يوافق اليوم الخميس، الذكرى الحادية عشر لغرق العبارة "السلام 98" التابعة لشركة السلام للنقل البحري، والتي راح ضحيتها 1033، حيث كانت العبارة في طريقها من ضبا المدينة السعودية العائدة من منطقة تبوك إلى سفاجا، وتقل 1415 شخصًا بينهم 1310 من الرعايا المصريين، بالإضافة إلى طاقم الملاحة المؤلف من 104 أفراد، وكان معظم المسافرين مواطنين مصريين كانوا يعملون في السعودية وبعض العائدين من أداء مناسك الحج وكانت السفينة تحمل أيضًا 220 سيارة على متنها.
وترصد "أهل مصر" التسلسل الزمني، لغرق العبارة، وما تبعها من أحداث، في التقرير التالي..
- غرق السفينة:
في 2 فبراير 2006 اختفت عبارة السلام 98، على بعد 57 ميلًا من مدينة الغردقة المصرية، على ساحل البحر الأحمر، وأشارت التقارير الأولية عن بعض الناجين من الحادثة، إلى أن حريقًا نشب في غرفة محرك السفينة وانتشر اللهيب بسرعة فائقة.
- اللحظات الأخيرة للعبارة:تمكنت فرق البحث والإنقاذ من العثور على الصندوق الأسود للعبارة "السلام 98"، وتمكنوا من الاستماع إلى حديث طاقم السفينة قبل غرق السفينة بلحظات قليلة والتي أوضحت حيرة القبطان ومساعدة في إنقاذ السفينة من الغرق، وتبين أن السفينة كانت تميل إلى اليمين وأن القبطان كان يأمر الركاب بالاتجاه لليسار في محاولة لإعادة الاتزان للعبارة، وتبين أيضًا أن العبارة كانت تميل 20 درجة ثم زاد الميل إلى 25 درجة وهو مؤشر خطر، مما جعل المساعد يتأكد أن العبارة في طريقها إلى الغرق، وأوضح التسجيل أن الركاب كانوا يرددون الشهادتين وعبارة "لا حول ولا قوة إلا بالله" التي كانت آخر عبارة قبل انقطاع الصوت.
- هرب القبطان:
وقال العديد من الركاب أن القبطان، كان أول من غادر العبارة، وأنهم شاهدوه يغادر العبارة على متن قارب صغير مع بعض معاونيه، وقد هرب وترك سفينته والركاب مستخدمًا قارب صغير يسع ثلاثين شخص لوحده.
- أسباب الغرق:
وانتشرت العديد من الفرضيات حول أسباب الغرق، حيث تضاربت الأقوال حول مكان اشتعال النيران، وقالت مصادر إن النيران اشتعلت في غرفة المحركات، بينما قالت مصادر أخرى أن النيران اشتعلت في المخزن وتمت مكافحتها، ومن ثم اشتعلت مرة أخرى، وقد تمت المكافحة باستخدام مضخات تقوم بسحب مياه البحر عبر الخراطيم إلى داخل السفينة وكانت مضخات تنشيف السفينة، والتي تقوم بسحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لاتعمل "كما هو مبين في تسجيل الصوت لطاقم الملاحين في غرفة القيادة والذي انتشر بشدة " وأدى ذلك إلى اختلال توازن السفينة بسبب تجمع مياه المكافحة على جنب واحد مما أدى إلى انقلابها ومن ثم غرقها.
- إشارات الإغاثة:
وكانت غرفة عمليات الإنقاذ في إسكتلندا، قد التقطت أول إشارات الإغاثة التلقائية من السفينة، وقامت بنقلها عبر فرنسا إلى السلطات المصرية، وعرضت المساعدة، والسلطات المصرية من جهتها قالت إنها لم يصلها خبر وجود مشكلة بالعبارة "من الشركة المالكة" إلا بعد 6 ساعات من استغاثة العبارة.
- البحث والإنقاذ:
ومن جانبها، قامت 4 فرقاطات مصرية بعمليات البحث، ورفضت السلطات المصرية عرضًا من القوات البحرية الإسرائيلية بالمساعدة في عمليات الإغاثة، إلا أن السلطات المصرية وافقت على عرض للمساعدة قدمته طائرة الاستطلاع الأمريكية، بعدما كانت قد رفضت العرض.
وكانت هناك تقارير عن قيام قبطان بنغالي بإنقاذ 33 من ركاب العبارة، وقد أنقذت القوات السعودية مكونة من القوات البحرية التي شاركت بعدد من سفن الفرقاطات والطيران العمودي والدفاع المدني وحرس الحدود السعودي بإنقاذ 44 مواطن سعودي و113 مواطن مصري وحملهم من البحر إلى الأراضي السعودية باستخدام عشرين طائرة مروحية وعلاجهم.
- نعي مبارك:
وفي اليوم التالي لكارثة غرق العبارة، خرج الرئيس الأسبق حسني مبارك في كلمة إلى المصريين، نعى فيها ضحايا العبارة، مؤكدًا أنه طلب من السلطات رعاية الناجين، مشددًا على صرف تعويضات للناجين ولأسر المتوفين.
- براءة المتهمين:
وتداولت القضية على مدى 21 جلسة طوال عامين، استمعت خلالها المحكمة لمسئولين هندسيين وبرلمانيين وقيادات في هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة النقل البحري، وتم الحكم في قضية العبارة في يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، في جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط تم تبرئة جميع المتهمين وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل مالك العبارة، ونجله عمرو الهاربان بلندن وثلاثة آخرون هم: ممدوح عبد القادر عرابي ونبيل السيد شلبي ومحمد عماد الدين، بالإضافة إلى أربعة آخرين انقضت الدعوى عنهم بوفاتهم، بينما عاقبت المحكمة صلاح جمعة ربان باخرة أخرى "سانت كاترين"، وقضى الحكم بسجنه لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ ودفع غرامة بقيمة عشرة آلاف جنيه مصري "حوالي 1200 يورو" بتهمة عدم مساعدة "السلام 98".