هكذا تدق طبول الحرب، يبدو ان إيران قررت ان تحارب من تجده عائق في طريقها، وفي مفاجأة جديدة أعلنت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية السيطرة على مضيق هرمز والخليج بشكل كامل، معتبرة أن مضيق هرمز والخليج "منطقة استراتيجية وأن إيران تبسط سيطرتها، في هذه المنطقة بشكل كامل".
وتتوفر عن "مضيق هرمز" العديد من المعلومات الهامة التي رصدتها صفحات التاريخ، وعلي الرغم من ذلك زادت أهميته في العصر الحديث بعدما تم اكتشاف النفط في الدول المحيطة به وتسيطر هذه الدول على احتياطي نفطي كبير يقدر بـ730 مليار برميل.
ويعد "المضيق " من أحد اهم الممرات المائية في العالم الي جانب انه يحتوي علي عدد كبير من السفن ويؤثر في حركتها بطريقة كبيرة، ويمر بالمضيق 15 مليون برميل من النفط الخام عبر مضيق هرمز على الأقل، يوميا، بما يعني أن "خُمس" إمدادات النفط العالمي تتخذه مسلكا للعبور.
ويبلغ عرض المضيق حوالي 50كم (34كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60م فقط، ويبلغ عرض ممرّي الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي 10،5كم، كما يشمل عددا من الجزر الصغيرة غير المأهولة أكبرها جزيرة قشم الإيرانية وجزيرة لاراك وجزيرة هرمز، إضافةً إلى الجزر الثلاثة المتنازع عليها بين إيران والإمارات (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).
وفي عام 2011 قامت ايران بفرض سيطرتها علي مضيق هرمز البحري، وصارت تتحكم في سير الملاحة الدولية في الممر الرئيسي لدول الخليج الست والعراق، ومن وجهة نظر القانون الدولي يعد المضيق جزءًا من أعالي البحار، ولكل للسفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
ويرصد التاريخ ان "المضيق" خلال الاحتلال البرتغالي خضع للاحتلال ثم سائر الدول الأوروبية، خصوصا بريطانيا التي اعتبرت مضيق هرمز مفترق طرق إستراتيجية، وطريقا رئيسيا إلى الهند، فتدخلت بأساليب مباشرة وغير مباشرة في شئون الدول الواقعة على شواطئه لتأمين مواصلاتها الضرورية، فارضة الاحتلال، ومتصارعة مع الفرنسيين والهولنديين لسنوات طويلة.
وعلي مستوي العالم يخرج منه خلال ساعات الذروة من 20-30 ناقلة نفط يوميا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق وحوالي 40% من النفط المنقول بحرا، وعن موقعه الجغرافي يقع المضيق في منطقة الخليج، ويفصل بين مياه الخليج العربي من جهة، ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، وتطل عليه من الشمال جمهورية إيران الإسلامية، ومن الجنوب سلطنة عمان التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.
وعلي مدار الحقب التاريخية المختلفة توالت عليه الاطماع الاستعمارية وصراع الدول الكبرى للسيطرة عليه، فمنذ القرن السابع قبل الميلاد وهو يلعب دورا دوليا وإقليميا هاما أسهم في التجارة الدولية.
ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، انه لا توجد أي اضرار علي مصر من هيمنة ايران علي مضيق هرمز.
وأوضح "اللاوندي" ان الزعيم جمال عبد الناصر قديما ما اغلق مضيقي المندب وهرمز لان المضيق ليس اكثر من منطقة حدودية وبحرية ملكا لإيران.
وأكد خبير العلاقات الدولية ان خطوة اغلاقه تعود الي العديد من التوترات علي الحدود بين الدول هنالك ازمة الحوثيون واليمن وأزمة ايران مع السعودية، موضحا ان اغلاق المضيق يختص بالإجراءات الاحترازية للازمات خاصة مع السعودية.