصب المهم، فحسب القانون الأمريكي، يجب أن يبقى أي ضابط متقاعد خارج الخدمة لمدة لا تقل عن 7 سنوات قبل أن يتولى منصب وزير الدفاع.
لذا من المتوقع ان يتعين على الكونغرس الذي يسيطر عليها الجمهوريون الموافقة على تجاوز شرط المدة كي يتمكن ماتيس من تسلّم المنصب، ويكون هذا النوع من الاعفاء الأول منذ إدارة الرئيس هاري ترومان.
حصد "ماتيس" أيضا لقب "المحارب الراهب" ويعود ذلك الي انه اعزب ومتعطش للقراءة كما انه دارس جيد للتاريخ العسكري.
وعلي الجانب كان له العديد من التصريحات اللاذعة التي سببت العديد من المشاكل ففي عام 2005 توجه الي نقاش في سان ديجو قائلا "تتوجه الى افغانستان، وتجد رجالا يصفعون النساء على وجوههن منذ خمس سنوات لانهن لا يرتدين الحجاب. تعلمون، اشخاص مثل هؤلاء لم تعد لديهم اي رجولة. ولذلك فانه من الممتع جدا اطلاق النار عليهم".
وفي هذا السياق قال اللواء محمد الشهاوي الخبير الأمنى والعسكرى والمستشار فى كلية القادة والأركان، ان سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد دونالد ترامب تتلخص في القضاء علي الجماعات الإرهابية بالكامل نظرا لما تعانيه أمريكا في الآونة الأخيرة من أزمات متكررة بسبب الإرهاب.
وأضاف الخبير العسكري ان اختيار جميع معاوني ترامب سيكون علي نفس النهج والسياسة في محاربة الإرهاب من اجل استقرار المنطقة.
وكشف "الشهاوي" ان ترامب باختياره تعيين "ماتيس" يسعي جاهدا الي تمزيق الاتفاق النووي الإيراني نظرا لتدخل ايران في الآونة الأخيرة في السياسة الداخلية لعدد كبير من الدول لذا سيتمتع باقي المرشحون لتولي الحقائب الوزارية في عهد ترامب العداء لإيران والجماعات الإرهابية وهو ما سيصب في مصلحة الدول العربية.
واكد الخبير العسكري ان اختيار ترامب لهؤلاء اعلان صريح لمساندته سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي مصر والأردن بالتحديد في مواجهة الإرهاب كما انه أشاد بمواجهة "السيسي" للارهاب والقضاء عليه.