في خطوة أولية لمواجهة تهديدات نجل القيادي وزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، قررت وزارة الخارجية الأمريكية، وضع اسم حمزة أسامة بن لادن، على قائمة مراقبة الإرهابيين، مشيرة إلى تهديده بشن هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة.
"حمزة" وجه عددًا من الرسائل سواء للتنظيمات المسلحة أو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في رسالة صوتية نشرها الظواهري لـ "هجمات الذئاب المنفردة ضد المصالح الإسرائيلية في واشنطن وباريس وتل أبيب" وتوحيد جبهات الجماعات الإرهابية، ورسالة أخرى تطالب بالانتقام من الولايات المتحدة وحذر الأمريكيين من استهدافهم في الولايات المتحدة وخارجها قائلًا : "سنستمر في ضربكم واستهدافكم في بلادكم وخارجها ردا لظلمكم لأهل فلسطين وأفغانستان والشام (سوريا) والعراق واليمن والصومال وسائر بلاد الإسلام التي لم تسلم من ظلمكم".
وفي توضيح لقرار وضع اسم نجل بن لادن على قوائم الإرهاب الأسود، قالت وزارة الخارجية إنه "يشارك بنشاط في الإرهاب" و"نتيجة لهذه التسمية، كل الممتلكات الخاضعة لسلطة الولايات المتحدة، لحمزة بن لادن أي اهتمام مصالح فيها، هي محظورة يُمنع أي أمريكي من الانخراط في أي معاملات معها."
الخبير في شؤون الجماعات والتنظيمات الإرهابية والجهادية صبرة القاسمي، قال إنه من الصعب ان يوحد "حمزة بن لادن" الفرقاء من التنظيمات الجهادية لأن هناك خلاف من جزأين بين هذه الجماعات، خاصة بين القاعدة وتنظيم داعش.وأضاف "القاسمي" في تصريح خاص لـ"أهل مصر" إن كل فصيل من الفصائل الجهادية له تركيبة عقائدية معقدة ولا تتفق مع الفصيل الآخر، وكل فصيل يستند إلى ادلة يصعب التنازل عنها، فالإصدار الأخير للظواهري هاجم فيه أبو بكر البغدادي وهذا على صعيد الخلاف العقائدي.وأوضح القاسمي" أن النفسية القتالية لزعماء العمل الجهادي معظمهم بعد وصوله لسن معينة أو رتبة معينة في التنظيم يغريه الهوى فلا يستطيع التخلي عن هذا المنصب، وهذا ما يمنع انضمام أي تنظيمين جهاديين، مؤكدًا أنه يمكن أن تتعاون الجماعات حول هدف استراتيجي – هذا في حال عدم تضارب المصالح على الأرض- وفي كل الأحوال فإن من يتحكم بتلك التحالفات هم الممولين، خاصة وأن الجماعات والتنظيمات المسلحة تتلقى تمويلات من جهات مختلفة، مثل السعودية وقطر وتركيا وأمريكا وإيران، وكل جهاز مخابراتي لهذه الدول يحاول اختراق تنظيم معين والعمل به وفقًا لمصال دولته.
ويقول معهد بروكنجز إن حمزة، وهو الآن في منتصف العشرينيات من العمر، كان يعيش مع أبيه بأفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر، وأمضى معظم الوقت برفقته في باكستان بعد أن دفع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان الكثير من قادة القاعدة البارزين للرحيل إلى هناك.
وقدم الزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري، حمزة في تسجيل صوتي العام الماضي، واعتُبر صوتا شابا للتنظيم الذي يجد قادته المتقدمون في السن صعوبة في إلهام متشددين في مختلف أنحاء العالم تحمسوا لتنظيم داعش.وقال بروس ريدل من معهد بروكنجز إن "حمزة يقدم وجها جديدا للقاعدة، وجه على صلة مباشرة بمؤسس التنظيم، إنه عدو واضح وخطير".
وذكر معهد بروكنجز أن حمزة، وهو الآن في منتصف العشرينيات من العمر، كان يعيش مع أبيه بأفغانستان قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأمضى معظم الوقت برفقته في باكستان بعد أن دفع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان الكثير من قادة القاعدة البارزين للرحيل إلى هناك.وقال بروس ريدل من معهد بروكنجز "حمزة يقدم وجها جديدا للقاعدة، وجه على صلة مباشرة بمؤسس التنظيم، إنه عدو واضح وخطير."
العميد صفوت الزيات، الخبير العسكري، قال إن تنظيم القاعدة لم يعد له بريق جذب المتشددين خاصة بعد ظهور تنظيم داعش الذي يتمتع بقدرة تنظيمية ويضم عناصر متطرفة انضمت له بعد وجدت قواعد أكثر تطرفًا من تنظيم القاعدة، خاصة بعد حملة التصفية التي طالت قيادات تنظيم القاعدة بتنسيق أمريكي أفغاني باكستاني، وأكبرها كان مقتل أسامة بن لادن.
وأضاف "الزيات" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن استدعاء نجل أسامة بن لادن الآن، ودعوته لتوحيد صفوف الجماعات الجهادية تحت لواء تنظيم القاعدة، هو أحد أساليب "شيخ القبيلة" خاصة وانه شاب صغير ولا يعد قائدًا فهو مجرد واجهة لكن من يدير تنظيم القاعدة هو أيمن الظواهري، وهدف ظهور نجل بن لادن في هذا التوقيت هو استقطاب جماعات موالية لـ"بن لادن" بعدما انحرف التنظيم عن مساره الجهادي بعد مقتل أسامة.
الخبير العسكري، أكد أن فكرة تجميع الجماعات الجهادية تحت لواء واحد، يمكن أن يحدث لكنه لن يكون تحت لواء تنظيم القاعدة، فتنظيم داعش وهو الاوفر حظا الآن في اجتذاب الأتباع لن يدخل تحت لواء القاعدة لأنه أشد تطرفًا، مضيفًا أنه في حال تكون تجمع للتنظيمات الجهادية فإن هذا سيكون بظهور جماعات أكثر تطرفًا وعنفًا خاصة في ظل تنامي التطرف الأبيض فيما يسمى "الترامبية" التي تقوم أساسًا على الاسلاموفوبيا.
وقتل أسامة بن لادن في مخبئه بباكستان بأيدي قوات خاصة أميركية عام 2011 في ضربة كبرى لتنظيم القاعدة الذي شن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وحمزة بن لادن، هو بن القيادي الجهادي ومؤسس تنظيم القاعدة – المنفذ لهجمات 11 سبتمبر – ولد في عام 1991، وأمه خيرية صابر ثالث زوجات أسامة بن لادن، حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم نفس الأطفال، وأكاديمية سابقة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. رافقت أسامة بن لادن منذ تواجده في جدة وحتى إقامته في السودان، لم تنجب من زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن سوى ابنها "حمزة".
انتقل حمزة ووالدته وبعض أفراد أسرة بن لادن إلى إيران في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، وذلك بعد تفاوض بين "القاعدة" وإيران التي احتوت رموز "القاعدة" وأسرهم سنوات عديدة، كان من ضمنهم حمزة بن لادن، وفي إيران تكونت رؤية وفكر ومنهج حمزة عبر فريق خاص كان مكلفاً بمتابعته قبل وبعد ذلك مع مجموعة خاصة ضمن طالبان إلى جانب الرعاية الإيرانية الخاصة.الخروج المتزامن لحمزة أسامة بن لادن (24 عاما)، مع تسجيل آخر لأيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة" كلاهما عبر مؤسسة "السحاب"، الذراع الإعلامية لتنظيم "القاعدة"، لا يعني بالتحديد منازعة ما على قيادة التنظيم، وإنما يجسد إعادة هيكلة إدارية لتنظيم "القاعدة" بغرض استيعاب كافة الفصائل والتيارات الجهادية في سوريا، وإنهاء حالة الانقسام والاقتتال فيما بينها.
قبل مقتل أسامة بن لادن بشهر واحد طلب زعيم التنظيم الالتقاء بابنه حمزة، وذلك وفقاً لرسالة وجهت لأحد المعتنين به والمرافقين له –بحسب ما ذكرته "العربية .نت" - والتي كشفت أيضًا عن تواجد "حمزة" في إيران، إلا أن الوسطاء أبلغوا بن لادن الأب التعذر بإيصال حمزة.
رغم ما أظهرته رسائل بن لادن لمجموع الوسطاء بضرورة الإسراع بإرسال ابنه، وكذلك ما أكد عليه في مراسلاته لزوجته "أم حمزة"، بضرورة مرافقة ابنها وتأكيده على إقامة حمزة مع أمه حتى حين ترتيب وصولهما إليه في مقر إقامته بباكستان.إلا أن الأب لم يكن ليجد فيما يستقبله من ردود سوى الاعتذارات المتكررة من قبل القائمين على شؤون ابنه مما يظهر تعمد الفصل بين أسامة والابن حمزة.
وفي رسالة مؤرخة أبريل 2011 - قبل مقتل بن لادن بشهر واحد- من قبل أحد عناصر تنظيم "القاعدة" ويدعى "محمود" (يرجح أن يكون هو عطية الله الليبي واسمه جمال شتيوي ويعد أحد أهم الوسطاء بين بن لادن وإيران)، ومن كان يتولى رعاية حمزة والوسيط الأهم بين بن لادن و"القاعدة" في إيران، تحدث فيها محمود عن المحاولات التي لازال يبذلها لتهريب حمزة للالتقاء بوالده.
إلا أن "محمود" الذي لطالما أكد للأب مزاعمه بشأن محاولاته بإرسال الابن حمزة، طلب في رسالة سابقة وجهها إلى أسامة بن لادن في نوفمبر 2010، السماح بتدريب حمزة على القتال وأن ابنه لا يرغب بمعاملة تفضيلية باعتباره ابن زعيم تنظيم "القاعدة"، مطمئناً "محمود" زعيم التنظيم بوضع خطة لتدريبه على استخدام السلاح، مما يظهر محاولات الضغط على أسامة الأب في إقحام ابنه في الميدان بالرغم من موقفه المتصلب ضد ذلك حيث بقي حرص الأب على عودة حمزة كما هو لم يتبدل حتى مقتله.
وخلال الـ10 أعوام التي أمضاها حمزة مع والدته، إضافة إلى بقية أفراد أسرته في إيران، عقب هجمات الـ11 من سبتمبر 2001، ظهر الابن حمزة خلال ذلك الوقت، في بيانات صوتية وأخرى مصورة على فترات متقطعة، استمرت كذلك وإن كانت بصورة قليلة عقب خروج عناصر تنظيم "القاعدة" وأسرهم من طهران في 2011.
إلا أن إقحام الابن حمزة لم ينل إعجاب الأب أسامة، مطالباً الجهة القائمة على شؤون ابنه الذي لم يكن ليتجاوز 11 من عمره حين مغادرته أفغانستان، بالتوقف عن إقحامه في التدريبات والمعارك، كما أشارت الوثائق والمحادثات، داعياً إياهم إلى التركيز على تأهيله العلمي والفكري والمنهجي والإداري فقط، مرسلاً الأب بن لادن من يقوم برعاية حمزة علمياً ومنهجياً، وبهدف متابعة عزله عن الميدان العسكري.
إلا أنه ورغم جهود أسامة بن لادن بعزل ابنه عن الميدان العسكري، انكشف إصرار حمزة نفسه على المشاركة بالقتال، قائلاً في رسالته إلى والده بعد وصول أم حمزة إلى مقر إقامة زوجها: "لو أمكن وسمحت الظروف بالمجيء إليكم وقضاء زمن معكم ثم أعود بعدها لخدمة الدين، فهذه هي رغبتي الملحة والتي أسأل الله أن ييسرها لي، أما إذا لم تسمح الظروف بالمجيء بالقدوم إليكم (أو ريثما يتم ترتيب القدوم) فرغبتي هي أن أتلقى التدريب في المعسكرات المتاحة على حسب الظروف ومن ثم أنضم بعدها إلى العمل مع الأخوة والدخول في داخل أفغانستان ومنازلة أعداء الله، هذه رغبتي وأنتظر أمرك فيما تأمرني به".
ظهر حمزة في 2005 بأول مقطع مرئي له ضمن قوة من مقاتلي طالبان استهدفت جنوداً باكستانيين في وزيرستان الجنوبية، وقبل ذلك في 2003 خرجت رسالة صوتية منسوبة إليه، نشرت عبر أحد المواقع التابعة لتنظيم "القاعدة"، يحض فيها أتباع التنظيم في كابول وبغداد وغزة على "إعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".وفي 2008 ظهر شريط فيديو لحمزة بن لادن (18عاماً)، يدعو فيه إلى إزالة بريطانيا وحلفائها من الوجود مهاجماً كذلك الولايات المتحدة والدنمارك وفرنسا.