يقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن نحو نصف محافظات اليمن البالغ عددها 22 محافظة على شفا المجاعة؛ بسبب الحرب الدائرة في البلاد، فيما يحتاج أكثر من 13 مليون نسمة معونات غذائية.
وتعزو جماعات المعونة الأزمة إلى القيود التي يفرضها التحالف العربي بقيادة السعودية، على الوصول للموانئ التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، وتتهم الحوثيين بمنع وصول الإمدادات إلى بعض المناطق بما في ذلك مدينة تعز في جنوب غرب البلاد.
وقال أدهم مسلم، نائب مدير شؤون اليمن في برنامج الأغذية العالمي إنه من منظور الأمن الغذائي فقد صنفت عشر من محافظات اليمن على أنها تمر بحالة طوارئ، مشيراً إلى أنها الخطوة التي تسبق المجاعة.
وقال إن القتال الدائر خلال الأشهر الإثنى عشر الأخيرة أدى إلى نزوح نحو 2.3 مليون شخص وجعل أكثر من نصف عدد سكان البلاد البالغ 26 مليون نسمة في حاجة ماسة للمعونات الغذائية.
وأضاف ان ذلك يعني أن على البرنامج ألا ينتظر حتى يصل الوضع إلى حد المجاعة، وأنه يجب عليه التصرف فوراً لتقديم المعونات الإنسانية مباشرة.
كانت جماعة الحوثي استولت على صنعاء في سبتمبر 2014، وأطاحت بالرئيس عبد ربه منصور هادي ثم استولت على مقره المؤقت في مدينة عدن الجنوبية.
وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس 2015 لمحاولة إعادة هادي إلى السلطة وإحباط مكاسب الحوثي، فيما قتل أكثر من 6200 شخص في الصراع نصفهم مدنيون.
وحتى يتسنى لبرنامج الأغذية العالمي القضاء على أزمة الغذاء دشن خطة للطوارئ لإمداد مليون شخص باحتياجاتهم الأساسية بموجب إيصالات لصرف المعونات.
وفي صنعاء التي لا تزال تخضع لسيطرة جماعة الحوثي اصطف المئات لساعات لتسجيل أسمائهم والحصول على الإيصالات فيما يقضي البرنامج بان تحصل الأسرة المكونة من ستة أفراد على حصص من القمح والبقول والزيوت النباتية والملح والسكر التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي من خلال مورد محلي.
لكن أحد سكان صنعاء أعرب عن قلقه أن المعونات قد تكون مؤقتة وقال “نريد أن يجري توزيع المعونات على مدار الشهر بالكامل وليس مجرد أسبوع أو خمسة أيام”.
ولجأ الكثير من اليمنيين إلى صنعاء بعد أن دمرت ضربات التحالف الذي تقوده السعودية منازلهم لاسيما في شمال اليمن حيث جاءت قوات الحوثي وهم من الطائفة الزيدية الشيعية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي تسعى الأم المتحدة، التي استضافت جولتين من مفاوضات السلام في سويسرا العام الماضي لم تكللا بالنجاح، جاهدة لعقد جولة جديدة من المحادثات.
وقال رمضان حسن، الذي تسلم إيصالاً بالمعونة الغذائية يقدر الشعب اليمني مدى ضرورة المساعدات الإنسانية لكن ما يحتاجونه في واقع الأمر هو إنهاء الحرب وهي مسألة أكثر أهمية.