الله أكبر ولله الحمد، فرح كبير وسرور عم مشاعر الوطن بخبر جيد، خبر جميل، خبر سعيد، لقد ضبطت الرقابة الإدارية 24 مليون جنيه مصري و4 ملايين دولار أمريكي و2 مليون يورو ومليون ريال سعودي، وكمية كبيرة من الذهب، اليوم في منزل مسئول مشتريات بإحدى الجهات العليا، اتهمته بالرشوة! بالإضافة طبعا لامتلاكه عقارات وسيارات.
أنا كمواطن فرحت بالخبر جدا جدا.. ومنذ سنوات وسنوات نتمنى ونحلم باليوم الذي نرى فيه حربا حقيقية على الفساد، الفساد الذي أهلكنا، و أهلك الحرث والنسل ، ودمر الصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة.
حرب حقيقية ومستمرة على الفساد هي التأكيد الوحيد على الإخلاص لمصر، وها قد رأينا ضربات الرقابة الإدارية تترى، وسقوط المرتشين يتوالى، والمهم أن العمليات بدأت منذ فترة ونتمنى ألا تتوقف.
وقبل هذه القضية كانت هناك منذ أقل من شهر ضبط رشوة وكيل مصلحة خبراء وزارة العدل، وضبط العضو المنتدب بشركة ايجوث للفنادق، وضبط مسئولين اثنين في شركة بترول ..وكثير من أمناء مخازن في السلع الغذائية ومفتشي وبقالي التموين.
والرائع والجميل أن قاضيا سقط قبل فترة في قضية مخدرات لم تكن صدفة، وحتى لو كانت صدفة فأكيد الضابط المتواجد في الكمين اتصل بالقيادات وأصدروا تعليماتهم بتطبيق القانون.
وقبل القاضي تمت محاكمة ضباط شرطة في قضايا مشابهة، وقبلها كانت هناك على فترة بعيدة قضية رشوة وزير الزراعة الأسبق صلاح هلال..وكل هذا يعني أن التوجه ضد الفساد حقيقي.
لقد مرت سنوات وسنوات كنا نعيش تحت احتلال واستعمار واستعباد الفساد، ولا شك أن الحرب على الفساد لن تكون حقيقية إلا إذا كانت "جاية من فوق" من الرئاسة.
لقد تأكدنا أخيرا أن هناك اتجاه حقيقي ضد الفساد، وأن هذا التوجه سيلاقي حربا شعواء من الفاسدين، ويبقى دور المواطن سواء كان مستثمرا أو مستهلكا.
يقدر البعض حجم تكلفة الفساد في الاستثمار في مصر بنحو 50% يعني لو حضرتك عندك 10ملايين جنيه وتسعى لعمل بيزنس فسوف تدفع نصفهم رشاوي وفساد... ولذلك كانت هناك مبالغة في هوامش الربح للمستثمرين واعفاءات من التزامات كثيرة على حساب الدولة والمواطن ليعوض المستثمر خسائره، وكثير من المستثمرين يشتكون في الغرف المغلقة مر الشكوى من الفساد
ومهما قدمت الدولة من تشجيع وتسهيلات وحوافز للاستثمار يبقى الفساد حائلا، ولا يأتي المستثمر إلا إذا كان يعي ويعلم ويعرف كيف يدفع فاتورة الفساد.
كلنا، مواطن ومستثمر ضد الفساد وعلى أتم الاستعداد لنربط الحجر والحجرين على البطن ونقاتل مع الرئيس في حرب حقيقية على الفساد.