وزارة المالية: لا صحة لاختفاء 32.5 مليار جنيه من موازنة الدولة

عمرو الجارحى

أكدت وزارة المالية عدم صحة ما يثار في بعض وسائل الإعلام عن اختفاء 32.5 مليار جنيه من الحسابات الختامية لموازنة العام المالي 20142015، بالاستناد إلى ملاحظة للجهاز المركزي للمحاسبات في هذا الشأن، والتي قامت الوزارة بالرد عليها وفقا للإجراء القانوني المتبع تجاه هذا الجهاز الرقابي لكن القانون يلزم جهاز المحاسبات بمناقشة أي ملاحظات يبديها مرة أخرى أثناء مناقشة مجلس النواب للحساب الختامي للموازنة العامة.

وشددت الوزارة أن المبلغ بالكامل موجود لدى البنك المركزي المصري، وهي الحقيقة التي يعلمها جهاز المحاسبات الذي أبدى ملاحظة فنية على الأسلوب المحاسبي لاستخدام الأرصدة المتبقية من المنح الواردة من الدول العربية والأجنبية الصديقة لمصر.

وذكر بيان أصدرته الوزارة اليوم الثلاثاء أن أرصدة المنح التي تلقتها مصر في سنوات سابقة والموضوعة منذ تسلمها في البنك المركزي المصري في حسابات لوزارة المالية ثم صدر عام 2013 القانون رقم 105 الذي رخص للبنك المركزي بشراء رصيد حساب المبالغ الواردة من الدول العربية والأجنبية الصديقة لمصر التي بلغت قيمتها في ذلك الوقت نحو 8.78 مليار دولار لإضافتها لاحتياطي العملات الأجنبية بالبنك المركزي، كما رخص القانون لوزارة المالية بأن تحصل على المقابل بالجنيه المصري لوضعه في رصيد الحسابات المؤقتة ذات الأرصدة التابعة للوزارة للإنفاق منها على خفض عجز الموازنة العامة للدولة إلى جانب برامج تنشيط الاقتصاد والخطة الاستثمارية للدولة.

وأشارت وزارة المالية إلى أنه لتعظيم الاستفادة من هذه المبالغ فقد قررت الحكومة المصرية في ذلك الوقت عدم استخدام المبلغ بالكامل في عام مالي واحد وإنما توزيعه لأكثر من عام وهو ما تم بالفعل تنفيذه حيث تم استخدام نحو 20.3 مليار جنيه لتخفيض عجز موازنة العام المالي 20132014 كما تم استخدم مبلغ 7.1 مليار جنيه في العام المالي 20142015 أيضا لتخفيض العجز وأيضا في عام 20152016 تم استخدام مبلغ 2.3 مليار جنيه، ومن المتوقع استمرار هذه السياسة في العام المالي الحالي 20162017 والأعوام التالية وهو أمر لاشك في صالح الاقتصاد المصري، وحتي لا يتم استنفاذ هذا الاعتماد الإضافي اإا في تمويل مشروعات إنتاجية وخدمية يحتاجها الاقتصاد القومي بالفعل.

وأوضحت وزارة المالية أن هذه السياسة الرشيدة في إدارة موارد الدولة إنما تستهدف إعلاء الصالح العام عبر تخفيض عجز الموازنة العامة ولتحقيق الأهداف التمويلية الاستراتيجية للدولة على مدار عدة سنوات وليس في سنة واحدة فقط.

وأكدت وزارة المالية أن هذه السياسة أسهمت في تحقيق عدة أهداف للدولة أبرزها تعزيز قدرة مصر على سداد التزاماتها بالعملات الأجنبية وفاءا بالقروض المستحقة وتمويل عمليات استيراد السلع الاستراتيجية مثل القمح والمواد البترولية وغيرها من السلع الأساسية التي يحتاجها المجتمع.

وأضاف البيان أن وجود هذه الأرصدة بالبنك المركزي المصري يعزز موقف الدولة النقدي ويسهم في خفض الفوائد على مسحوبات الحكومة من البنك المركزي إلى جانب تحسين موقف صافي الدين العام الحكومي عبر استبعاد هذه المبالغ من إجمالي الدين العام ولاشك أن تحسن صافي الدين العام يعد مؤشر اقتصادي نسعى جميعا لتحسينه لما له من أثر إيجابي على تصنيف مصر الائتماني وبالتالي قدرتها علي جذب الاستثمارات الأجنبية والحصول على تمويل من المؤسسات المالية الدولية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً