وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، هيئة المجتمعات العمرانية التابعة لوزارة الإسكان، بانشاء 25 مدرسة في الأراضي التابعة لها بالمدن الجديدة، على أن يتم انتهاء التنفيذ بحلول العام الدراسي الجديد في سبتمبر المقبل، إلا أن الأهالي يرون أن هذه المدارس والتي من المفترض أن تحوي أبناء الطبقة الوسطى تحتاج إلى مصروفات دراسية خرافية تصل إلى 15 ألف جنيه في العام الواحد.
تبنى مدارس "النيل" على مساحة واسعة تبلغ 20 ألف متر، ويتكلف بنائها وتجهيزها 75 مليون جنيه، حيث يتواجد بكل مدرسة 42 فصل دراسي من مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية المرحلة الثانوية، وبها ملاعب وحمامات سباحة ومسرح وغرف الموسيقي ومعامل، ويتم إعداد المعلمين بها، بالتعاون مع جامعة كمبريدج الإنجليزية.
من جانبها، أعلنت وزارة الإسكان عن تحديد المناطق التي سيتم البدء في تنفيذ مدارس النيل بها على مستوى الجمهورية، ومنها مواقع لمدرستين بمدينة القاهرة الجديدة، بمنطقة القرنفل، بجوار مشروع "دار مصر" للإسكان المتوسط، ومنطقة عمارات الأندلس، و3 مدارس بمدينة 6 أكتوبر، بالتوسعات الشرقية، وجنوب الأحياء السكنية، وحدائق أكتوبر، ومدرستان بالشيخ زايد، في الحيين التاسع والثالث عشر، ومدرسة بالعبور بالحي السادس، ومدرسة بالشروق بمركز خدمات المدينة (1)، ومدرسة بالمنيا الجديدة بالحي السادس، ومثلها بالسادات بالحي السابع، ومدرسة بدمياط الجديدة، بالحي الثالث، ومدرسة بأسيوط الجديدة، بالمجاورة الثالثة، وأخرى بأسوان الجديدة، بالحي الثالث، بخلاف مدرسة بمدينة طيبة الجديدة، منشأة حديثا على أعلى مستوى، وتم الاتفاق على ضمها لمدارس النيل، ومواقع أخرى يتم بحث ضمها للمشروع.
وتهدف الدولة من إنشاء مدارس النيل إلى بناء نظام تعليمي متكامل يمنح أول شهادة مصرية مصممة طبقا للمعايير العالمية، ومعترف بها عالميا، وتكون نواة لإصلاح التعليم في مصر، وأن تساهم في استرداد سمعة مصر وريادتها في مجال التعليم، واسترداد قوة مصر الناعمة في أفريقيا، وأن تقدم نموذج خاص بآلية التحاق الطلاب بالجامعة وهو يتوافق في مجمله مع النظام العالمي المتبع من خلال اختيار مجموعة من المواد المؤهلة للالتحاق بالجامعة وتحصيل الدرجات على مدار مرحلة التعليم الثانوي العام، دون شبح امتحان نهائي للثانوية العامة كخط فاصل للالتحاق بالتعليم الجامعي من عدمه.
وتبدأ مصروفات الدراسة في مدارس النيل التي بدأت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في بناءها بالمدن الجديدة، من 12 ألفًا و825 جنيهًا لمرحلة الحضانة "KG 1" حتى تصل إلى 15 ألفًا و765 جنيهًا للمرحلة الثانوية "G 12".
سعت الحكومة إلى التوسع في إنشاء هذه المدارس بمنح مستثمرين أراضي للبناء عليها عن طريق حق الانتفاع للقطاع الخاص، وهو ما سيشكل عبئا ماليا كبيرا علي أبناء الطبقة الفقيرة في المدن الجديدة التي يتم بناءها، حيث لم يستطيعوا إلحاق أبناءهم بهذه المدارس، في ظل عدم وجود مدارس مدعمة من الدولة في المدن الجديدة.
المتحدث باسم وزارة الإسكان، هاني يونس يرى أن مدارس النيل مخصصة لأبناء الطبقة الوسطى، كما أن مصروفاتها ليست مرتفعة والهدف منها الإرتقاء بمستوي التعليم، فيما اشتكى عدد من أصحاب الوحدات السكنية في المدن الجديدة "6 أكتوبر، والشروق، والعبور" من ارتفاع أسعار مدارس النيل التي تبدأ بـ13 ألف جنيه في العام الدراسي الواحد وهو ما يشكل عبئا ماليا كبيرا في حالة عدم وجود مدارس مدعمة لأبناءهم في هذه المناطق الجديدة.
وقال محمد عبد العظيم، أحد قاطني وحدات الاسكان متوسطة الدخل بمدينة 6 أكتوبر: "إن مصروفات الدراسة مرتفعة للغاية، وحتى إذا كنا من أبناء الطبقة الوسطى فلن نستطيع دفعها، مطالبا بتخفيض المصروفات الدراسية وعدم التربح من التعليم، ومراعاة ظروف المواطنين الصعبة خاصة مع ارتفاع الأسعار".
وقال علي سعد، أحد قاطني الوحدات السكنية بالعبور: "إن الدولة يجب أن توفر مدارس مدعمة لأبنائنا في المدن الجديدة، والحق في التعليم مبدأ دستوري يجب علي الدولة مراعاته وكفالته لجميع المواطنين بشكل مدعوم ومخفض التكاليف".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
