اعلان

مانويل فالس.. رجلُا كسر محرمات اليسار الطامع في رئاسة فرنسا (بروفايل)

مانويل فالس

مانويل فالس، سياسي فرنسي من أصل إسباني، ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي، ورئيس وزراء فرنسا منذ عام 2014 بقرار رئاسي لفرانسوا هولاند، ليكون رئيس الوزراء الحادي و العشرين في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة، وذلك إثر هزيمة اليسار في الانتخابات البلدية، ثم أعلن أواخر 2016 عن ترشحه لانتخابات الرئاسة الفرنسية 2017.

مولده ونشأته

ولد مانويل كارلوس فالس غالفيتي، في مصحة لافيروفياريا في برشلونة، والده هو الرسام الكاتالوني الجمهوري، شافيير فالس "1923-2006الذي هاجر إلى فرنسا، منذ 1948؛ و أمه هي السويسرية الإيطالية، لويزانجيلا غالفيتي، أخت المهندس المعماري السويسري أوريليو غالفيتي، كان جده ماغي فالس صحفيًا في الجريدة الكاطالانية الكاثوليكية إيلماتي، أما ابن عم والده، مانويل فالس غورينا، فهو ملحن نشيد نادي إف سي برشلونة الرسمي.

قضى فالس طفولته و شبابه بين كاتالونيا وفرنسا و سويسرا، وانطلق اهتمامه بالسياسة عن سن السابعة عشرة، خلال دراسته التاريخ بجامعة السوربون، والتحق بجامعة باريس 1 وحصل منها على إجازة في التاريخ عام 1986.

نشاطه السياسي

ونشط "فالس" وهو في سن 17 في صفوف "حركة الشباب الاشتراكيين" التي كانت تدعم ميشيل روكار في الانتخابات الرئاسية عام 1981 في مواجهة فرانسوا ميتران، وتولى مانويل فالس أول مسؤولية حزبية له عام 1988 حين فاز برئاسة قسم الحزب الاشتراكي في منطقة أرجنتي- بيزون بضاحية العاصمة باريس، وانتخِب عضوًا في مجلس باريس الكبرى.

بعد تولي روكار رئاسة الوزراء في عام 1988، ألحق فالس بديوانه وعينه مسؤولًا عن العلاقات مع البرلمان، كما عينه مندوبًا وزاريًا مكلفًا بالتحضير للألعاب الأولمبية الشتوية التي احتضنتها فرنسا عام 1992.

تقدم "فالس" في صفوف الحزب الاشتراكي فأصبح أمينًا وطنيًا مكلفًا بالاتصال والعلاقات بالصحافة في ديوان رئيس الوزراء الاشتراكي ليونيل جوسبان عام 1997.

موقفه السياسي

وينتمي "فالس" إلى الجناح اليميني في اليسار الفرنسي، والذي كان من رموزه دومينيك ستراوس كان، وعرف التيار بالخط الثالث، أو بتسمية البليريين "نسبة إلى توني بلير"، و يتمحور حول الديمقراطية الاشتراكية و إعادة بناء الحزب الاشتراكي الفرنسي في إطار مواءمة الفكر اليساري مع القيم الليبرالية.

وزير داخلية "هولاند"

وترشح "فالس" في يونيو 2009 للانتخابات التمهيدية التي جرت في 9 أكتوبر 2011، وحصل فيها على أكثر من 5% من الأصوات محتلًا المركز الرابع، وبعد أقل من ساعة من إعلان النتائج أعلن دعمه لهولاند الذي فاز برئاسة الحزب ثم برئاسة الجمهورية في اقتراع 6 مايو 2012.

وفي 2001، انتخب عمدة على مدينة إيفري، في الضاحية الباريسية، وهي دائرة عرفت بميلها، انتخابيًا لليسار، وفي البلديات الموالية "2007"، وأعيد انتخابه بنسبة 60 بالمئة، وفي 2002، انتخب نائبًا برلمانيًا، ممثلًا إقليم إيسون.

شغل منصب وزير الداخلية في أول حكومة بعد انتخاب هولاند الذي اختاره في 31 مارس 2014 رئيسًا للوزراء.

مرشح اليسار

ويُعد "فالس" رجل كسر المحرمات في اليسار بأسلوبه التسلطي وخطابه المؤيد للشركات، والذي لاقى استياء من قبل جزء من معسكره.

ومرشح معسكر اليسار إسباني الأصل، حصل على الجنسية الفرنسية في العشرين من عمره، وكان يبدو الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات التمهيدية، غير أنه تأهل للدورة الثانية بعدما حصل على نسبة 31.6 بالمئة من الأصوات حسب النتائج الجزئية، بعد بنوا آمون الذي تحصل على نسبة 35.21 بالمئة من المؤيدين.

ترشحه لرئاسة فرنسا

في ديسمبر 2016، أعلن "فالس" ترشحه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، واستقال بعدها مباشرة من رئاسة الوزراء وذلك بعد أيام من إعلان الرئيس فرانسوا هولاند عدم ترشحه.

ودعا "فالس" في كلمة بمدينة إيفري جنوب باريس، الفرنسيين واليسار إلى توحيد الصفوف لقطع الطريق على اليمين المتطرف الذي قال فالس إنه سيخرج فرنسا من الاتحاد الأوروبي في حال فوز مرشحته بالرئاسة مارين لوبان.

برنامجه الانتخابي

وأعلن "فالس" عن برنامجه الانتخابي، قائلًا: "أريد أن أكرس كل طاقتي لخدمة بلادي فرنسا بشغف"، داعيًا "الفرنسيين إلى الأخذ بزمام الأمور ودون الانتظار".

ووعد "فالس" بخلق ألف منصب شغل إضافي في صفوف الشرطة والدرك في كل سنة من عهدته الرئاسية وتخصيص 2.5 مليار يورو لتحديث التجهيزات والمعدات التي تستخدمها قوات الأمن في حال فاز بالرئاسيات.

بالإضافة إلى هذا، اقترح فالس رفع ميزانية وزارة الدفاع بـ2 بالمئة لغاية 2025 وخلق 10.000 زنزانة جديدة في السجون الفرنسية.

وفي المجال الاقتصادي، أعلن فالس أنه سيفرض ضريبة جمركية على كل المواد التي لا تحترم المعايير الاجتماعية والبيئية المعتمدة من قبل فرنسا والاتحاد الأوروبي.

وللحيلولة دون تنامي البطالة، أعلن أنه سيلغي الضريبة المفروضة على ساعات الشغل الإضافية والتي غالبًا ما يلجأ إليها العديد من الموظفين والعمال الفرنسيين من أجل رفع مستوى رواتبهم الشهرية.

وتابع فالس أنه سيدافع عن "مجتمع يؤمن بالعمل" باعتباره الوسيلة الوحيدة التي تؤدي إلى الازدهار والنجاح، فيما تعهد برفع رواتب النساء وتقليص الفارق الذي يفصلها عن مداخيل الرجال، إضافة إلى منح دخل فردي أدنى (حوالي 800 يورو) لجميع الفرنسيين الذين يتلقون من الدولة مساعدات مالية.

وفيما يتعلق بالتربية والتعليم والمواطنة، اقترح "فالس" القيام بخدمة وطنية مدنية إجبارية خلال ستة أشهر بالنسبة لجميع الشبان الفرنسيين، إضافةً إلى منح مليار يورو سنويًا للجامعات لكي تحسن ظروف التعليم فيها وتواكب التطورات العلمية، فضلا عن رفع رواتب المدرسين وتخصيص ما بين 400 و500 ساعة تدريب لكل الشباب العاطل عن العمل أو أولئك الذين يرغبون في تغيير مسارهم الوظيفي.

وعلى المستوى الأوروبي، دعا "فالس" إلى وضع حد لسياسة انضمام دول جديدة إلى الاتحاد ورفض بصورة نهائية مشروع انضمام تركيا إلى هذا الفضاء، كما وعد بالضغط من أجل إطلاق خطة استثمارية واسعة النطاق على المستوى الأوروبي إضافةً إلى الاعتماد على حد أدنى للراتب لا يقل عن 60 بالمئة من الراتب المتوسط المتعامل به في أوروبا.

وفي الشأن المؤسساتي، وعد مانويل فالس بتقليص عدد البرلمانيين ورفع راتب المنتخبين المحلين، فضلًا عن الحد من استخدام قانون 49/3 الذي يسمح للحكومة بتمرير القوانين دون أن يصادق عليها البرلمان.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
منصور حسن وزيرًا للتعليم العالي خلفًا لـ أيمن عاشور.. خاص